رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

تحليل| كوبر "يخترع العجلة" مع منتخب مصر.. " اللي خايف يروح"

11:50 م | الثلاثاء 27 مارس 2018
تحليل| كوبر "يخترع العجلة" مع منتخب مصر.. " اللي خايف يروح"

إيهاب الخطيب

لم ولن يُمتع حتى وإن أقنع، لن يُغير من طريقة لعبه، لديه هدف بارد يسعى لتحقيقه، حتى لو تسلل الإحباط لجماهير الكرة المصرية، فلن يلتفت.

أصبح الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب الفراعنة لغزا محيرا لعشاق كرة القدم، وما أكثرهم في مصر، رغم سعادة التأهل لكأس العالم بشق الأنفس، وبدعاء المصريين وبخطة باصي لصلاح، إلا أننا حمدنا ربنا وصلينا وقولنا الحمد لله على التأهل للمونديال، ومش مهم المتعة، وتقريبا كده ذي الإنسان الشقيان اللي تعبان في الدنيا، اللي بيصبر نفسه ويقول هنرتاح في الأخرة، وإحنا كمان منتظرين المتعة في المونديال، لأن واحد ذي محمد صلاح رفع سقف التفائل، أخيرا بقى عندنا لاعب عالمي وأيقونة عالمية كبيرة لا تقل عن كبار لاعبي العالم مثل ميسي وكريستيانو ، وضيف عليه كتيبة من المحترفين ، وتقريبا احنا مع كوبر هنصبر كتير ، انتظارا للمتعة اللي مش عايزه تيجي، واحنا جماهير لو ما أتكيفناش كورة ما نفرحش حتى لو كسبنا، واقعية كوبر المبالغ فيها بقت أوفر شوية.

كوبر مش هيخترع العجلة لأنها موجودة ومعروفة، وأقصد بالعجلة تشكيلة منتخب مصر، اللي موجودة ومعروفة ومش محتاجة فلسفة، وهل ما زال الوقت طويلا على المونديال حتى يفعل كوبر ما يفعل، حتى يجرب عدد من اللاعيبة لأول مرة مع المنتخب، ما تبقى على المونديال الروسي لا يكفي لتجربة لاعبين جدد ، بل يكفي لتثبيت التشكيل وتحديد البدلاء ، فتجربة مارس الودية أكدت أن كوبر ما زال يجرب ، وأن كانت البداية أمام البرتغال حدث عليها تباين واختلاف بين مؤيد للفكر ومعارض لإدارة كوبر للقاء.

جاءت مباراة اليونان لتستكمل عورات كوبر الدفاعية، التي أكدت عليها تجربة البرتغال، فالكرات العرضية أصبحت مرضا مذلا للدفاع المصري بلا علاج ، تمركز خاطئ للمدافعين، وتكرار للأخطاء دون حلول، وستتكرر نفس الأخطاء في المباريات الودية القادمة في شهر مايو ، أخر استعدادات المونديال ، وأيضا في المونديال نفسه. لا يوجد أي مبرر لكوبر للاعتماد على عدد كبير من البدلاء في تجربة مهمة أمام اليونان دون أن يستفيد منهم بلاعب واحد، وتكون النتيجة صفر، فالهزيمة من اليونان ليست مشكلة، وانما الظهور الفني الباهت وعدم نجاح التجربة في التأكيد على مكاسب من اللقاء مثل اعتماد بديل لصلاح أو السعيد أو تجهيز ظهير أيسر أو تجربة رمضان صبحي في مركز صانع الألعاب أو اعطاء الفرصة لأيمن أشرف كظهيرا أيسر بدلا من مشاركته إجباريا بعد إصابة عمر جابر ، الذي فشل في اللعب في الجهة اليسرى، ولم يفطن كوبر لمشاركة أيمن الا بعد إصابة عمر ، لدرجة أنه نزل الى الملعب دون إجراء الأحماء، دليلا على عدم التفكير في الاستعانة به رغم كونه الأفضل للعب في الجهة اليسرى، لأنه مكانه الطبيعي ، فضلا عن قدرته في التواجد بمركز قلب الدفاع في حالة تقدم المساكين في العرضيات ، وهو ما لم يجربه كوبر الا اجباريا .

والسؤال الذي يبحث عن إجابة، كيف يجني كوبر حصادا للبدلاء دون تجانس، وكيف يظهر البدلاء بشكل جيد فنيا وهم يشاركون مع بعضهم لأول مرة في تشكيل غريب فاشل، لم يحقق المطلوب ، فأذا أراد الأرجنتين أن يحصل على نتيجة سريعة للبدلاء، عليه أن يشاركهم وسط القوام الأساسي، أي يعتمد على لاعبين أو ثلاثة في مراكز معينة في كل مباراة ليدخلوا في التجانس ويحصلون على الثقة وتنجح التجربة، وهو ما حدث مع محمد الشناوي حارس الأهلي عندما شارك أمام البرتغال وسط كيان المنتخب الأساسي، فنجحت التجربة لوجود انسجام كامل في الفريق وخط دفاع قوي، أما ما فعله كوبر أمام اليونان هو أسرع حرق لبدلاء المنتخب، ليظهر أمام الجميع فشل التجربة، ليغلق باب المنتخب أمام الجدد ويكمل مشواره بنفس فكره وتشكيلة لاعبيه القدامى، واذا كان هذا هو هدفه، لماذا أصر على حرق البدلاء، ولماذا يريد أن يظهر بأنه يعطي الفرصة للجميع وهو يدرك أن الوقت لن يسعفه، أرى أنه متعمد ذلك، والدليل مشاركة الشناوي أمام البرتغال، وهو ما يحتاجه كوبر – من وجهة نظره- لكنه أضاع الثقة للبدلاء وتحديدا بديلا صلاح والسعيد .

وبمقارنة كوبر بباقي مدربين مجموعتنا في كأس العالم نجد أن المنتخب الروسي والأرجواني اعتمدا على القوام الطبيعي في المواجهات الودية، حتى المنتخب البرتغالي الذي حافظ على قوامه، مما يدل على أن الوقت المتبقي قبل المونديال الذي سينطلق في منتصف يونيو للوقوف على التشكيل الأساسي ، وأن الوقت لا يتحمل إضاعته في التجاري الميتة .

الخلاصة أن كوبر لن يتغير، وطريقته أيضا لن تتغير، ومن ينتظر المتعة في المونديال حالم، وما أؤكده أن كوبر لا يدرك إمكانيات لاعبي المنتخب المصري، كوبر ينظر اليهم دفاعيا فقط رغم عدم قدرته على تصحيح الأخطاء الدفاعية ومشاكل التمركز وفضائح العرضيات، ولم يصل لقناعة الاسم الذي سيحرص عرين المنتخب في المونديال، وهو أخطر ما في الأمر، ورغم وجود عبدالله السعيد ورمضان صبحي وتريزيجيه والمعلم محمد صلاح ومروان محسن، كوبر يرانا مدافعين، كوبر يحتاج أن يجلس منفردا ويمسح زجاج نظارته العتيقة ويشاهد امكانيات هجوم لاعبي المنتخب مع فرقهم في أوربا، ويدرك أن هجوم الفراعنة لا يقل عن أعظم منتخبات العالم وأن "العجلة" جاهزة للدوران، لكنها تحتاج لسائق جريء يعرف امكانياتها ويثق في قدراتها، قبل الفرصة الأخيرة أمام الكويت في 26 مايو بالكويت وأمام كولومبيا أول يونيو في إيطاليا، وأخيرا بلجيكا في السادس من شهر يونيو قبل المونديال ببلجيكا.. " كوبر جمد قلبك في المونديال .. اللي خايف هيروح".