رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

«مصر والسودان».. قصة تعاون أخوي من أجل تأسيس الكاف ومحاربة العنصرية

10:30 م | الخميس 30 مارس 2023
«مصر والسودان».. قصة تعاون أخوي من أجل تأسيس الكاف ومحاربة العنصرية

شعار كاف

مصر والسودان، دولتان انصهرا شعبيًا واجتماعيًا فقادا القارة السمراء نحو أحلام حقيقية على المجال الرياضي، فكان قرارهما وتعاون شرارة إطلاق الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والإعلان عن تدشين بطولة كأس الأمم الإفريقية، والتي تجمع الشعوب الإفريقية للتقارب، ورفضتا كل المحاولات من أجل التفريق بينهما.

البداية كانت في مدينة لشبونة، عندما اجتمع عبد الحليم محمد، وكان أول رئيس للاتحاد السوداني، مع عبد العزيز سالم، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم في ظل تواجد مصري مكون من محمد لطيف، نجم الكرة المصرية ونادي الزمالك، ويوسف محمد والسودانيون عبد الرحيم شداد وبدوي محمد، مع الجنوب إفريقي وليام فيل، وذلك على هامش انطلاق فاعليات المؤتمر العام للاتحاد الدولي لكرة القدم في يونيو 1956.

وجود اتحاد قاري يجمع منتخبات إفريقيا

ناقش المجتمعون على ضرورة وجود اتحاد قاري يجمع منتخبات إفريقيا وتحته كأسُ لهم، وذلك للدفاع عن حقوق القارة في التمثيل في البطولات الكبرى مثل كأس العالم ودورات الألعاب الأولمبية، ليأتي القرار بتعاون بين مصر والسودان خاصة ومعهما جنوب إفريقيا وإثيوبيا للإعلان عن بطولة وليدة.

دعم السودان عبد العزيز سالم، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ليكون هو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بينما دعمت مصر استضافة السودان لكأس الأمم الإفريقية في نسختها الأولى 1957، قبل أن تستضيف مصر النسخة الثانية بعدها بعامين.

في عام 1970، وقفت مصر بجوار عبد الحليم محمود لأن يكون هو الرئيس الثالث للاتحاد الإفريقي بعد عبد العزيز سالم الذي مكث عامًا واحدًا من 1957 إلى 1958 ثم عبد العزيز مصطفى، الرئيس الثاني للكاف وكان مصري الجنسية، ليكون الدور على رئيس الاتحاد السوداني، في إطار تعاون مشترك بين مصر والسودان.

مصر والسودان ضد عنصرية جنوب إفريقيا

صمدت مصر والسودان أمام عنصرية جنوب إفريقيا، الضلع الثالث في تأسيس الكاف وقتها، بعدما شرع الاتحاد الجنوب إفريقي في إرسال منتخب من البيض فقط للمشاركة في الدورة الأولى من كأس الأمم الإفريقية، مع تطبيق سياسة الفصل العنصري في البلاد، ليرفض الكاف برئيسه عبد العزيز سالم والسوداني عبد الحليم محمود، الأب الروحي للاتحاد، «الإجراء».

جرى استبعاد جنوب إفريقيا من البطولة وتم تجميد نشاطها من الفيفا بعد الرفض الإفريقي لمحاولات الفصل العنصري التي تنتهجها البلاد في تلك الفترة، لتقف مصر والسودان كل محاولات ممارسة العنصرية وإضفاء شرعية لمثل هذه الأمور المستهجنة إنسانيا، ليستمر الحظر حتى إنهاء هذه الحالة في عام 1994 على يد نيلسون مانديلا.