ذهبت الأسبوع الماضى إلى أياكس أمستردام لقضاء أسبوع مع النادى الذى أعشقه، ولكى أتعلم أصول عالم التدريب، إيماناً منى بأن التدريب بحر واسع متجدد ملىء بالمعلومات والدروس التى لا تنتهى لمن يريد أن يتعلم، وفرصة التعلم متاحة فقط لمن يؤمن دائماً بأن هناك الكثير لنتعلمه مهما كانت سنك، ومهما كانت خبراتك، فبحر التدريب متقلب ومتغير، فتتغير أحواله كل عام، فمعظم ما تعرفه عنه تجده يتغير كل يوم.
وبالفعل ذهبت إلى أمستردام، وانتظمت منذ اليوم الأول فى اجتماع الجهاز الفنى، الذى يبدأ كل يوم فى السابعة والنصف صباحاً ويمتد لثلاث ساعات قبل بداية الحصة التدريبية، ويشمل الاجتماع مناقشة كل شىء مع جميع أعضاء الجهازين الفنى والطبى، حتى إننى وجدت ياب ستام يحضر هذا الاجتماع، وهو مدرب فريق 21 سنة، والحقيقة لم أفهم فى البداية لماذا يوجد «ستام» فى هذا الاجتماع، ولكنى فهمت بعد ذلك أن له دوراً كبيراً مع الفريق الأول.
فالفريق الثانى «الرديف» مسئول عن تجهيز اللاعبين العائدين من الإصابة ويعمل تحت إشراف المدير الفنى للفريق الأول لتجهيزهم للمشاركة فى المباريات الرسمية من خلال فريق «الرديف».
وخصص لى فرانك ديبور، المدير الفنى للفريق الأول، ساعة كل يوم لتعليمى الأسس الصحيحة التى يبنى عليها الفريق، وكيف يضع البرنامج لفريقه لمدة ستة أسابيع مقبلة، مع مراعاة كافة الجوانب البدنية والفنية والنفسية للاعبين.
وخلال الفترة التى قضيتها داخل قلعة أياكس اجتمعت مع ياب ستام، المدافع القدير ونجم المنتخب الهولندى السابق، وسألته أسئلة عديدة عن طرق اللعب الحديثة، وبعد أن انتهيت من أسئلتى قال لى لا تفكر للحظة فى أنك ذاهب إلى أى مكان، فالآن جاء دورى لأسألك، أريد أن أستفيد من تجربتك الشخصية، وبدأ الرجل يسألنى أسئلة كثيرة عن تجربتى مع الزمالك، وكيف استطعت التعامل معها رغم صغر سنى، وعن أول محاضرة ألقيتها على الفريق، وطريقة تعاملى مع اللاعبين، والمقومات التى ساعدتنى للفوز ببطولة كأس مصر.
وهنا أدركت الحقيقة أن فى بحر التدريب لا يوجد كبير وصغير.
هناك مجال للاستفادة من الجميع حتى ولو من عامل غرفة خلع الملابس، وهنا تذكرت بعض مدربينا فى مصرنا الحبيبة الذين يرفضون النصيحة من أى شخص، معتقدين أنهم على دراية بكل شىء فى بحر التدريب، وقلت فى عقل بالى فعلاً «مساكين».
ميدو مع فرانك ديبور المدير الفني لأياكس الهولندي
جلسة ميدو مع صخرة الدفاع الهولندية ستام
تعليقات الفيسبوك