رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

فلاش باك| يورجن كلوب: الآن حاسبوني على ليفربول الذي صنعته

02:24 م | الثلاثاء 28 فبراير 2017
فلاش باك| يورجن كلوب: الآن حاسبوني على ليفربول الذي صنعته

ليفربول

ما بين "الآن حاسبوني على ليفربول الذي صنعته" و"نادي مضحك..دفاع مُخجِل" قد يتلخص حال ليفربول هذا الموسم ففي البداية تحدث كلوب عن الفريق القوي الذي صنعه-على حد قوله-وكان من أبرز المرشحين لنيل لقب البريميرليج خصوصاً مع عدم انشغال الفريق بالمشاركة في المنافسات الأوروبية ليضعه أغلب المتابعين كمرشح أول لتحقيق اللقب مع تشيلسي الذي يمر بنفس الظروف.

 

بدأ ليفربول موسمه بانتصار على أرسنال في ملعب الإمارات وبعيداً عن التراخي الذي أصاب لاعبي ليفربول بعد الهدف الرابع إلا أن الأداء كان قوياً ولا يوجد شيئ معنوي أفضل من أن تبدأ موسمك بانتصار على منافس مباشر على اللقب.

أُصيب مشجعو ليفربول بصدمة كبيرة بعد هزيمة أمام بيرنلي في التيرف مور ثم تعادل أمام توتنهام وقبل أن يبدأ الحديث عن مستوى ليفربول وأخطاء كلوب-التي سنتحدث عنها بعد سرد أحداث الموسم- رد رجال كلوب على الجميع بثمان انتصارات وتعادلين أمام اليونايتد وساوثامبتون خلال عشر مباريات في الدوري.

 

جاءت الصدمة الثانية كما كانت الأولى ولكن هذه المرة كانت أقوى، أن تكون منافساً على اللقب وتتقدم على بثلاثة أهداف على فريق بحجم بورنموث ليس من المرشحين للتوجد حتى في النصف الأول من الجدول، ويتحول الأمر في النهاية لهزيمة درامتيكية في الدقيقة الأخيرة فهذه هي بداية وضوح الصورة لموسم ليفربول، ليفربول لن ينافس على اللقب.

تابع ليفربول اهتزازه بتعادل أمام ويستهام أبعده أكثر عن الصدارة، عاد بعدها ليفربول بأربع انتصارات متتالية كان منها فوز مجنون في ديربي الميرسيسايد وفوز على مانشستر سيتي وكأن كلوب يعمل كدكتور أمراض قلب كلما اقترب المريض من الموت يعيده للحياة بصدمة كهربائية مؤقتة لا تستمر طويلاً.

بدأ عام 2017 بداية كارثية لليفربول بخروج من بطولتي الكأس على يد ساوثامبتون وولفرهامبتون أحد أندية الدرجة الأولى، استمر ليفربول بعدها في الانهيار بالتراجع للمركز الخامس بفارق أربعة عشر نقطة عن تشيلسي بانتصار وحيد وثلاث هزائم في آخر ثمان مباريات كان آخرها أمام ليستر سيتي بثلاثة أهداف جعلت جمهور ليفربول الحاضر في ملعب كينج باور يردد هتاف"نادي مضحك..دفاع مُخجِل".

 

إذا عُدنا لحساب كلوب على الفريق الذي صنعه فأسرع حساب سيكون نتيجته "دفاع مُخجِل" فالمدرب الألماني صرح في بداية الموسم أنه لا يهمه أن يستقبل مرماه هدفاً أو هدفين طالما يسجل ثلاثة أهداف لأن في النهاية الفريق الذي يسجل أكثر هو من يفوز، كلام أبعد ما يكون عن المنطقية خصوصاً أنك تلعب في البريميرليج حيث لا مكان للتكهنات أو المباريات السهلة كما أن من الوارد أن يكون فريقك غير موفقاً أمام المرمى كما حدث على سبيل المثال في مباراة بيرلني فلاعبو ليفربول سددوا 17 تسديدة على المرمى ولم يسجلوا أي هدف، وفي المقابل سدد لاعبو بيرنلي ثلاث تسديدات سجلوا منها هدفين وخرج ليفربول خاسراً، قد يكون ما يقوله كلوب صحيحاً إذا كان هدفه المنافسة على مقعد أوروبي وليس للمنافسة على لقب البريميرليج.

كانت تعاقدات يورجن كلوب في الناحية الهجومية مثالية بالتعاقد مع جناح هداف بجحم ساديو ماني وجوكر مثل فينالدوم، وصل لما يحتاجه تماماً مع الفريق وغير مركز لالانا وفينالدوم واعتمد على تبادل المراكز والضغط المتقدم على الخصم ولكنه نسى أنهم لاعبين وليسوا آلات موجهة للمرمى فمن الطبيعي أن يعانوا من سوء التوفيق أو من الإجهاد أو من أي سبب يمنعهم من التسجيل فلا بد أن يتواجد خط دفاع قوي ليحمي الفريق من الهزيمة على الأقل.

 

على العكس تماماً كانت تعاقدات كلوب في الناحية الدفاعية فأزمات ليفربول الدفاعية كانت أوضح بكثير من العقم الهجومي، تعاقد كلوب مع رانجر كلافان بعمر 30 عاماً، الحارس لوكاس كاريوس وجويل ماتيب، الحارس أليكس مانينجر.

كان واضحاً للجميع أن لوفرين لم يعد نفس اللاعب المتألق في صفوف ساوثامبتون، بطئ مارتن سكرتيل لكبر سنه وبكل تأكيد عدم قدرة لوكاس ليفا على اللعب في هذا المركز، من منا لم يشاهد أخطاء مورينيو الكارثية في نهائي الدوري الأوروبي والتي كلفت ليفربول خسارة لقب أوروبي بعد غياب طويل.

لم يتلفت كلوب إلى كل هذا، استغنى عن ساخو وسكرتيل و أعلن أنه سيطور أداء مورينو وأشرك ميلنر في مركز الظهير الأيسر ليظهر دفاع ليفربول كأحد أندية القاع وفي كل هجمة لم يكن ليتفاجئ أي مشجع لليفربول إذا سكنت الكرة شباكهم، كلافان لا يختلف كثيراً عن سكرتيل ولوفرين ما زال مشتتاً، الوحيد الذي يصلح لدفاع ليفربول هو جويل ماتيب ومع تواجده للمرة الأولى في أجواء البريميرليج كان يحتاج لمن يساعده ولن يستطيع القيام بدور القائد الدفاعي.

أما عن ميلنر ومورينيو فالحديث عنهم سيكون هزلياً بشكل كبير، ميلنر بعمر 31 عاماً مطالبا بأداء الواجبات الدفاعية والهجومية وإذا أصابه الإرهاق فبديله مورينو الذي لا يتطور إلا في "قصة شعره" فقط والناشئ جو جوميز استغرق وقتاً طويلاً للعودة من الإصابة وسيحتاج لفترة ليست بالقصيرة حتى يستعيد ثقته في نفسه.

وصل الأمر بكلوب أن يلعب بلوكاس لاعب المحور في مركز قلب الدفاع بينما يتواجد كلافان على دكة البدلاء، أن يلعب الكلاسيكو أمام مانشستر يونايتد بظهير أيمن ناشئ يلعب مباراته الأولى لعدم وجود بدلاء.

النقطة الأخيرة هي عدم وجود دكة بدلاء قادرة على تغيير مجريات المباراة في حالة تأخر ليفربول أو في حالة الإصابات أو الإرهاق، فمع كل مباراة يغيب عنها هيندرسون يخسر ليفربول صراع الوسط مهما كان الفريق المنافس، غياب ساديو ماني لمشاركته في أمم أفريقيا أنقص كثيراً من هجوم ليفربول وأثر على مستوى الفريق، ستوريدج لا يكاد أن يتعافى من إصابة حتى تلاحقه إصابة آخرى ونفس الأمر بالنسبة لأوريجي، لوكاس ليفا لم يعد اللاعب المؤثر، فإذا نظرت بعقلانية لبدلاء ليفربول ستجد إيمري تشان بجواره مجموعة من المصابين أو العجزة أو الناشئين.

 

عندما تبدأ مشروع جديد للفوز بالألقاب فأنت بحاجة للاعبين يساعدوك على تنفيذ فكرك فإذا وجدت ما لديك لا يستطيع أن ينفذ المطلوب فلابد أن تغير اللاعبين أو تغير فكرك، ليفربول كان يحتاج لصرف ما بين 100 و120 مليون باوند على الناحية الدفاعية وكل ما كان سيتبقى مسألة وقت لنجد ليفربول على منصات التتويج.

تعاقد إيفرتون مع ادريسا جانا وأشلي ويليامز من أستون فيلا وسوانزي سيتي بمجموع 20 مليون باوند فماذا لو طلب ليفربول التعاقد معهم؟

-فان ديجيك وبيرتراند لاعبي ساوثامبتون ماذا لو دفع ليفربول 60 مليون باوند لضم هذا الثنائي؟

-جوردان أمافي الظهير الأيسر لأستون فيلا قيمته السوقية 9 مليون باوند،باتريك فان انهوليت تعاقد معه كريستال بالاس مقابل 10 مليون باوند..فماذا لو دفع ليفربول 20 مليون باوند وحصل على توقيع اللاعبين؟؟

بكل تأكيد لن يتعاقد ليفربول مع ثلاثة أظهرة ولكن بعد التعاقد مع مدافعين ولاعب وسط وظهيرين لن يكلفا ليفربول أكثر من 100 مليون باوند، لاعبين لديهم خبرة البريميرليج ولا تتعدى أعمارهم 25 عاماً كانوا سينقذوا كوارث الفريق الدفاعية وعلى المدى الطويل ليس لعام أو عامين فقط.

إذا حاسبت يورجن كلوب-كما طلب-من ناحية البطولات، فكلوب ودع بطولتي الكأس وأصبح بعيداً عن لقب الدوري بثلاثة عشر نقطة، وإذا تم الحساب على الصفقات فالفريق نجح في الناحية الهجومية ولكنه مهلهل دفاعياً بشكل كبير ولا يمتلك دكة بدلاء قوية.