رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

بروفايل| «زيدان».. مايسترو مدريد يعود «ملكي»

10:27 م | الإثنين 11 مارس 2019
بروفايل| «زيدان».. مايسترو مدريد يعود «ملكي»

زين الدين زيدان

«ساحر» من بلاد الشرق، «المايسترو» صاحب اللمسات السحرية، وصفه المشاهير بأنه «أسطورة» جاء من كوكب آخر ليكتب تاريخاً جديداً فى عالم الساحرة المستديرة، ويسجل اسمه بأحرف من ذهب كلاعب استثنائى، قبل أن يصبح مدرباً يسير على نهج العظماء، هو ببساطة «زين الدين زيدان».

وُلِد زين الدين زيدان، النجم الفرنسى ذو الأصول الجزائرية، بأحد الأحياء الفقيرة بمدينة «مارسيليا» الفرنسية، ليبدأ صاحب الـ47 عاماً رحلته مع كرة القدم فى سن الرابعة عشرة، حيث كان ظهوره الأول بقميص «كان»، مروراً بناديى بوردو الفرنسى ويوفينتوس الإيطالى، قبل أن يستقر به الحال فى صفوف ريال مدريد الإسبانى، الذى ارتدى قميصه لمدة 5 سنوات، ويكتب معه مجداً جديداً على مدار 5 سنوات قضاها بين صفوفه، فضلاً عن مسيرته الحافلة فى صفوف المنتخبات الفرنسية بمختلف الأعمار السنية، قبل أن تتوقف مسيرته الأسطورية مع اعتزاله كرة القدم، ليتجه إلى عالم أكثر صعوبة، وهو عالم التدريب.

لم يكتفِ اللاعب الشهير بـ«محارب الصحراء» بمسيرته كلاعب تتحاكى عنه الأجيال، ليخوض تحدياً جديداً فى عالم التدريب، حيث بدأها مساعداً للمدرب الإيطالى كارلو أنشيلوتى، المدير الفنى السابق لـ«الملكى» عام 2013، ليساهم فى تتويج الفريق بدورى أبطال أوروبا، قبل أن يقوم بتدريب فريق ريال مدريد «كاستيا» عام 2015، ليضع بعدها فلورنتينو بيريز ثقته به لتولى مسئولية القيادة الفنية للفريق الأول مطلع هذا العام.

شخصية «زيدان» الفريدة من نوعها فرضت نفسها فى عالم التدريب، وتمكن من استعادة «عصاه السحرية» فى أربعة أشهر فقط، زرع خلالها روح التحدى والإصرار داخل لاعبيه، ويقودهم للتتويج بـ«الحادية عشرة» على حساب جاره أتليتكو، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، بعد أن أصبح أول مدرب فرنسى يفوز بهذا اللقب، ويتربع على العرش بكونه أول شخص يتوج باللقب لاعباً ومدرباً مساعداً، وأخيراً مديراً فنياً.

المدرب الفرنسي صال وجال مع تحمُّله مسئولية قيادة ريال مدريد رغم قلة خبرته التدريبية، لكنه كان على قدر المسئولية، ليمنح الفريق النجمة الثانية عشرة، حين توج بدورى أبطال أوروبا على حساب يوفينتوس الإيطالى، ليس هذا فحسب، بل تمكن من دق حصون أحد أقوى دفاعات العالم ليُحقق الانتصار بنتيجة تاريخية بأربعة أهداف لهدف وحيد.

«زيدان» الذى يعيش عامه السابع والأربعين، والذى تمكن من حصد تسعة ألقاب كبرى مع «الملكى»، قبل ولايته الثانية، بواقع الدوري الإسباني مرة واحدة موسم 2016/2017، كأس السوبر الإسباني مرة واحدة موسم 2017/2018، دوري أبطال أوروبا 3 مرات، مواسم 2016، 2017، 2018، كأس السوبر الأوروبي مرتين، مواسم 2016/2017، 2017/2018، وكأس العالم للأندية مرتين، مواسم 2016/2017، 2017/2018.

وقاد الفرنسي زين الدين زيدان، ريال مدريد موسم 2015/2016، حتى عام 2017/2018، بواقع 878 يومًا، لعب 149 مباراة بمختلف المسابقات، فاز في 105 لقاء، وتعادل 28، وخسر 16، سجل 393 هدفًا، واستقبل 160 هدفًا، نسبة الفوز 70%، معدل التهديف في المباراة الواحدة 2.6.

"مايسترو" ريال مدريد، الذي أجبر الجميع على الانحناء له احتراماً، وأثبت أن الساحرة المستديرة تعشقه ضعف ما يعشقها، تفتح له ذراعيها كلما اقترب من الوقوف على منصات التتويج، وتفرش له الأرض بـ«الورود»، لتجعل منه أسطورة كروية تتحاكى بها الأجيال طوال التاريخ، يعود اليوم مرة أخرى على رأس القيادة الفنية للملكي، من أجل انتشاله من الأزمة التي يمر بها وإعادته إلى منصات التتويج المحلية والقارية والدولية مثلما فعل في ولايته الأولى.