رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

من الأفضل| صامويل إيتو أم ديديه دروجبا؟

12:00 ص | الجمعة 24 مارس 2017
من الأفضل| صامويل إيتو أم ديديه دروجبا؟

صامويل إيتو وديديه دورجبا في أول لقاء بينهما في عام 2004 بقمصان برشلونة وتشيلسي

دائماً ما نصطدم بالسؤال المحير، وهو من الأفضل في الوقت الحالي ليبرز الصراع الأكبر بين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، حيث يعد الثنائي هم النجمين الأبرز في الكرة الحديثة، مدعومين بآلة إعلامية ضخمة خلفهما، وأرقام قياسية محطمة بينهما على المستويين الدولي ومع أنديتهم.

السؤال هنا لن يكون للمقارنة بين الثنائي السابق، بل ثنائي أفريقي دائماً، ما يحبس الأنفاس في القارة السمراء، كما أصبحوا أساطير لبلدانهم كروياً وأنسانياً لمواقفهم، هم الإيفواري ديديه دروجبا والكاميروني صامويل إيتو، الثنائي يقترب قليلاً في السن، فالفيل الإيفواري بعمر الـ39 عاماً ويقترب من الاعتزال على الرغم من رفضه الفكرة وتواجده بدون نادي، والأسد الكاميروني بعمر الـ36 عاماً مهاجماً مع نادي أنطاليا سبور التركي.

وهنا سنستند لخمس عوامل ستكون مقياساً للمقارنة بين الثنائي، الذي لا غبار عليهم لما قدماه مع منتخبات بلادهم وأنديتهم الأوروبية، فالمقارنة لن تكون فنية خاصة أن كلاهما لعب في نفس الفترة وتألقا بشدة، ويختلف الأسلوب من لاعب للأخر فنياً وبدنياً، إلا أنه لابد أن يكون لاعب هو الأكثر إفادة عن منافسه والعوامل هي (الأهداف والأرقام مع الأندية - الأهداف والأرقام مع المنتخبات - الألقاب الفردية - الأعمال الأنسانية - المواجهات المباشرة).

 

الأهداف والأرقام مع الأندية:

البداية ستكون مع دروجبا الذي بدأ مع فريق لومان ليقضي معهم أربع مواسم في الدوري الدرجة الثانية الفرنسية، منه لجانجومب، ثم مارسيليا، الذي عرف منه التألق بشده لينتقل لصفوف تشيلسي الإنجليزي منذ عام 2004 وحتي 2012، ليحصد جميع الألقاب الممكنة مع الفريق اللندني، منها للصين بتجربة جديدة مع شنجهاي شينوا، ويعود مجددًا للقارة الأوروبية بقميص الأسد التركي جالاطا سراي، ثم عودة لمدة ستة أشهر في موسم 2014-15 لتشيلسي، حاصداً معهم لقب الدوري، ثم تجربة جديدة في أمريكا من بوابة مونتريال أمباكت، ليصبح مع نهاية العام الماضي بدون نادي، ليسجل طيلة مسيرته التي بدأت منذ عام 1999، 279 هدفاً في 651 لقاء وصانعاً 109 هدفًا لزملائه في جميع المسابقات وبجميع قمصان الأندية السابق ذكرها، ولقب هداف الدوري الإنجليزي مرتين مع تشيلسي موسمي 2007 و2011 وكأس الاتحاد الأوروبي 2004، ومحققاً 17 بطولة مع تشيلسي وجالاطا سراي فقط.

ننتقل لإيتو الذي بدأ مسيرته مع ريال مدريد، وأعير لمدة ستة أشهر لنادي ليجانس ثم إسبانيول، ليرحل صوب ريال مايوركا الذي تألق معه بشده، ليصبح بعدها عضواً في فريق برشلونة الذي عرف معه البطولات والتألق بشدة منذ موسم 2004-05، وبعد خمس مواسم حقق فيها جميع البطولات، انتقل لإنتر الإيطالي ليحصد سداسية تاريخيه، ليقضي موسمين، بعدها ليصبح صاحب أغلي راتب سنوي مع فريق أنزي ماتشخالا الروسي حيث بقي معهم موسماً وحيدًا، لينتقل لتشيلسي الإنجليزي موسم وحيد، أعقبه موسم نصفه الأول مع إيفرتون الإنجليزي والنصف الأخر مع سامبدرويا الإيطالي، لينتهي به الحال في صفوف أنطاليا سبور التركي، مسجلاً 328 هدفاً في 655 مباراة، مع جميع الفرق التي سبق ذكرها، محققا 15 لقب والهداف في مناسبتين، الدوري الإسباني 2006 وكأس إيطاليا 2011.

من هنا بالمسيرة الكروية وعدد البطولات، نجد تفوق في عدد الأهداف لصالح إيتو، بفارق يقترب من الخمسين هدف، ويميل عدد البطولات بفارق بسيط لدورجبا خاصة أنه نجح مع فريقين فقط في تحقيق الألقاب، عكس إيتو الذي رفع ألقاب مع ثلاث فرق مختلفة، إذا فالكفة هنا تميل أكثر للإيتو.

 

الألقاب والأرقام الدولية:

الثنائي يعد الأبرز في دولتهم، بل أساطير بما فعلوه لمنتخب بلادهم، فإيتو قاد الأسود للذهبية الأوليمبية عام 2000، ثم المنتخب الأول بتحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية مرتين عامي 2000 و2002، وليحصد لقب الهداف التاريخي لكأس الأمم برصيد 18 هدف، كما شارك في كأس العالم أربع مرات 1998 كأصغر لاعب في البطولة و2002 و2010 و2014، ليصبح ثالث لاعب أفريقي يشارك في أربع بطولات لكأس العالم، ومشاركاً في بطولتي كأس العالم للقارات عامي 2001 و2003، مسجلاً 56 هدفًا في 118 مباراة دولية مع الأسود الكاميرونية.

على العكس تماماً أصبح دروجبا بطلاً تاريخيًا، بعد أن ساهم في تأهل بلاده لكأس العالم للمرة الأولي عام 2006، ثم 2010 و2014، لكنه فشل في تحقيق اللقب الأفريقي لمنتخب بلاده، حيث حصدت الأفيال اللقب عام 2015 بدون دورجبا الذي فضل الاعتزال الدولي، ومسجلاً 65 هدفًا في 104 مباراة دولية بقميص منتخب بلاده.

هنا تميل الكفة بقوة لصالح إيتو الذي حقق الألقاب، فعلى الرغم من أن الثنائي يحتل صدارة ترتيب هدافي منتخب بلاده، إلا أن الأرقام الفردية والألقاب مع المنتخب الوطني تميل أكثر لإيتو.

 

الألقاب الفردية:

صامويل إيتو حصل على لقب أفضل لاعب شاب أفريقي شاب عام 2000، ثم أفضل لاعب في أفريقيا أربع أعوام 2003 و2004 و2005 و2011، تواجد في التشكيل المثالي للقارة ست مرات، والعالم وأوروبا مرتين عامي 2005 و2006، وثالث أفضل لاعب في العالم عام 2005، وأفضل لاعب في الدوري الروسي 2013، والهداف التاريخي لريال مايوركا والمنتخب الكاميروني، وأفضل لاعب في كأس العالم للأندية عام 2010، صاحب هدف الحسم للقب دوري أبطال أوروبا عام 2006، وأفضل لاعب في المباراة النهائية.

فيما حقق ديديه دروجبا لقب أفضل لاعب أفريقي مرتين 2006 و2009، وتواجد خمس مرات في التشكيل المثالي للكاف، وصاحب أفضل هدف في الدوري الفرنسي وأفضل لاعب وبالتشكيل المثالي عام 2004، والتشكيل المثالي لكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات 2006 و2008 و2012، الهداف والتشكيل المثالي للدوري الإنجليزي مرتين، التشكيل المثالي لليويفا والكاف عام 2007، صاحب هدف التعادل وركلة الترجيح الحاسمة في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2012، وأفضل لاعب في المباراة النهائية، أفضل لاعب في الدوري التركي عام 2013، التشكيل المثالي للدوري الأمريكي عام 2016، كما يأتي رابعاً في ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي، وأكثر لاعب أفريقي يسجل أهدافاً في دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي.

الألقاب الفردية تميل بشكل أكبر للايفواري ديديه دروجبا على حساب إيتو، لتعطيه الأفضلية، خصوصاً مع تألقه وحصده للألقاب الفردية مع جميع الفرق التي لعب لها.

 

الأعمال الإنسانية:

الثنائي احتاجتهما أفريقيا بشدة، خاصة بأسماءهم وقدراتهم على توحيد الشعوب، بسبب حب كرة القدم، لمساعدة الأهالي الأفريقية التي تعاني بشدة في القارة السمراء.

أنشئ صامويل إيتو، منظمة إيتو الخيرية لمساعدة الأطفال الصغار من أجل التنشئة في بيئة صحية جيدة، وتعليم أفضل وتدريب الأطفال كرة القدم، كما جمع العديد من التبرعات لمساعدة ضحايا العمليات الأرهابية، التي تقع في القارة السمراء.

على الناحية الأخري ساهم دورجبا بشكل فاعل في إنهاء الحرب الأهلية الدائرة في بلاده عام 2005، وذلك بفضل كرة القدم، والتي ساعده بها صعود منتخب بلاده لكأس العالم للمرة الأولي في تاريخ الأفيال، كما أنه سفيرًا للنوايا الحسنة، وقام بالتبرع بـ3 مليون يورو، من أجل بناء مستشفي كبيرة في العاصمة الإيفوارية إبيدجان.

قد يتعادل الثنائي في اللافتة الأنسانية، خاصة أن كلاً منهما واجه مشكلة بلاده، وأن كان تأثير دورجبا أكبر لدرجة تواجد في قائمة أفضل مائة شخصية مؤثرة لجريدة "تايم" الأمريكية، بعد أن أنهي حالة الحرب التي عاشتها بلاده لمدة خمس سنوات.

 

المواجهات المباشرة:

تواجه الثنائي 14 مرة، سواء على المستوي الدولي بقميص المنتخبات الوطنية، أو الأندية في البطولات الأوروبية، 10 بقمصان الأندية، وأربعة على المستوي الدولي، على مستوي الأندية أرتدي دروجبا قمصان تشيلسي وجالاطا سراي، في حين واجه إيتو دروجبا بقميص برشلونة وإنتر وتشيلسي وإيفرتون.

إيتو فاز بخمس لقاءات، وفاز دروجبا بمباراة واحدة، وهي التي أنتهت بفوز تشيلسي بستة أهداف مقابل ثلاثة أمام إيفرتون موسم 2014-15، ومشاركاً في الدقيقة الأخيرة، وتعادلا ثلاث مرات، دورجبا تعرض للطرد مرتين مرة أمام برشلونة بقميص تشيلسي، والأخري أمام تشيلسي بقميص جالاطا سراي، وسجل إيتو خمسة أهداف ولم يسجل دروجبا أي هدف.

على المستوي الدولي، فازت الكاميرون في لقاءين من أصل أربعة بينما انتهي لقاء بالتعادل في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2006، والذي سجل دروجبا ركلة الجزاء الأخيرة التي منحت الأفيال بطاقة العبور لنصف النهائي، ولقاء وحيد لفوز دروجبا على إيتو، ثلاثة أهداف سجلهما الإيفواري وهدف وحيد سجله الكاميروني.

على مستوي الأرقام والأهداف في المواجهات المباشرة يتضح لنا تفوق مباشر لإيتو في اللقاءات التي يواجه بها دورجبا سواء على مستوي المنتخبات أو الأندية.

 

 

في النهاية تميل الكفة بشكل أكبر ناحية الأسد الكاميروني صامويل إيتو، بفضل التفوق على مستوي الأندية والمنتخبات والمواجهات المباشرة، عكس دورجبا الذي تفوق على الألقاب الفردية والأعمال الأنسانية.