لحظة فارقة انفصل بها عن العالم، توقف به الزمن وعاد إلى الخلف 12 عاماً، ظل يحلم خلالها بهذه الليلة، بهذه اللحظة، بهذا السيناريو الذى طالما راوده فى أحلامه، جاء من على بُعد 833 ميلاً تقريباً وهى المسافة بين البرتغال وفرنسا من أجل تحقيقه، ليجد كريستيانو رونالدو نفسه يلمس حلمه بيديه، يقف ملكاً فى ليلة تتجه بها أنظار العالم إليه، ليداعب كأس البطولة الأوروبية، قائلاً: «كريمٌ هو الحظ لأنه جمعنى بك». وقف «ملك ماديرا»، صاحب الـ31 عاماً، على العرش كعادته، لكن هذه المرة كان حاملاً مجداً جديداً لبلاده، بالتتويج بأول بطولة أوروبية فى تاريخها، منتزعة لقباً غالياً من فم «الديوك الفرنسية» على أرضها ووسط جماهيرها، ليُسجل «الدون» تاريخاً لا يُنسى فى خانة من نور داخل مجلد يدون أسطوريته.
الدقيقة 26 من عمر اللقاء، لحظة مأساوية عاشتها جماهير البرتغال، شعور لم يستطع «رونالدو» وصفه سوى بالدموع، بعد أن خرج محمولاً على نقالة بعد تدخّل عنيف من ديمترى باييه لاعب فرنسا، إلا أن «الدون» لم يقبل بانتهاء دوره فى البطولة، ليقف على الخط متقمصاً شخصية مديره الفنى فيرناندو سانتوس، منصّباً نفسه قائداً يوجه اللاعبين بـ«نصف قدم»، لا يفكر سوى فى لحظة التتويج.
«لا ملك سواى»، هكذا استشعر نجم ريال مدريد الإسبانى، وهو يحمل كأس ثانى كبرى بطولات العالم بقميص منتخب بلاده، فى بطولة استثنائية له، كتب خلالها المجد بأحرف من ذهب، واضعاً «برازيل أوروبا» بين مصاف الكبار على مستوى القارة العجوز، وحاسماً لجائزته المفضّلة بعد أن أصبح على أعتاب التتويج بالكرة الذهبية الرابعة فى تاريخه، بعد قيادته ناديه للفوز بدورى أبطال أوروبا، ومنتخب بلاده بطلاً لـ«اليورو».
تعليقات الفيسبوك