قضية "طلاق ونفقة" وراء نجاح مشروع موناكو الفرنسي

أخبار متعلقة

زيدان: مبابي وقع لموناكو قبل مدريد

"توخيل": مواجهة موناكو مثيرة وصعبة للغاية

بالفيديو| باكايوكو يقضي على أحلام السيتي ويتأهل بموناكو لربع نهائي دوري الأبطال

بالصور| رانييري يشاهد لقاء مانشستر سيتي وموناكو

انتهي موسم 2010-11 بهبوط موناكو الفرنسي، إلى الدوري الدرجة الفرنسية الثانية، بفارق نقطتين عن أقرب منافسيه "نيس"، نهاية حزينة لفريق لطالما صدر العديد من اللاعبين والمواهب الشابة لفرنسا وأوروبا، ووصيف دوري أبطال أوروبا عام 2004 لبورتو البرتغالي.

وعلى الرغم من ضم العديد من اللاعبين الشباب، وقت هبوط الفريق، أمثال الجابوني بيير إيمريك أوباميانج، والفرنسي ليفيان كورزاوا، والكاميروني بينيامين موكانجيو، والمالي ممادو ديارا لاعب ريال مدريد السابق، والحارس الفرنسي سباستيان روفييه.

في الموسم التالي، أنهي الفريق الموسم في المركز الثامن، حيث ضم العديد من الأسماء الشابة والنجوم الكبار من ضمنهم لوديفيك جولي لاعب باريس سان جيرمان وبرشلونة الإسباني السابق، من أجل العودة مرة أخري لأضواء الليج 1، كما تم تصعيد العديد من اللاعبين والأسماء الشابة من أكاديمية الفريق، للمساهمة في الصعود.

موسم 2012-13، أصبح النادي تابعًا لملاك جديد روسي يسمي "ديميتري ريبوليفيف" المليونير الروسي والذي يأتي في قائمة أغني 200 رجل في العالم، برأس مال يقدر ب،8.5 مليار يورو، ليأتي معه الإيطالي كلاوديو رانييري، من أجل بناء فريق قادر على الصعود لأضواء الدوري الفرنسي، ليضم العديد من الأسماء الشابة، التي تساهم في صعود الفريق، من أهمهم الأرجنتيني لوكاس أوكامبوس أغلى لاعب في دوري الدرجة الثانية الفرنسية برصيد 15 مليون يورو، ومهاجم صاحب خبرات كبيرة مثل إيمانويل روفييه، والمدافع الإيطالي أندريا راجي، وتصعيد الجناح البلجيكي يانيك كاراسكو، ليصعد الفريق بنهاية الموسم، لدوري الفرنسي الدرجة الأولي.

موناكو بدأ موسم 2013-14، في الدوري الفرنسي، والهدف المنافسة على لقب الدوري الفرنسي، مع باريس سان جيرمان، في منافسة رؤوس الأموال بين العاصمة الفرنسية والإماراة الفرنسية، فضم نادي الإماراة العديد من المواهب، بضم موهبتي بورتو البرتغالي الكولومبي خاميس روديجيز والبرتغالي جواو موتينهو والشاب أنتوني مارسيال من ليون، والنمر الكولومنبي رادميل فالكاو، والبرازيلي فابيينو، والفرنسيان المخضرمان جيرمي تولالان وإيريك أبيدال، والمدافع التونسي أيمن عبد النور مع استعارة الحارس الأرجنتيني سيرجيو روميرو، ليصرف الفريق تحت إمره العجوز الإيطالي رانييري 160 مليون يورو في الميركاتو.

الفريق نافس بقوة على جميع المستويات المحلية، لكنه فشل في الحصول على أي لقب، فاكتفي بوصافة الدوري بفارق 9 نقاط عن المنافس الأول باريس سان جيرمان.

هنا بداية نهاية المشروع بسبب طلاق مالك النادي الروسي، والذي كلفه نصف ثروته، حيث حُكم ضده بدفع نفقه ومصاريف الطلاق التي وصلت في مايو 2014 إلى 4.5 مليون يورو لزوجته "إيلينا"، الأمر الذي جعل فكر المليادرير الروسي يتغير مع الفريق الفرنسي، ويقلب مشروع النادي رأسًا على عقب، وعلى الرغم من تقليل قيمة النفقة إلى 530 مليون فرنك سويسري إلا أن فكر "ديميتري" لم يتغير مع الأحمر والأبيض.

ليبدأ الفريق موسم جديد، بخوض اللقاءات الأوروبية والمحلية، بقائمة أقل حجماً حيث باع النجم الكولومبي خاميس رودريجز مستغلاً تألقه في كأس العالم لريال مدريد الإسباني بمقابل 76 مليون يورو، وإعارة النمر الكولومبي رادميل فالكاو لمانشستر يونايتد الإنجليزي، للتخلص من راتبه المرتفع، وإعارة عدد من اللاعبين الغير مستفاد منهم في قائمة المدير الفني الجديد ليوناردو جارديم، والتعاقد مع أسماء شابة في نظرة مستقبلية للفريق مثل بيرناردو سليفا وتيموتي باكايوكو، والرغم من إنهاء الموسم ثالثاً خلف باريس وليون، وتوديع بطولتي الكأس الفرنسي من الأدوار ربع النهائي ونصف النهائي، لكن يظل الإنجاز الأبرز هو خروج الفريق من الدور ربع النهائي من دوري الأبطال أمام يوفنتوس الإيطالي بصعوبة بالغه بفارق هدف وحيد، بعد أن أقصي أرسنال الإنجليزي في مفاجأة غير متوقعة نظراً لصغر أسماء اللاعبين، وعدم وجود أسماء كبيرة، وليتوجه مشروع النادي من جلب الكبار، إلى التعاقد مع الأسماء الواعدة، وإصقالها عن طريق الخبرات بالمشاركة في دوري من أكبر خمس دوريات أوروبياً وعالميًا، وبيعها للاستفادة منها بعد ذلك، وهو ما تم بنهاية موسم 2014-15.

موناكو منذ ذلك الموسم، أصبح مصدراً للمواهب الأوروبية الشابة، خصوصاً مع وجود الفريق في البطولات الأوروبية والمحلية منافسًا بقوة، كما تغييرت نظرة الإدارة بشكل كبير، حيث أصبح التعاقد مع أسماء شابة ومغمورة هو الهدف الأساسي في سياسة النادي عكس السنوات التي سبقتها.

ليقوم فريق ليوناردو جارديم في الموسم التالي، 2015-16، ببداية قوية بدون أسماء ساهمت في تألق الفريق في سابقه، حيث باع النادي كلاً من الفرنسي أنتوني مارسيال لمانشستر يونايتد ليصبح أغلى لاعب شاب في التاريخ بخمسين مليون يورو، والفرنسي الأخر جيوفيري كوندوجوبيا لإنتر الإيطايل بـ36 مليون يورو، وكلاً من يانيك كارساكو وأيمن عبدالنور ولييفان كورزاوا ليصل عائد النادي من بيع لاعبيه الشباب إلى 167 مليون يورو، مقابل ضم عدد من اللاعبين الشباب أبرزهم المالي أداما ترواري أفضل لاعب في كأس العالم للشباب بمقابل 15 مليون يورو، والعديد من الأسماء الشابة.

موناكو بدأ الموسم بخروج مخيب للأمال من الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا، ووداع من دور المجموعات من الدوري الأوروبي، وخروج مبكر من بطولتي الكأس، وإنهاء الموسم ثالثاً، البعض يراها نهاية حزينة لمشروع الفريق، لكنه تمهيد لموسم أقوي خصوصاً مع عدم وجود خبرات للاعبين الذين يشاركوا للمرة الأولي مع الفريق في ذلك المستوي بعد بيع أغلب عناصر الفريق.

تمهيد كان في محله خاصة مع بقاء المدير الفني البرتغالي جارديم، الذي طالبت بعض الجماهير إقالته لعدم مناسبته لمشروع الفريق، لكن الإصرار على البقاء كان هاماً للأشراف على الفريق الذي يقوم ببناءه، وليكون الموسم الحالي، موسم جني لثمار خمس سنوات سابقة، بدأها المالك الروسي مع عجوز إيطالي.

وهو ما يتحقق حتي الآن، الفريق الفرنسي أصبح منافساً قوياً مستفيداً من مشاركات المواسم السابقة، وعلى الرغم من عدم خوض الميركاتو الحالي بقوة على عكس السنوات السابقة بالبيع والشراء، ليحتل صدارة الدوري الفرنسي بفارق ثلاث نقاط عن منافسه باريس سان جيرمان، ومستغلاً تعثرات نيس في الجولات الأخيرة، قبل النهاية بتسع جولات،  ومنتظرًا مواجهة نارية أمام في نهائي كأسالرابطة الفرنسية أمام باريس سان جيرمان لقص شريط البطولات الموسم الحالي، في حالة الفوز، وبدور ربع النهائي من كأس فرنسا أمام ليل، وبنفس المرحلة أمام بوروسيا دورتموند الألماني، مواجهات تأتي جميعها بشهر أبريل المقبل، ليتحدد عليها الدور الذي سيمثله الفريق هل هو البطل أم الوصيف.

وأصبحت جميع الأندية الكبيرة تتهافت للتعاقد على أسماء لاعبي الفريق الشباب، خاصة بيرناردو سيلفا وتيموتي باكايوكو وفابينيو وكيالان مبامبي والعديد من الأسماء، فهل يغتنم فريق الإماراة الفرصة ويجني ثمار ما حصده أم يفشل في في النهاية بعد أن اقترب من العديد من أحلامه، ويفصله شهر واحد عن تحقيق أحلامه التي تطارده منذ خمس سنوات.