رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

محمد يحيى

محمد يحيى

خطيئة "الشهابي" و"فهلوة" الرياضة المصرية

الرياضة وتحديداً على مستوى المنافسات الفردية عقل وإدارة ومهارة قبل القوة، هذا ما تعلمته من ممارسة رياضة فردية على مدار 16 عاماً قضيتها كلاعب للمصارعة الرومانية، ولكن ما تفعله البعثة المصرية فى دورة الألعاب الأولمبية ليست له علاقة بالعقل والإدارة، ويعتمد فقط على المهارة والقوة والجهود الفردية من لاعبين أبطال بحجم سارة سمير ومحمد إيهاب لحصد ميداليتين برونزيتين فى رفع الأثقال. ولنا فى إسلام الشهابى أكبر مثل على ذلك، فلا ألوم على اللاعب حماسه ورغبته فى المشاركة بدورة الألعاب الأولمبية، لأن التأهل لها إنجاز، ولا ألومه أيضاً على عدم مصافحته للاعب الكيان الصهيونى، لكن الوعود والتصريحات بشأن دهس اللاعب الإسرائيلى من قبل اللاعب ومسئولى اتحاد الجودو كانت كبيرة وكأن اللاعب مقبل على خناقة فى الشارع.

ولأننى أعى جيداً طبيعة الألعاب الفردية، وتحديداً الجودو كونها رياضة مشابهة للمصارعة، فاللعب لخمس دقائق كاملة يكون المجهود المبذول فيه موازياً لنصف ساعة من لعب كرة القدم، والمباراة أمام لاعب الكيان الصهيونى كانت فى دور الـ 32، فبالتالى اللاعب ادخر مجهوده ولو لعب بكامل قوته لظهر الشهابى بشكل أسوأ، ومن الواضح أن الشهابى لم يشاهد مباريات لهذا اللاعب، لأن الحركة التى خسر بها معتادة لنظيره الإسرائيلى واعتمد عليها فى جميع مبارياته التالية، فبالتالى نحن لا نمتلك العقل والإدارة، ودخلنا اللقاء بالحماس وبركة دعاء الوالدين.

وبالنسبة لأزمة عدم السلام على اللاعب الإسرائيلى، فأرى أنها تصرف شخصى مسئول عنه الشهابى فقط، ولا يجب أن نلومه عليه لأن اللاعب على البساط يكون لديه أحاسيس مختلفة بعيدة عنا كمتفرجين، وكان سيهاجم فى حالة السلام كما يتم مهاجمته الآن بسبب عدم السلام، فيكفيه أنه فعل ما يريد طالما أنه سيتم الهجوم عليه فى كل الأحوال.

ونخرج من أزمة الشهابى التى أراها صغيرة إلى الأزمة الأكبر، وهى البعثة الأكبر فى تاريخ مصر الأولمبى، فأخبرونى بكم ميدالية ستعود تلك البعثة؟، التاريخ لن يذكر أننا سافرنا بأكبر بعثة ولكنه سيذكر عدد الميداليات التى فزنا بها، والأولمبياد علمتنى أن أنتظر حتى اليوم الأخير لمشاهدة جدول الميداليات، ولكن لكم أن تعرفوا أن اتحاد الجودو أنفق 4 ملايين جنيه على 6 لاعبين لم يحققوا أى إنجاز فى العرس العالمى التاريخى، تخيل معى لو تم إنفاق هذا المبلغ على الثنائى سارة سمير ومحمد إيهاب لاعبى الأثقال ألم يكن من الممكن أن يتحول البرونز إلى ذهب وعن جدارة.

نفس الأمر ينطبق على منتخب الشيش، ألم يكن من الأفضل أن نوفر المبالغ المنفقة على كل اللاعبين لنوجه للصرف على لاعب واحد فى حجم علاء أبوالقاسم الذى خرج من دور الـ16 وهو حامل فضية أولمبياد لندن، الأفضل أن نركز على الكيف وليس الكم لأن التاريخ يركز على ما حققت وليس عدد بعثتك التى تتباهى بها.

ولنا فى الصين عبرة، فهى اهتمت بكل لاعب على حدة فى لعبته وتم إنفاق الملايين على اللاعبين حتى يكونوا المرشحين الأوائل لحصد الميداليات فى الدورة الأولمبية، هذا هو فن إدارة الرياضة وتوظيف القوة والمهارة لمصلحة البطل بشكل علمى، وليس بالفهلوة والحماسة تدار الرياضة.

يجب أن نعمل من الآن على إعداد خطة أولمبياد 2020 فى طوكيو، وأن نحدد مجهوداتنا فى لاعب بكل لعبة لتحقيق ميدالية، بدلاً من إهدار هذا الكم من الأموال على لاعبين لن يحققوا ميداليات وذلك ليس عيباً فيهم، وإنما هى إمكانياتهم، يجب أن نهتم بالأبطال القادرين على حصد ميداليات بدلاً من اللعب على التمثيل المشرف.