الأهلي والترجي التونسي
ما أشبه الليلة بالبارحة، تحدٍ جديد يجمع بين الأهلي والترجي التونسي، في دوري أبطال إفريقيا، ويتكرر اللقاء بين قطبي الكرة المصرية والتونسية، بعد 22 عامًا، في الدور ذاته، نصف نهائي دوري الأبطال، ويسعى المارد الأحمر لتكرار ما فعله رغم غياب تلك السنوات، أملا في استعادة الذكريات وتحقيق الثأر الكروي من صن داونز الجنوب إفريقي، الذي تسبب في جرح غائر لزعيم الكرة المصرية، خلال النسخة الحالية من دوري الأبطال.
لا صوت يعلو فوق صوت مواجهة الأهلي والترجي في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، معركة كروية لمدة 180 دقيقة، تجمع بطل الكرة المصرية أمام بطل الكرة التونسية، في أقوى بطولة كروية على مستوى الأندية في القارة السمراء.
الأهلي يواجه الترجي، للمرة رقم 19 في تاريخ لقاءات الفريقين وجها لوجه في دوري الأبطال، والطريف أن دور نصف النهائي جمع الفريقين من قبل في ثلاث مناسبات، وها هو التحدي الرابع يجمعهما مرة أخرى في نسخة 2022-23.
الأهلي يتفوق تاريخيا على الترجي، في 18 مباراة جمعت الفريقين، حقق البطل المصري الفوز في 10 مباريات، مقابل 4 انتصارات فقط لصالح الفريق التونسي، وحسم التعادل 4 مواجهات أخرى.
وفي دور النصف النهائي، التقيا في ثلاث مناسبات، حسم الأهلي تأهله نحو المباراة النهائية في مرتين، ونجح الترجي في الصعود للنهائي مرة واحدة.
ويتفاءل محبو القلعة الحمراء بمواجهة الترجي التونسي في هذا الدور، لم لا وفي المناسبتين اللتين حقق الأهلي فيهما التأهل نحو النهائي، صعد لمنصة التتويج وحسم لقب دوري الأبطال.
ففي المناسبة الأولى التي جمعت الأهلي والترجي، في نصف نهائي نسخة 2001، تعادل الفريقان سلبيا بمباراة الذهاب في استاد القاهرة؛ ولكن نجح الفارس الأحمر في اقتناص بطاقة الصعود إلى النهائي، بعد التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، ليتأهل الأهلي بأفضلية التسجيل خارج أرضه.
وواجه الأهلي نظيره صن داونز الجنوب أفريقي في تلك النسخة، ليفرض التعادل الإيجابي ذهابا 1-1 في جنوب أفريقيا، وتألق خالد بيبو في مباراة الإياب محرزا 3 أهداف «هاتريك» ليقود الأهلي إلى منصات التتويج وحسم لقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه، وكانت تلك البطولة غالية لأنها تحققت بعد غياب طويل عنها دام لمدة 14 عاما.
وشهدت نسخة 2001، تعرض الأهلي لهزيمة ثقيلة في دور المجموعات أمام بترو أتلتيكو الأنجولي في القاهرة بنتيجة 4-2، لكن انتفض المارد الأحمر وأكمل المشوار حتى النهاية ورفع لاعبوه كأس البطولة.
ويبدو أن النسخة الحالية قريبة الشبه، بما حدث منذ 22 عاما، فالأهلي تلقى خسارة ثقيلة 2-5 على يد صن داونز في جنوب أفريقيا، ونجح الفريق في اقتناص بطاقة العبور للدور ربع النهائي، وتجاوز الرجاء المغربي، وها هو يلتقي ضد الترجي التونسي، فهل يصعد على حسابه إلى النهائي، ليضرب موعدا مع صن داونز الجنوب أفريقي، والذي تصب الترشيحات في صالحه، على حساب الوداد المغربي.
وحال صعود الأهلي وصن داونز، يتكرر سيناريو 2001، بالنسبة للنادي الأهلي، التأهل بالمركز الثاني من مجموعته، ومواجهة الترجي التونسي في نصف النهائي، والفوز على صن داونز في المباراة النهائية، هذا ما تأمله جماهير القلعة الحمراء بكل تأكيد.
وودّع الاهلي نسخة 2010 على يد الترجي في نصف النهائي، في المواجهة الشهيرة بـ «يد إينرامو» الذي أحرز هدف الترجي الوحيد إيابا، ليقود فريقه إلى التأهل للنهائي، بعد فوز الأهلي ذهابا 2-1، ولكن خسر الفريق التونسي أمام مازيمبي في النهائي بنتيجة 6-1 في مجموع مباراتي النهائي.
الطريف أن الأهلي التقى الترجي مجددا، في نصف نهائي نسخة 2020-21، وبنفس الطريقة صعد الفريق الأحمر وصيفا لمجموعته، وواجه نظيره التونسي في نصف النهائي، وهذه المرة حقق الفرسان الحُمر الفوز ذهابا وإيابا، 1-0 في تونس، وثلاثية نظيفة في القاهرة.
وصعد الأهلي مجددا على حساب الترجي، إلى المباراة النهائية، ليواجه للمرة الثانية فريقا من جنوب أفريقيا وهو كايزر تشيفز، وانتصر المارد الأحمر بنتيجة 3-0، ليحقق الأهلي اللقب للمرة العاشرة في تاريخه.
ويبقى السؤال، بعد مرور 22 عاما على نسخة 2001، هل يكرر الأهلي السيناريو ذاته، بخسارة ثقيلة في دور المجموعات، ثم الوصول لدور قبل النهائي ومواجهة الترجي التونسي، والتأهل على حسابه إلى النهائي ومواجهة صن داونز وتحقيق اللقب، هذا ما تحلم به جماهير القلعة الحمراء، بتكريس عقدة الترجي وتحقيق الثأر الكروي على حساب صن داونز حال تأهله للنهائي وعبور عقبة الوداد المغربي.
ويلتقي الأهلي والترجي التونسي في رادس، يوم الجمعة 12 مايو في ذهاب دور نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، وتنطلق المباراة في تمام العاشرة مساء بتوقيت القاهرة ومكة المكرمة.
ويقود مباراة الأهلي والترجي، الحكم الكيني بيتر كاماكو، ويتولى الجزائري مصطفى غربال مهمة حكم تقنية الفيديو.
تعليقات الفيسبوك