رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

العودة التاريخية| حكاية ثلاثة أسابيع مهدت طريق برشلونة لمعجزة باريس

02:38 ص | الخميس 09 مارس 2017
العودة التاريخية| حكاية ثلاثة أسابيع مهدت طريق برشلونة لمعجزة باريس

احتفال ميسي بالهدف السادس

نجح برشلونة في تحقيق إعجاز في كرة القدم بعد أن نجح في قلب تأخره مرتين، الأولى بعد هزيمة الذهاب بأربعة أهداف نظيفة والثانية بعد أن تأخر بثلاثة أهداف لحظة هدف كافاني وكأن القدر قد اختار أن تكون النهاية درامية بحتة بنجاح برشلونة في تحويل تأخره في الوقت القاتل بثلاثة أهداف بدأت في الدقيقة 88 وجميعها ببصمة من نيمار بتسجيله هدفين قبل أن يصنع هدف الصعود التاريخي لسيرجيو روبيرتو الذي اختاره القدر أيضا ليكون صاحب هدف التأهل بعد سلسلة انتقادات لازعة

كيف نجح برشلونة في تحقيق هذا الصعود التاريخي؟

يمكن أن نلخص الأمر في أربعة أسباب، العامل النفسي من إنريكي بمشاركة 96 ألف مشجع، ثقة اللاعبين في قدرتهم على العودة، التعامل الخاطئ مع المباراة من مدرب محنك بقيمة اوناي ايمري، نسبة من الحظ والتوفيق.

-العامل النفسي

 

بعد هزيمة برباعية في مباراة الذهاب ظهر فيها لاعبو برشلونة كفريق من الهواة أمام فريق منظم خرج الجميع ليتحدث عن موسم كارثي لبرشلونة وطالب مشجعي برشلونة بضرورة إقالة إنريكي نجح اللاعبون ومدربهم في الرد على أحداث مباراة الذهاب عملياً.

ظهر لاعبو برشلونة مشتتين تماماً بعدها بخمسة أمام ليجانيس قبل أن تنقذهم ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة حولها ليونيل ميسي للشباك ليفوز برشلونة بهدفين مقابل هدف واحد.

عاد بعدها ليونيل ميسي للعب دور المنقذ من جديد على أرضية ملعب "فيسنتي كالديرون" ليقود برشلونة لفوز هام-معنوياً في المقام الأول-على أتليتكو مدريد في مباراة ظهرت فيها شخصية برشلونة والأهم أنها أعادت الثقة للاعبين في قدراتهم.

استعاد الفريق عافيته بعدها بسداسية في مرمى خيخون أعلن بعدها لويس إنريكي رحيله عن تدريب برشلونة بنهاية الموسم وهي النقطة الأهم في مشوار العودة أمام باريس سان جيرمان.

نجح إنريكي في لم شمل اللاعبين ولعب على العامل النفسي ليسعى اللاعبين لتقديم وداع مثالي يليق بمدربهم الذي حقق معهم الثلاثية عام 2015 قبل أن يفوز بكأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي واختتمها بالثنائية المحلية في الموسم الماضي.

غامر إنريكي بموعد إقالة مفاجئ للجميع وهو سلاح ذو حدين ولكن شاء القدر أن يظهر منه الوجه الحسن بعودة تاريخية أمام باريس. 

كان للجماهير التي حضرت المباراة الجزء الثاني من العامل النفسي بمؤازرة قوية من الدقيقة الأولى حتى صافرة النهاية-اذا استثنينا بعض المشجعين الذين تعاملوا بالفطرة واستسلموا بعد هدف كافاني- فلم يشاهد أحد جماهير برشلونة بهذا القدر من الحماس والتشجيع لفريقها طوال أحداث المباراة منذ فترة طويلة.

-ثقة اللاعبين في قدرتهم على العودة

 

ظهر لاعبو برشلونة ومدربهم بثقة شديدة قبل المباراة فخرج إنريكي ليصرح بقدرة برشلونة على تسجيل ستة أهداف في الكامب نو وهو ما وجه رسالة صريحة للجميع بأن قدرات لاعبي باريس ستأهلهم لتسجيل هدف على الأقل ولكنه واثقاً في قدرات لاعبيه على فعل اللازم من أجل التأهل.

خرج نيمار-نجم اللقاء الأول-بتصريح على ثقته في العودة بالنتيجة وأنه سيسجل هدفين خلال المباراة وتمنى أن يساعدا في تأهل فريقه لربع النهائي.

سببين جعلا برشلونة يتفوق نفسياً قبل المباراة بشكل كبير ومحى كل ذكريات مباراة الذهاب السيئة من أذهان اللاعبين، ولكن ماذا عن ما حدث أثناء المباراة؟

لهذين السببين دور مهم في أحداث اللقاء مشاركةً مع تعامل إيمري الخاطئ مع المباراة ونسبة من الحظ والتوفيق.

-تعامل أوناي إيمري الخاطئ

 

بدأ إيمري المباراة متراجعاً بشكل كبير استنادا للفوز الكبير في مباراة الذهاب ولم يقدم الفريق الضغط العالي الذي شاهده الجميع في المباراة الأولى مما سهل مهمة برشلونة في السيطرة على مجريات الأمور مع عدم وجود اللاعب القادر على نقل الفريق من الحالة الدفاعية للهجومية.

اتخذ إيمري قراراً خاطئاً بإجلاس دي ماريا على مقاعد البدلاء رغم المساحات الواضحة في نصف ملعب برشلونة فالأمر كان واضحاً قبل المباراة، برشلونة سيدخل المبارة مهاجما بكل خطوطه لتعويض فارق الأربعة أهداف، حتى مع تغيير خطة اللعب وتواجد ثلاثة مدافعين إلا أن المساحات ظلت موجودة في نصف ملعب برشلونة.

-الحظ لا يعطي إلا المجتهدين

 

بدأ برشلونة المباراة بقوة وسيطر على المباراة منذ البداية ليخرج "تراب" من مرماه بشكل خاطئ وينجح سواريز في تسجيل هدف أول معنوي للفريق من الدرجة الأولى.

استمر برشلونة في ضغطه المتواصل وسسد خمس تسديدات على مرمى باريس حتى جاءت الدقيقة 40، كرة طائشة ضغط إنييستا فيها بقوة على الكرة ولعب تمريرة لا يلعبها إلا الرسام فالطبيعي في أي كرة مشابهة أن يستلم اللاعب الكرة ويمهدها للظهير القادم ولكن إنييستا اختار أن يمرر كرة خادعة بالكعب ليقف الحظ بجوار الرسام ويخطأ كورزاوا في تشتيتها لتسكن الشباك.

كما كان توقيت الهدف الأول مثالياً جاء توقيت الهدف الثالث مثالياً بعد خمسة دقائق من الشوط الثاني عن طريق ليونيل ميسي من علامة الجزاء.

تدارك إيمري خطأه وأقحم دي ماريا في مكان لوكاس مورا بعد 55 دقيقة لينجح بعدها باريس سان جيرمان في تحقيق هدف جعل مهمة برشلونة مستحيلة في الدقيقة 62.

ظهر الارتباك بعدها على لاعبي برشلونة وهوا ما كان طبيعياً لتسنح لكافاني ودي ماريا فرصتين واضحتين لقتل المباراة ويعود الحظ من جديد ليقف مع برشلونة وتبقى النتيجة على حالها.

قرر بعدها إنريكي أن يجري تغييراً لم يتوقعه أحد بإشراك سيرجيو روبيرتو التي يتعرض لانتقادات لاذعة منذ بداية الموسم في مكان رافينها قبل 14 دقيقة من النهاية، أدخل بعدها أندري جوميز في مكان راكيتتش.

بدأت الملحمة قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي، ضربة حرة مباشرة من زاوية صعبة ينجح الساحر نيمار-الذي فعل كل شيئ خلال المباراة- في تسجيلها قبل أن يعود نفس اللاعب ليسجل من علامة الجزاء في الدقيقة 90 ليوفي بوعده قبل المباراة بتسجيله للهدفين.

الدقيقة 93، ضربة حرة لبرشلونة يخرج تير شتيجن من مرماه في محاول لمساندة زملاؤه قبل أن يقدم المساندة الأكبر في تاريخه ربما.

يلعب ميسي الكرة ليشتتها دفاع باريس سان جيرمان، تصل الكرة لأردا توران اللي أخطأ في التعامل معها لينقض عليا شتيجن ويقطع الكرة ويحصل بعدها على خطأ جديد لآخر أمل للكتلان في المباراة.

يلعب نيمار الكرة ويشتتها دفاع باريس من جديد لتعود الكرة لنيمار، ولأنه برازيلي فدائماً توقع تصرفه بالكرة شبه مستحيل، يختار نيمار المراوغة ويلعب كرة ساقطة بالقدم العكسية لتصل لسيرجيو روبيرتو ليسجل الهدف القاتل، هدف رد به على انتقادات سنة كاملة وربما أكثر وجعل جماهير برشلونة تنسى كل هفواته وتنصبه بطلاً لملحمة الثامن من مارس 2017.

8 مارس 2017، يوم لن ينساه مشجعي برشلونة، يوم سيُسجل في تاريخ كرة القدم وربما يحول وجهة موسم برشلونة لنرى موسماً تاريخياً لوداع تاريخي للويس إنريكي.