رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

حوار| جمال الغندور: «حكام مصر مش مجانين علشان نجيب لهم طبيب نفسى.. والأزمة الحقيقية إن 90% منهم مهزوزين هذا الموسم»

01:40 ص | الإثنين 17 سبتمبر 2018
حوار| جمال الغندور: «حكام مصر مش مجانين علشان نجيب لهم طبيب نفسى.. والأزمة الحقيقية إن 90% منهم مهزوزين هذا الموسم»

الغندور

نقلا عن العدد الورقي 

الإعلان عن العقوبات لا يحدث إلا فى قضايا الشرف والفساد.. والحكم «الضعيف» فقط هو من يتأثر بحملات الهجوم.. والاتحاد يجب أن يحمى حكامه

حكامنا يجيدون فى الخارج لتغير السلوك والتعامل الجيد.. والحكم الخامس يورط زميله فى أخطاء فادحة ولا بد من إعادة النظر فى التجربة

أجرى الحوار: حسين غريب

أثارت الأخطاء التحكيمية الكثير من الجدل هذا الموسم بعد مرور 6 أسابيع فقط من عمر المسابقة، ما جعل أندية مثل الأهلى وبيراميدز تهدد بالانسحاب، فضلاً عن حالة السخط العامة من باقى الأندية على منظومة التحكيم. «الوطن» حاورت الخبير التحكيمى ورئيس لجنة الحكام الأسبق جمال الغندور حول أسباب هذه الأزمة وكيفية الخروج منها وسبب فشل تجربة الحكم الخامس، ورأيه فى تطبيق تقنية الفيديو (الفار) وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالحكام والتحكيم المصرى.

برأيك، ما أسباب أخطاء الحكام فى الفترة الأخيرة والضجة المثارة حول هذا الأمر؟

- فى رأيى لجنة الحكام والمسئولين عن التحكيم يبذلون مجهوداً كبيراً، لكن لا نجد تأثيراً لذلك خلال المباريات، الأخطاء فادحة للغاية، ومؤثرة بشكل كبير على نتائج المباريات. وبكل أسف لا أجد لها مبرراً واضحاً، فهؤلاء الحكام هم من أنهوا الموسم الماضى بمستوى أكثر من رائع، بينما هذا الموسم 90% من الحكام مهزوزون، وهذا يضع المسئولين عن التحكيم فى ورطة كبيرة.

ما رأيك فى دور الحكم الخامس خلال المباريات، وهل يقوم بدوره فى دعم حكم الساحة؟

- لا بد من إعادة النظر فى العديد من الأمور الخاصة بالتحكيم، وعلى رأسها الحكم الخامس، إعادة نظر بمعنى تحديد آليات تدخلاته وتنظيم عمله وليس وجوده من عدمه، رأينا تأثيراً سلبياً خلال المباريات، فمن المفترض أن دوره مساعده حكم الساحة، لكن ما يحدث أنه يورطه فى قرارات خاطئة وفادحة.

كيف رأيت تنصل الحكام من مسئولية الأخطاء وتحميلها للحكم الخامس أو المساعدين؟

- حدث ذلك بالفعل، الأخطاء مشتركة بين الجميع، لكن فى النهاية توجه سهام النقد لحكم الساحة، فهو المسئول حتى وإن كان الخطأ من تسلل مثلاً، إلى الآن ينتقدنى الإسبان بسبب خطأ مساعد فى لقاء كوريا بمونديال 2002، لكن الحقيقة أن معظم الأخطاء هذا الموسم تحدث بعيداً عن حكم الساحة.

ما رأيك فى مطالبات البعض باستخدام تقنية حكم الفيديو «الفار»، وما معوقات استخدامه؟

- أهلاً بـ«الفار»، لكنه ليس الحل السحرى لتفادى الأخطاء التحكيمية، تم استخدامه فى مونديال روسيا ولم تتوقف الأخطاء، حتى المباراة النهائية كانت الأخطاء موجودة ولم تتوقف، أما عن قدرتنا على استخدامه فى الدورى الممتاز فنعم نحن نستطيع تطبيق ذلك بشرط استخدامه بشكل صحيح، الدورى تضخ فيه ملايين فى الفترة الأخيرة مثل تجربة نادى بيراميدز واستخدام هذه التقنية لا أراه مكلفاً من الناحية المادية.

هل ترى تأثيراً سلبياً للهجوم الذى يتعرض له الحكام من الأندية خلال المباريات؟

- الحكام اعتادوا الهجوم الدائم، هذا الأمر يحدث منذ سنوات طويلة، وفى اعتقادى له تأثير بالطبع، لكن على الحكم «الضعيف»، أما الحكم صاحب الشخصية القوية فلا ينبغى ألا ينال ذلك من تأثيره.

وماذا عن دور لجنة الحكام فى حال تعرُّض حكم للهجوم؟

- لا أعتقد أن الدور قاصر فقط على لجنة الحكام، الأمر يحتاج لدعم كبير وقوى من اتحاد الكرة كأب شرعى للحكام للدفاع عنهم والحفاظ على حقوقهم.

ماذا عن عقاب الحكم المخطئ خلال المباريات، كيف يكون الحساب؟

- فى الوقت الحالى لجنة الحكام تعانى من قلة العدد المتاح بسبب العدد الكبير للمباريات فى القسم الأول والثانى والثالث، معاقبة الحكم تعنى عقاب اللجنة نفسها، كان الله فى عونهم.

هل ترى ذلك مبرراً لعدم معاقبة المقصرين من الحكام؟

- بالطبع لا، العقاب يكون فى الأخطاء المؤثرة التى يتضح منها تقصير واضح للحكم، باستبعاده من إدارة المباريات لفترة حتى يستعيد تركيزه وأيضاً للحفاظ عليه نفسياً.

لماذا تخفى لجنة الحكام الإعلان عن العقوبات؟

- هذا الأمر جاء بناء على تعليمات الاتحاد الدولى، لائحة على مستوى العالم، لا إعلان عن الأخطاء الفنية أو التقديرية، الكشف عن العقوبات فقط يحدث فى الأمور الخاصة بالشرف والسمعة أو قضايا الفساد.

ما رأيك فى اقتراح استعانة لجنة الحكام بأطباء نفسيين لتأهيل الحكام قبل المباريات؟

- أخشى أن يفسر هذا الأمر بشكل خاطئ، حكام مصر ليسوا معقدين أو مجانين، حتى نستقدم لهم طبيباً نفسياً، لو استعانت الأندية بمعد نفسى وحدث الأمر للحكام فهذا مقبول جداً، لكن أن يتم التركيز على هذا الأمر للحكام فقط، كما أوضحت، فقد يفسر بشكل خاطئ يقلل من الحكام، ويفتح مجالاً للبعض لطرح أفكار مثل الحكام مرضى نفسياً أو معقدون.

برأيك لماذا يظهر حكامنا فى المباريات الخارجية بشكل جيد رغم صعوبة المباريات بينما نرى فى لقاءات محلية سهلة أزمات بالجملة؟

- هذا الأمر يرجع لعاملين، الأول هو تغير السلوك والتعامل الذى يلقاه الحكم خارجياً بشكل أفضل من المواجهات المحلية التى نرى خلالها ردود فعل غريبة للغاية، الأمر الثانى هو تحرر الحكم من الضغوط فى المواجهات الخارجية بالبطولات المختلفة.

هل تعتقد أن دعم الحكام مادياً يساهم فى رفع مستواهم خلال المباريات؟

- بلا شك هذا الأمر له دور، ارتفاع المستوى المادى للاعبين يساهم فى استقرارهم وتقديمهم مستويات طيبة، عكس الحكام الذين لا يحصلون على المقابل المادى المناسب، فضلاً عن تأخر صرفه.

لهذا السبب أرفض الأجانب

منذ أن كنت حكماً وأنا أرفض هذا المبدأ، لا بد من منح الثقة للحكام المصريين، الاستعانة بالأجانب ستضر سمعة اللعبة المصرية بشكل عام، وستعطى انطباعاً بأن الحكم المصرى غير قادر على إدارة مسابقته، فكيف سيتم ترشيحه للمواجهات القارية.

هذا وقرر مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هانى أبوريدة، خلال اجتماعه أمس، تطبيق تقنية الفيديو خلال الموسم الجارى لبطولة الدورى الممتاز، ومخاطبة الاتحاد الدولى «فيفا»، والشركات العالمية المختصة بهذه التجربة، للاستعانة بهم تمهيداً لتنفيذ «VAR»، فى أقرب وقت ممكن، كما وافق مجلس الجبلاية، على الاستجابة لأى نادٍ فى المسابقة يرغب فى إسناد إدارة أى مباراة له فى الدورى إلى حكام أجانب، شرط سداد مبلغ 15 ألف دولار فى خزانة الاتحاد تمثل قيمة تكلفة استقدام طاقم حكام أجانب.

وأكد مجدى عبدالغنى، عضو مجلس إدارة الاتحاد، أن تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد سيتم تطبيقها مهما كانت التكلفة «حتى لو وصلت إلى مليار جنيه».

يأتى ذلك نزولاً على رغبة الأندية التى اعترضت على الأخطاء التحكيمية فى الفترة الأخيرة.