رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

تشيلسي وأزمة الركنيات.. هل يقتبس لامبارد حلاً من جوارديولا؟ ( تحليل )

08:33 ص | الإثنين 06 يوليو 2020
تشيلسي وأزمة الركنيات.. هل يقتبس لامبارد حلاً من جوارديولا؟ ( تحليل )

مباراة تشيلسي ضد وست هام

يعاني فريق تشيلسي من تذبذب نتائجه هذا الموسم، حيث سقط في فخ الهزيمة أمام بايرن ميونيخ بثلاثية على ملعبه في ذهاب دور الـ 16 بدوري أبطال أوروبا، كما ما زال ينافس في الدوري الإنجليزي من أجل اقتناص أحد المراكز المؤهلة لدوري الأبطال في الموسم المقبل، وربما تعتبر الأخطاء الدفاعية وعلى رأسها التعامل مع الركلات الركنية أكبر أزمات الفريق اللندني.

تحدث الصحفي ليام توموي بموقع ذا أثلتيك، عن معاناة تشيلسي مع الركلات الركنية، ولماذا يفشل البلوز في الدفاع خلال هذه المواقف، وننقل ذلك لكم عبر التحليل التالي :

تشيلسي الأكثر استقبالاً من الركنيات

استقبل فريق تشيلسي تسعة أهداف من 110 ركلات ركنية هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، مما يعني أنه استقبل أهدافاً بنسبة 8.2% من الركلات الركنية التي تعرض لها، وهي النسبة الأكبر في الدوري هذا الموسم، ويأتي خلفه مانشستر يونايتد ونورويتش سيتي، ولكن بنسبة 4.8% فقط.

في الواقع، وفقاً لإحصائيات شبكة "أوبتا"، أن تشيلسي ثاني أكثر فريق من حيث معدل استقبال الأهداف من الركنيات هذا الموسم في الدوريات الخمس الكبرى، خلف فريق أميان الفرنسي، الذين استقبلوا 12 هدفاً من 140 ركنية، بمعدل 8.6%، حيث احتل أميان المركز قبل الأخير في جدول ترتيب الدوري.

وست هام يخدع تشيلسي "مرتين".. وأخطاء أبراهام وكيبا

عندما سئل لامبارد بعد المباراة عما يمكنه فعله لإصلاح هشاشة دفاع تشيلسي المستمرة في الكرات الثابتة، قال: "عندما تواجه فريق يمتلك لاعبين طوال القامة، كما كان وست هام، يمكنك العمل طوال الأسبوع، إذا كان أحدهم أطول بكثير منك فإنه يستطيع التغلب عليك ويسجل الأهداف".

وأضاف: "هذا ما يحدث، لذلك كنا ندرك أنهم كانوا أطول منا ويتفوقون في الكرات الهوائية، وسيحاولون تسجيل الأهداف من خلالها، لكن على اللاعبين التعامل مع ذلك على أرض الملعب".

لم يقدم دفاع تشيلسي الأداء المنتظر، حيث اعتمد ديفيد مويس في المقابل على أن يهاجم عيسى ديوب القائم القريب الذي يحرسه ماتيو كوفاسيتش وتامي أبراهام، بينما يقوم توماس سوسيك بالتوجه نحو القائم البعيد.

لعب جارود بوين الركلة الركنية نحو القائم القريب، حيث تغلب كوفاسيتش على ديوب لكنه فشل في إبعاد الكرة عن مناطق الخطورة، بينما لم يقفز إبراهام لإبعاد الكرة، لتصل إلى القائم البعيد وبعد محاولة فاشلة من أنطونيو، يتفوق سوسيك على سيزار أزبيليكويتا وكيبا، ويسجل الهدف لكن تقنية الفيديو أنقذت تشيلسي في المرة الأولى، عندما ألغى الهدف بداعي التسلل. 

ربما نجى تشيلسي من هدف مبكر، لكنه لم يستطع المقاومة طويلاً، حيث اصطف وست هام بنفس الطريقة تماماً، هذه المرة قام ماركوس ألونسو باعتراض عيسى ديوب، وكذلك تولى كانتي مهمة مراقبة أنطونيو، لكن سوسيك الذي ذهب للقائم البعيد تفوق مجدداً على أزبيليكويتا.

يغامر كيبا بالابتعاد عن مرمام، فشل في الوصول إلى الكرة لكنه اكتشف خطأه متأخراً، ليوجه سوسيك الكرة برأسه نحو المرمى، وبالرغم من تراجع أبراهام لخط المرمى وهو في وضع مثالي لإبعاد الرأسية، لكنه يفشل في تقدير الكرة ليسقط وتتجاوزه نحو الشباك.

هذه ليست المرة الأولى التي سقط فيها كيبا وأبراهام في المحظور، وتسبب خطأ مشترك بينهما في هدف بشباك البلوز، حيث في سبتمبر، خلال مواجهة تشيلسي ضد وولفرهامبتون على استاد مولينيو، صعد رومان سايس مدافع الذئاب ليسدد الكرة برأسه، ليحاول كيبا إبعادها لكنها اصطدمت بالمهاجم الشاب أبراهام المتواجد على خط المرمى لتدخل الشباك، رغم أنها لم تؤثر على نتيجة اللقاء، لكنها ربما كانت بداية الأزمة.

الاعتماد على زوما.. وتغيير طريقة الدفاع

لقد أصلح لامبارد استراتيجيته للدفاع في الكرات الثابتة مرة واحدة فقط هذا الموسم، كان هدف فيكتور أوسيمين مهاجم ليل هو نقطة التحول في دوري أبطال أوروبا، وقبله استقبل الفريق أهدافاً مشابهة من فيرمينو مهاجم ليفربول، ويلفريد نديدي لاعب وسط ليستر سيتي.

حتى تلك المباراة في ليل، كان فرانك لامبارد يفضل نظامًا ثابتاً، حيث كان أبراهام يحرس القائم القريب، ويتواجد 4 مدافعين على خط واحد في الـ 6 ياردة أمام المرمى، مع ثلاثي خط الوسط أمامهم الذين يحاولون إبعاد لاعبي الخصوم.

وكان هدف ليل هو الهدف الخامس الذي تلقته شباك تشيلسي من الركلات الركنية في الأشهر الثلاثة الأولى من الموسم، بجميع المسابقات.

كان رد لامبارد هو التحول إلى استراتيجية مختلفة، حيث يتمركز أبراهام مع كورت زوما المدافع الأفضل في الكرات الهوائية بالفريق، لحماية منطقة ال6 ياردات أمام المرمى، بينما يقوم باقي الفريق بالمراقبة الفردية للاعبي المنافس.

لعب تشيلسي بعد ذلك 6 مباريات لم يستقبل خلالها أهدافاً من الركنيات، وحقق 5 انتصارات، وخرج بشباك نظيفة أمام نيوكاسل وأياكس.

حل غير مثالي.. وشراكة دفاعية ليست الأفضل

ما حدث بعد ذلك أكد أن هذا الحل لم يكن مثالياً، حيث سجل دان جوسلينج وعلي رضا جهانباخش لبورنموث وبرايتون في شباك تشيلسي.

في ديسمبر الماضي، تقدم أرسنال مبكراً على ملعب الإمارات أمام تشيلسي، عندما تفوق كالوم تشامبرز على فيكايو توموري، ليحول الكرة نحو بيير إيمريك أوباميانج الذي سرق إيمرسون بالميري، وتحرك خلفه ليسدد الكرة برأسه في شباك كيبا.

النقص النسبي في الطول والقوة والارتقاء الجيد سيعقد دائماً محاولات فريق تشيلسي في الدفاع عن الكرات الثابتة، ولكن المشكلة تزداد كلما تغيب زوما، لأن قرار لامبارد باختيار الشراكة الدفاعية بين أندرياس كريستنسن وأنطونيو روديجر قد لا يكون الأنسب حتى الآن.

وأكدت مواجهة مانشستر يونايتد في فبراير هذه الحقيقة، فكان هدف الشياطين الثاني من ركلة ركنية نفذها برونو فرنانديز في الدقيقة 66.

تفوق المدافع هاري ماجواير على خصمه أنطونيو روديجر في الصراع الهوائي، ليضع الكرة برأسه على يسار الحارس البديل ويلي كاباييرو الذي فشل في التصدي لها.

مانشستر سيتي يمنح تشيلسي الحل

هناك فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز يمتلك لاعبين بمواصفات بدنية تشبه تشيلسي، وهو مانشستر سيتي، لكن فريق بيب جوارديولا يهيمن دائماً على المباراة من حيث الاستحواذ، ويتصدى للركلات الركنية، فلم يستقبل السيتزنز سوى أربعة أهداف من 86 ركلة ركنية قبل مواجهة ليفربول في الأسبوع الماضي، بمعدل 4.7%، ولكنهم يتحكمون فيها فكيف تم ذلك؟ 

استراتيجية سيتي الأساسية تعتمد في المقام الأول على تجنب منح الركنيات للمنافس، والحفاظ على السيطرة على الكرة في نصف ملعب الخصم، لم يستقبل أي فريق أقل من 86 ركنية هذا الموسم، بمعدل ​​2.8 ركنية لكل مباراة، كما أن متوسط ​​معدل الاستحواذ في الدوري الممتاز كان 66%، وهو أمر متوقع مع جوارديولا بكل تأكيد. 

يحاول تشيلسي تحقيق حل مماثل، حيث وصل متوسط استحواذه على الكرة إلى 59.9%، بمعدل ​​3.4 ركنية في كل مباراة، وبالتالي، فإن أحد التعديلات التي قد تساعد لامبارد هو أن يضع تركيزًا أكبر على لاعبيه الذين يحتفظون بالكرة بشكل جيد، مثل جورجينيو وكوفاسيتش.

وطريقة دفاع مانشستر سيتي عند استقبال الركنيات، هي تراجع جميع اللاعبين للدفاع عن المرمى، حتى عندما كانوا متقدمين على حساب بيرنلي بخماسية نظيفة.

لا يُترك أي شخص في وضع يشكل تهديداً على مرمى السيتي، فيقوم كيفين دي بروين بحماية القائم القريب برفقة أحد المهاجمين، جابرييل خيسوس أو سيرجيو أجويرو في مقدمة خط دفاعي يتكون من خمس لاعبين يتمركزون لمواجهة لاعبي الخصوم أمام المرمى. 

كما قام جوارديولا بتعديل طريقته طوال الموسم، في الأشهر الأولى من الدوري، كان رودري وكايل ووكر يتمركزان في مقدمة الخمس مدافعين، لكن هدفين تسببا في تغيير طريقة السيتي، وكانت البداية عندما تفوق لوكاس مورا على الثنائي ووكر ورودري في أغسطس الماضي، ليسجل هدف التعادل للسبيرز في شباك إيدرسون على ملعب الاتحاد.

وتكرر المشهد مجدداً بعد شهر، عندما سقط مانشستر سيتي بشكل مفاجئ أمام نورويتش سيتي بثلاث أهداف مقابل هدفين، وتقدم أصحاب الأرض مبكراً عندما اندفع الاسكتلندي كيني مكلين ليسبق ووكر ورودي في القائم القريب، ويرتقي ليسدد الكرة برأسه في الشباك.

ليقرر جوارديولا تغيير أسلوبه الدفاعي في الركنيات والعناصر التي يعتمد عليها، حيث يتواجد فيرناندينيو وإيمريك لابورت في القائم القريب لإبعاد العرضيات، مع وجود بعض لاعبي السيتي متمركزين على مسافة أبعد لاعتراض لاعبي الخصم مبكراً وتسهيل المهمة على المدافعين وحارس المرمى في السيطرة على الكرة.

النقص النسبي في الطول لدى بعض اللاعبين، ضعف البنية الجسدية وعدم التميز في الكرات الهوائية لم يمنع مانشستر سيتي من الهيمنة على الدوري الإنجليزي والبقاء في قمة المنافسة لثلاث سنوات.

لا يحتاج الأمر إلى أن يقوم تشيلسي بنفس الأسلوب، ولكن يحتاج لامبارد لتقديم أسلوب جديد لتقليل خطورة الركلات الركنية، أو ضم عناصر أفضل على صعيد الدفاع، بالإضافة لمركز حراسة المرمى في ظل عدم قدرة الحارس الإسباني كيبا على إثبات نفسه، للمحافظة على تواجده ضمن الأربعة الكبار والمنافسة على اللقب مستقبلاً.