رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

حوار| عصام عبدالفتاح: أدرس الاستقالة من رئاسة لجنة الحكام

07:50 ص | الخميس 28 فبراير 2019
حوار| عصام عبدالفتاح: أدرس الاستقالة من رئاسة لجنة الحكام

عصام عبدالفتاح

نقلًا عن العدد الورقي

رئيس لجنة الحكام: الجميع يريد الحكام ملايكة ومفيش ملايكة وسط البشر

أخطاء التحكيم أقل من أوروبا.. وكل الطرق تؤدى للتحكيم الأجنبى فى مباريات الأهلى والزمالك

إذا استمرت حالة الاحتقان سيفشل أى رئيس للجنة الحكام.. ورحيلى الموسم المقبل وارد

تأجيل الكأس بتعليمات أمنية له كل الاحترام.. وأوجه رسالة للمسئولين: «خلوا خناقاتكم مع بعض وابعدوا عن الحكام»

«صاحب بالين كداب».. ولن نسمح بعمل الحكام داخل الأندية.. وعلى قنديل يبرئ حكم مباراة بتروجت والإنتاج

يثير التحكيم المصرى الجدل دائماً بسبب أخطاء الحكام فى المباريات رغم اعتماد وجود الحكم الخامس فى مباريات الدورى الممتاز، إلا أن المثير فى الأمر ارتكاب الحكم الخامس لأخطاء فى بعض المباريات، وهو ما جعل البعض يطلق عليهم لقب «شاهد ماشافش حاجة». ووسط الهجوم المستمر على الحكام يخرج عصام عبدالفتاح، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام، للدفاع عن أبنائه ومنظومة التحكيم، ويقف فى وش مدفع الهجوم والانتقادات، ويرد بقوة، ويطالب الجميع بعدم تعليق شماعة الفشل على التحكيم. «الوطن» حاورت رئيس لجنة الحكام للتعرف على خطته للنهوض بالتحكيم وأسباب الهجوم المستمر على منظومة التحكيم المصرى.

فى البداية، ما تقييمك للجمعية العمومية الأخيرة لاتحاد الكرة؟

- بشكل عام الجمعية العمومية كانت ناجحة، وشهدت إجراء تعديلات فى لائحة النظام الأساسى والاستقرار على تشكيل لجنة من اتحاد الكرة لمناقشة الشكل النهائى لمسابقات القسمين الثانى والثالث الموسم المقبل، رغم أن مجلس الجبلاية كان قد أصدر من قبل الشكل النهائى للقسمين الثانى والثالث، ولكن من حق الجمعية العمومية مناقشة الأمر مرة أخرى طالما طالبوا بذلك فى العمومية الأخيرة.

العمومية الطارئة قررت إلغاء بند الثمانى سنوات، هل أنت مع أم ضد؟

- بصراحة مش فارق معايا، ووجهة نظرى أن وجود هذا البند أو إلغاؤه ليس له أى فائدة، لأن القرار فى النهاية فى يد أعضاء الجمعية العمومية، مع التأكيد فى نفس الوقت على أن بند الثمانى سنوات تم إلغاؤه من لائحة كل الأندية ومراكز الشباب ومعظم الاتحادات الرياضية، والأمر لا يكمن فى إلغاء البند من عدمه، ولكنه يتعلق بمن يختار مجلس إدارة الاتحاد وهم أعضاء الجمعية العمومية، بمعنى أن من يقول إن إلغاء بند الثمانى سنوات مفصّل لرباعى المجلس، وأنا واحد منهم، مع زملائى خالد لطيف وسيف زاهر وأحمد مجاهد، بعد قضاء دورتين داخل المجلس، أرد عليه بأن عضو الجمعية العمومية قادر على تطبيق البند أثناء التصويت خلف الستار فى الانتخابات وعدم منح صوته لنا.

هل هذا الرأى ينطبق أيضاً على بند اختيار نائب رئيس الاتحاد بالانتخاب؟

- أنا مع قرار الجمعية العمومية باختيار النائب من خلال التصويت فى الانتخابات، خوفاً على مجلس إدارة اتحاد الكرة من الانشقاق حال اختيار النائب من داخل المجلس، لذلك من الأفضل اختيار النائب من خلال الترشح فى الانتخابات وأن يكون منتخباً من جانب أعضاء الجمعية العمومية، وبالتالى تكون الأمور محسومة قبل انعقاد أول اجتماع للمجلس بانتخاب رئيس ونائب وثمانية أعضاء، فضلاً عن مقعد المرأة. وأرى أن قرار أعضاء الجمعية العمومية فيما يخص مقعد النائب سيساهم فى عدم تكرار ما حدث فى عهد المجلس الحالى عندما ظل منصب النائب معلقاً لمدة عامين من مدة المجلس، وبعد انضمام أحمد شوبير تم حسم المنصب لصالحه من داخل المجلس وليس عن طريق أعضاء الجمعية العمومية.

ننتقل للحديث عن ملف التحكيم، لماذا يتصدر عصام عبدالفتاح وش المدفع دائماً؟

- فى مصر يريد الجميع إبراز أخطاء التحكيم وإقحامها فى صراعاتهم كما ذكرت، ولكنى أوجه رسالة لهم: «خلوا خناقاتكم مع بعض وابعدوا عنها التحكيم»، لأن هدفكم توصيل رسالة للجميع بأن التحكيم هو العنصر الأضعف، والأمور واضحة جداً أمام الجميع، والمتصارعون أو المتنازعون يقومون بإقحام التحكيم فى صراعاتهم، ورغم ذلك نحن فى لجنة الحكام نسير فى طريقنا ولا نلتفت لتلك الصراعات، وهنا أتساءل: لماذا أدخل الاتحاد الدولى لكرة القدم تقنية الفيديو؟ فالهدف منها تقليل أخطاء الحكام والحد منها، فعلى سبيل المثال مباراة أتلتيكو مدريد ويوفنتوس الأخيرة، ضمن منافسات دور الستة عشر لبطولة دورى أبطال أوروبا، شهدت أخطاء تحكيمية بالجملة رغم تدخل تقنية الفيديو، وهذا ما نعجز عن فهمه فى مصر، طالما وُجد العنصر البشرى فى التحكيم لا بد أن توجد أخطاء، لأن البشر معرضون للخطأ فى أى وقت، ولكن عندما نقارن بين الأخطاء فى التحكيم المصرى والتحكيم فى أوروبا نجد أن أخطاء التحكيم المصرى أقل بكثير.

تتحدث بمرارة، ما السبب؟

- الأندية تحمّل عدم نجاحها على شماعة التحكيم بدلاً من معالجة السلبيات الموجودة فى أنديتها، للوصول إلى حالة أفضل. وبالفعل الجميع يهاجم التحكيم بسبب وبدون سبب، وأتمنى أن يركز كل مسئول مع ناديه ويبتعد عن التحكيم، وأن يفعل مثل ما تفعله لجنة الحكام، وهو علاج الأخطاء والسلبيات.

مع اشتعال المنافسة بين الأهلى والزمالك، هل نرى حكاماً أجانب لمباريات القطبين المقبلة؟

- الجو العام فى الكرة المصرية والصراع الشرس بين الزمالك والأهلى وبيراميدز داخل المستطيل الأخضر يؤدى إلى الحكم الأجنبى، لكى لا يكون التحكيم المصرى ضحية صراعات الأندية المذكورة.

هل تشعر بالحزن لكثرة وجود الحكام الأجانب فى مباريات الدورى؟

- أنا حزين جداً، ولكن عندما نبتعد عن مبادئ الرياضة والنبل والأخلاق الرياضية، يختفى المنطق، ومن السلامة الاستعانة بالحكام الأجانب لأى فريق يطلب هذا الأمر حتى لا يكون التحكيم المصرى ضحية لصراعات أندية القمة، وكعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام أتمنى عدم وجود أى حكم أجنبى فى مباريات الدورى.

هل يستمر عصام عبدالفتاح رئيساً للجنة الحكام الموسم المقبل؟

- بالنسبة لى شخصياً الأمور ستكون صعبة للغاية، وأترك قرار رئاستى للجنة الموسم المقبل من عدمه للوقت، خاصة أن المشوار ما زال طويلاً، فى ظل الموسم الاستثنائى وضغط المباريات هذا الموسم، وإذا استمرت الأمور بهذا الشكل لن ينجح أى رئيس للجنة الحكام فى منصبه.

ماذا عن كواليس توقيع الحكام على إقرارات عدم العمل فى الأندية بعد أزمة حسن السندبيسى؟

- بعد الجدل الذى دار عقب خطأ حسن السندبيسى، الحكم الخامس لمباراة الأهلى وحرس الحدود فى الدورى، ورغم عدم عمله فى أكاديمية القلعة الحمراء، فإن لجنة الحكام قررت منع أى حكم من العمل كإدارى أو مدير كرة فى أى نادٍ، وللعلم هذا القرار صدر منذ فترة طويلة لكنه لم يفعّل، ونحاول تفعيله عن طريق مجلس إدارة الاتحاد، حتى يتفرغ الحكم للتركيز فى التحكيم بنسبة مائة فى المائة.

لكن هذا القرار قوبل بغضب من الحكام، ما تعليقك؟

- المثل الشعبى يقول «صاحب بالين كداب»، وعلى أى حكم الاختيار بين العمل فى الأندية أو الاستمرار بالتحكيم، فإذا كنت تعمل فى إحدى الشركات وأنت حكم فهذا أمر مقبول، أما أن تعمل مدرباً فى أى نادٍ فهو أمر مرفوض.

مشهد استكمال مباراة بتروجت والإنتاج الحربى بعد نهايتها أثار حالة من الجدل، كيف تراه من ناحية القانون؟

- الأمر عادى وليس خطأ قاتلاً لأنه خطأ غير فنى ووارد حدوثه، بسبب وقوف الساعة أو تقدير خاطئ للوقت، ففى النهاية الحكام بشر كما ذكرت من قبل، ولكننا نريد «حكام ملايكة» فقط، وهذا أمر لن يوجد على أرض الواقع. ومع الأسف الشديد، شاهدت أحد مقدمى البرامج وهو يعلق على الواقعة ويضعها ضمن المواقف والطرائف، وهو أمر يدل على عدم وعيه بقوانين التحكيم وجهله بها، وكان عليه أن يسأل أهل الذكر، لأن أعظم رموز التحكيم اللواء على قنديل، فى مباراة الأهلى والزمالك ضد ويست هام الإنجليزى، أنهى المباراة بالدقيقة 40. ولكن الطاقم المساعد أبلغه بأن الشوط الأول تبقى على نهايته 5 دقائق، فعاد واستكمل المباراة، وتلقت شباك الأهلى والزمالك هدفين بعد الاستكمال.

ما تعليقك على قرار تأجيل مباريات كأس مصر بين الزمالك ومصر للمقاصة والأهلى وبيراميدز؟

- القرار أمنى فى المقام الأول، والأمن هو صاحب قرار التأجيل، والمصلحة العليا حتمت ذلك الأمر وبالتالى لا يستطيع مجلس إدارة اتحاد الكرة الاعتراض على أى قرار هدفه الحفاظ على أمن وسلامة بلدنا، طالما أن الرؤية الأمنية تطلبت تأجيل المباريات. ورغم ضغط البطولات المحلية، وحاجة لجنة المسابقات لإقامة أى لقاء فى موعده، فإنى أعتقد أن كلمة الانسحاب غير موجودة فى قاموس الأهلى ولو كانت أقيمت مباراة بيراميدز فى موعدها لخاض الفريق الأحمر المباراة.

«الحكم الخامس شاهد ما شافش حاجة»

الكل يحاول إبراز سلبيات التحكيم وعدم الحديث عن الإيجابيات مطلقاً، فعلى سبيل المثال خلال مباراة النجوم والمصرى ضمن منافسات الجولة الثالثة والعشرين للدورى تدخّل الحكم الخامس عبدالعزيز السيد، واحتسب ركلة جزاء لصالح النجوم لم يشاهدها حكم الساحة، ولكن لم يتحدث أحد عن تلك اللقطة لأنها لقطة إيجابية، ولو كانت سلبية كان سيتم إبرازها والحديث عنها كثيراً، وكأن البعض يتصيد أخطاء الحكام.