رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

الخطايا الـ10 تطارد «البدرى» وتقربه من خط النهاية داخل الأهلى

11:18 ص | الأربعاء 02 مايو 2018
الخطايا الـ10 تطارد «البدرى» وتقربه من خط النهاية داخل الأهلى

حسام البدري

نقلا عن العدد الورقي

فى 180 دقيقة، انقلبت الأمور رأساً على عقب داخل فريق الكرة بالنادى الأهلى، واهتز بشدة عرش حسام البدرى، المدير الفنى للفريق، بسبب خسارة مباراة القمة ومن بعدها مباشرة فقد الفريق لقب بطولة كأس مصر بعد توديع البطولة على يد فريق الأسيوطى المكافح.

وعلى الرغم من تتويج المدير الفنى بالثلاثية الموسم الماضى والوصول لنهائى دورى أبطال أفريقيا، فإن الخروج من كأس مصر هذا الموسم، والخطايا الـ10 للبدرى وضعت مستقبله مع الفريق فى خطر خلال الفترة المقبلة.

 

السقوط فى المعادلة الصعبة

للعام الثانى على التوالى يفرط حسام البدرى فى فرصة إراحة العناصر الأساسية استعداداً لبطولة دورى أبطال أفريقيا وذلك بعد حسم اللقب بشكل رسمى قبل نهاية المسابقة بـ4 جولات العام الماضى، و6 هذا الموسم، بداعى البحث عن الأرقام القياسية، فكانت النتيجة الفشل فى تكرار الأرقام التى حققها الفريق على مدار السنوات الماضية وإرهاق العناصر الأساسية، وخسارتهم فى مباريات مهمة بداعى الإصابة، مثل المغربى وليد أزارو، المهاجم الأول للأحمر إلى جانب حالة الإجهاد العامة التى ضربت باقى اللاعبين.

ورغم اعتماده على العناصر الأساسية، فإن «البدرى» فشل فى معادلة رقم البرتغالى مانويل جوزيه فى عدد الانتصارات المتتالية فى موسم واحد بـ17 فوزاً، موسم 2004-2005، وتوقف عند 16 انتصاراً بعد التعادل أمام سموحة بالدورى فى الجولة الـ31.

كذلك استطاع الزمالك تحقيق الفوز على الأهلى فى القمة بالدورى الممتاز وهو أمر لم يحدث منذ ما يقرب من 11 عاماً، وتحديداً موسم 2007، ليتخلص الأبيض من رقم سلبى لطالما تغنى وافتخر به الجمهور الأحمر، كما فشل الأهلى مع «البدرى» حتى الآن فى معادلة رقم الزمالك والوصول لأعلى عدد نقاط فى موسم واحد بـ87 نقطة، بعدما توقف عند النقطة 85 بعد خسارة القمة، ويتبقى له لقاء مؤجل مع المصرى.

خسارة القمة وثقة الجماهير

منح حسام البدرى الغريم التقليدى الزمالك دفعة معنوية هائلة للعودة لطريق الانتصارات مجدداً بعد الفوز بالقمة على حساب الأهلى، فى إنجاز لم يتكرر منذ 11 عاماً فآخر فوز حققه الأبيض فى الدورى الممتاز كان موسم 2007 بهدفين دون رد، حين أراح البرتغالى مانويل جوزيه لاعبيه، ولعب بالصف الثانى بعد حسم اللقب بشكل رسمى.

ورغم الظروف الإيجابية التى أحاطت بالفريق الأحمر قبل القمة وتقديم الزمالك لموسم كارثى، فإن «البدرى» فشل فى قيادة دفة الأمور لصالحه وأهدى مدرب الأبيض خالد جلال أول فوز فى تاريخه على الأحمر بعد أيام قليلة من توليه المسئولية بشكل مؤقت، ورغم دخول الأحمر لمدة يومين فى معسكر مغلق على غير العادة استعداداً للمباراة، فضلاً عن عدم إعلانه قائمة المباراة إلا قبل انطلاق المباراة بساعات قليلة وكأنه يستعد لمباراة نهائية بعدد من المفاجآت، لكن فى النهاية خسر الأحمر بأداء ولا أسوأ، بل وخسر مدافعه الأساسى سعد سمير للإصابة خلال المباراة، وخرج الفريق على المستويين النفسى والبدنى فى حالة سيئة للغاية، فضلاً عن افتقاد الجماهير للثقة وفرحة الفوز بالدورى.

وداع الكأس أمام الأسيوطى

استكمالاً لمعاناة الأهلى بقيادة حسام البدرى أمام الأسيوطى فى مواجهتى الدورى رغم تحقيق الفوز فيهما بهدف دون رد فى اللقاءين بشق الأنفس، أمام المدرب الصاعد على ماهر، ودع الأحمر كأس مصر فى اللقاء الثالث بينهما هذا الموسم بعد الهزيمة بهدف دون رد، وبأداء هزيل ومستوى مؤسف وسط تفوق ملحوظ لعلى ماهر فى التعامل مع اللقاء وتضييق الخناق على «البدرى» ولاعبيه، استغلالاً لإحدى المرتدات وتحقق له ما أراد، بينما اكتفى مدرب الأهلى بمتابعة اللقاء، مثل الجماهير، حتى إن التغييرات التى قام بها لم تسفر عن أى أمر إيجابى، مانحاً الأسيوطى فرصة الفوز على الأهلى لأول مرة فى تاريخه ومودعاً بطولة الكأس التى يحمل لقبها العام الماضى.

الفشل فى إيجاد بديل للسعيد

فشل حسام البدرى فشلاً ذريعاً فى إيجاد بديل لنجم فريقه الأول عبدالله السعيد، عندما كان يلعب ضمن صفوف الأهلى، أو بعد رحيله لكوبيون بالوسورا الفنلندى، وذلك للاعتماد بشكل دائم ومهما كانت الظروف ومهما كانت حالة اللاعب بشكل أساسى وعدم النظر لتجهيز البديل، وهو ما تسبب فى ورطة حقيقية بعد رحيله، خاصة بعد إعارة غير الملتزم صالح جمعة للفيصلى السعودى والتجاهل التام للصاعد أحمد حمدى الذى توسم فيه الجميع خلافة السعيد، وعدم الاقتناع بأحمد الشيخ لتأدية دور السعيد وإعارته فى يناير للاتفاق السعودى.

«البدرى» فشل فى إيجاد بديل «السعيد»، فتارة اعتمد على وليد سليمان وتارة أخرى وظف النيجيرى أجايى، بالإضافة لأحمد حمودى وميدو جابر على فترات ومواقف أقل، لكن النتيجة فى النهاية لم تكن على ما يرام وظهر تأثر الفريق سلباً برحيل السعيد.

الجمود الخططى

يعيب حسام البدرى بل وتعد من أخطر خطاياه وسلبياته جموده الفكرى، وعدم المرونة الخططية والتكتيكية وفقاً لما يملكه من أوراق داخل الفريق بعدما اعتمد بشكل دائم لا يتغير إلا فى مرات قليلة جداً جداً ولأوقات قليلة على طريقة لعب 4-2-3-1، برأس حربة وحيد خلفه ثلاثى وسط ملعب هجومى أهمهم صانع اللعب عبدالله السعيد، مع تكليف الجناحين بواجبات دفاعية مشددة مع الخط الخلفى.

لا خلاف على أن «البدرى» نجح بتلك الطريقة وحصد الثلاثية الموسم الماضى ووصل لنهائى دورى أبطال أفريقيا، لكنه افتقد للمرونة فى مواقف عدة ولم يضع خطة بديلة تحسباً لتغير الظروف والمعطيات كرحيل السعيد مثلاً والذى نسف بشكل كامل الطريقة وإمكانية الاعتماد عليها، لكنه لا يزال يخوض بها المباريات وهو ما انعكس على الأداء بشكل سلبى، متجاهلاً وجود أكثر من مهاجم صريح بالفريق وإمكانية تغيير الطريقة لـ4-2-2، أو 4-3-3 استغلالاً لعدد كبير من لاعبى خط الوسط الهجومى والدفاعى وإمكانية توظيفهم بطريقة تعوض غياب السعيد وتستغل الطاقات المهدرة من اللاعبين الذين عانوا من التجميد على الدكة لفترات طويلة.

تجميد الصفقات الجديدة

يحسب لحسام البدرى تسلمه المهمة مطلع الموسم الماضى بقائمة لم يخترها وتحقيق الثلاثية بتلك العناصر، لكن ما يؤخذ عليه بشكل كبير هو عدم الاستعانة بالصفقات التى أبرمها بنفسه بعد ذلك، مثل عمرو بركات، الذى عانى من التجميد حتى رحل فى يناير الماضى لصفوف الشباب السعودى، بالإضافة لعدم منح أحمد حمودى الفرصة كاملة ولم يستفد منه الأحمر حتى الآن بالشكل المنتظر، إلى جانب السورى عبدالله الشامى الذى لم يشارك مطلقاً رغم النقص العددى الذى ضرب الدفاع مطلع الموسم الجارى ليرحل فى النهاية لفريق المصرى فى يناير، وكذلك أحمد الشيخ، الذى حصل على لقب هداف الدورى مع المقاصة الموسم الماضى وقرر «البدرى» إعادته لكنه رحل سريعاً على سبيل الإعارة للاتفاق فى يناير، ومحمد شريف القادم من وادى دجلة، وغيرهم من اللاعبين الذين لم يشاركوا ولم يحصلوا على الفرصة كاملة.

التناقض سيد الموقف

التضارب والتناقض، سيد الموقف فى تصريحات «البدرى»، المدير الفنى للأهلى فى الكثير من المواقف، مثل الإعلان عن حاجته الشديدة لخدمات عبدالله السعيد، ثم الثناء على قرار إدارة النادى بعرضه للبيع، والتأكيد على أن كريم نيدفيد أفضل لاعبى الأحمر، ثم يستبعده من اللقاءات، وبالكاد يمنحه الفرصة التى تسبق استبعاده وتجميده مجدداً، فضلاً عن إعلانه التمسك بالثنائى عماد متعب وحسام غالى دون منحهما فرصة المشاركة ما تسبب فى رحيل الأول للدورى السعودى وإعلان الثانى اعتزاله الكرة بنهاية الموسم الجارى، ووصولاً لمباراة القمة التى أكد عقب اللقاء خلال المؤتمر الصحفى أن لاعبيه دخلوا اللقاء بارتياحية شديدة فى إشارة واضحة لاستهتارهم بالمنافس وعدم أخذهم اللقاء على محمل الجد، لكنه عاد ونفى إلقاءه باللوم على اللاعبين، ففى أقل من 5 دقائق تبدل حديثه.

التردد وعدم الحسم

من آفات حسام البدرى فى ولايته الحالية افتقاده للحزم فى القرارات التى يتخذها خاصة تلك التى تتعلق بالصفقات الجديدة التى يطلب من إدارة النادى إبرامها، ثم يعود ويتراجع عنها مجدداً والأمثلة فى هذا الشأن كثيرة، مثل الإثيوبى شيملس بيكلى، الذى طلب التعاقد معه، ثم تراجع بعد غضب الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعى، وكما هو الحال فى صفقة المدافع أحمد دويدار، الذى وقع وحصل على مقدم تعاقده، ثم تم صرف النظر عن اللاعب، بالإضافة لمحمود علاء، لاعب دجلة الذى رحل للزمالك بعد التراجع عن ضمه، وكذلك اللاعب أحمد العش، الذى تلقى مكالمة تليفونية من المدير الفنى تفيد برغبته فى ضمه، لكنه فى النهاية تراجع عن التعاقد معه، وهو ما أثر سلباً على الفريق خلال المباريات، خاصة فيما يتعلق بمركز قلب الدفاع الذى يعانى الأحمر من النقص العددى فيه، بل وتصبح هناك أزمة كبيرة حال غاب لاعب للإصابة أو الإيقاف.

إهمال الجيل الصاعد

أهمل حسام البدرى الاعتماد على العناصر الشابة على غير عادته فى الولايات السابقة التى كان يمنح فيها اللاعبين الصاعدين الفرصة، وذلك رغم الحاجة الملحة لبعضهم فى عدد من المراكز، مثل أحمد حمدى فى مركز صناعة اللعب، خلفاً لعبدالله السعيد، وأكرم توفيق فى الوسط المدافع، ومحمود الجزار فى قلب الدفاع وأحمد ريان فى مركز رأس الحربة، وهو ما أصاب معظمهم بحالة نفسية سيئة وهبوط حاد فى المستوى، لعدم حصولهم على فرصة الظهور فى المباريات، حتى بعد لقب الأحمر اللقب بشكل رسمى قبل 6 جولات من نهاية المسابقة.

الغرور القاتل

يسيطر الغرور دوماً على تصريحات وتصرفات حسام البدرى، «لم أتخذ أى قرار فنى بخصوص أى لاعب وثبت لى بعد ذلك أنه كان قراراً خاطئاً، كل القرارات الفنية التى اتخذتها صحيحة».. هكذا تحدث المدير الفنى للأهلى عن نفسه فى تصريحات تليفزيونية لقناة «سى بى سى»، فهو لا يرى نفسه أخطأ فى أى قرار فنى وهو أمر لم يجرؤ السير أليكس فيرجسون، أسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزى أن ينطق به، أو يردده بيب جوارديولا أحد أفضل مدربى العالم الآن، فأى مدرب يخطئ ويصيب، والجميع يخرجون للاعتراف بذلك فى وسائل الإعلام دون كبر أو غرور.

على مستوى السلوك، فوقائع البدرى كثيرة فى هذا الصدد، لكن بالطبع أشهرها نظرات التعالى التى وجهها للحكم محمود عاشور فى لقاء الإنتاج الحربى بالدورى الموسم الماضى، فضلاً عن أسلوبه الحاد للغاية فى التعامل مع الجميع داخل المستطيل الأخضر، فهو لا يقبل النقد أبداً.