الأهلي وصن داونز
أكثر المتشائمين من جمهور الأهلي لم يخطر بباله أن يتكبد فريقه هزيمة تاريخية أمام صن داونز، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا بخماسية نظيفة، في نتيجة تعد الأصعب والأثقل في تاريخ جمهور المارد الأحمر، منذ إنشاء النادي عام 1907 في بطولات القارة السمراء.
كارثة جنوب أفريقيا فجرت عاصفة من الغضب لدى جمهور الأهلي، والذي اعتاد دائمًا أن يكون كبيرًا في القارة السمراء، والتي يتسيدها بـ20 بطولة قارية وضعته على قمة الأندية الأكثر تتويجًا في أفريقيا وثاني أكثر الأندية على مستوى العالم، بعد ريال مدريد.
ورغم أننا اعتادنا دائمًا على أن الساحرة المستديرة ليس لها كبير، وكل شئ وارد في كرة القدم، إلا أن هناك العديد من الصعوبات، التي من الممكن أن تعيق المارد الأحمر في عودة تاريخية أمام صن دوانز بمباراة الإياب، والتي يحتاج خلالها المارد الأحمر في الفوز بسداسية نظيفة، من أجل حجز بطاقة التأهل لنصف نهائي البطولة.
ويستعرض لكم الوطن سبورت أسباب قد تعيق المارد الأحمر في تحقيق الريمونتادا في مباراة الإياب أمام صن داونز:
1- نكسة الذهاب
بدون أدنى شك تعويض هزيمة كارثية بخماسية نظيفة في مباراة الذهاب، أمر قد يبدو مستحيلًا ولكنه لم يصل لوصف المعجزة، وهو أمر نادر حدوثه في عالم الساحرة المستديرة بجميع أنحاء العالم، وهو ما يعد الأزمة الأكبر للمارد الأحمر، في عمل ريمونتادا في مباراة الإياب المقرر إقامتها يوم السبت المقبل.
2- أداء مخزي
أغلب الجمهور المصري، اتفق على أن هدف صن داونز الثالث من ركلة جزاء غير صحيحة، كما أن الهدف الرابع، جاء من كرة لمست يد مهاجم الفريق الجنوب أفريقي، ولكن لم يخرج أي أحد ليهاجم حكم اللقاء، في ظل الأداء المخزي للاعبي الأحمر أمام أصحاب الأرض، حيث ظهر لاعبي القلعة الحمراء تائهين في أدغال البافانا بافانا منذ بداية اللقاء حتى نهايته، ولولا تألق محمد الشناوي لخرج الأهلي بهزيمة لا تقل عن 8 أهداف نظيفة.
3- قوة صن داونز
يعد صن داونز أحد أقوى أندية القارة خلال السنوات الأخيرة، باعتباره بطلًا لدوري الأبطال عام 2016، حينما توج باللقب على حساب الزمالك في المباراة النهائية، ويعد خلال السنوات الأخيرة أحد أبرز الأندية المنافسة على اللقب في القارة السمراء.
وبمشاهدة مباراة الذهاب، ظهر صن داونز كفريق كبير، في الأداء الخططي طوال أحداث اللقاء وسيطر على مجريات المباراة بشكل كامل، وأوقف كل مفاتيح اللعب للأهلي، وأظهر العملاق المصري كفريق بلا أنياب في ظل الضغط المتواصل، الذي أقامه المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني طوال أحداث المباراة، وهو ما يصعب من مهمة الأحمر في مباراة الإياب في ظل امتلاك الفريق الجنوب أفريقي القدرة على التنظيم داخل الملعب ومذاكرة الخصم بشكل جيد على عكس أندية شرق وغرب القارة السمراء.
4- الداهية موسيماني
يعد موسيماني أحد أفضل المدربين الأفارقة خلال السنوات الأخيرة، والذي يُجيد التعامل مع الكرة المصرية بشكل جيد سواء من الناحية التكيكية أو من الناحية النفسية، وهو ما شاهدناه قبل مباراة الزمالك في نهائي دوري الأبطال عام 2016، حينما ظل يُقلل من قيمة فريقه أمام الفارس الأبيض قبل المباراة بعدة أيام لإدخال الغرور في قلوب الفريق المصري، قبل أن يفاجئه، في مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة، وينجح في التتويج باللقب في النهاية.
كما لعب موسيماني دورًا في إقصاء منتخب مصر من تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2012، عندما واجه الفراعنة كمدير فني لمنتخب جنوب إفريقيا، ضمن منافسات دور المجموعات.
وقاد موسيماني منتخب بلاده للفوز على مصر (1-0) بهدف قاتل لكاتليجو مفيلا يوم 26 مارس 2011، قبل الخروج من ملعب الكلية الحربية، بالتعادل السلبي يوم 5 يونيو من نفس العام، ليُطيح بأحلام الفراعنة من التصفيات.
وعاد موسيماني ليشعل الحرب النفسية على الأهلي مجددًا قبل مباراة الذهاب، بتصريحات جعلت الأهلي يدخل اللقاء، وهو واثق من الفوز بنتيجة كبيرة، ولكن تكيتك المدرب الجنوب أفريقي قلصت من فرص الأحمر في التأهل بعد خماسية الذهاب.
5- نهاية جيل الذهبي
منذ نهاية الجيل الذهبي للنادي الأهلي، بقيادة محمد أبو تريكة وعماد متعب ومحمد بركات ووائل جمعة، والذي استطاع في العديد من المناسبات قلب النتيجة، بمباريات الإياب مثل لقاء الملعب المالي عام 2012 والاتحاد الليبي عام 2010، وأصبح دائمًا طريق الأهلي ملئ بالصعوبات في أداغال القارة السمراء، حيث لم يتوج الأحمر سوى ببطولة ووحيدة وهي كأس الكونفدرالية عام 2014، ووقف حينها الحظ عاملًا رئيسيًا في الفوز باللقب أمام سيوي سبور الإيفواري في المباراة النهائية.
ويعد تراجع خبرات لاعبي الأهلي في الوقت الحالي عاملًا رئيسيًا في توقف النادي الأهلي عن التتويج بالبطولات الأفريقية سواء في كيفية التعامل مع المباريات، خارج الأرض من جهة التعامل مع الضغط الجماهيري أو من جهة العودة بنتيجة إيجابية، وهو ما كلف الفريق الهزيمة في نهائي البطولة مرتين متتاليتين أعوام 2017 و 2018 أمام كل من الوداد والترجي، بالإضافة إلى الهزيمة الكارثية أمام صن داونز، في مباراة الذهاب بخماسية نظيفة.
6- العملاق أونيانجو
ورغم أن الكرة ليس يوجد بها أي مستحيل، ولكن فكرة تسجيل سداسية نظيفة في شباك الحارس الأوغندي العملاق دينيس أونيانجو تعد صعبة للغاية، والذي يُعد الحارس الأبرز حاليًا في القارة الأفريقية بلا منازع، وكان شاهدًا على مشوار مصر في تصفيات كأس العالم العام الماضي، حينما انتصر المنتخب الأوغندي على الفراعنة بهدف في مباراة الذهاب، ونجح صلاح ورفاقه في هز شباكه بهدف في مباراة الإياب بصعوبة شديدة.
وكان أونيانجو أحد ابرز عوامل فريق صن داونز في التتويج بلقب دوري الأبطال عام 2016 أمام الزمالك في المباراة النهائية.
7- العامل النفسي
دائمًا ما كان العامل النفسي خلال السنوات الأخيرة عاملًا سلبيًا للأهلي في التعامل مع مباريات البطولات الأفريقية في كيفية مواجهة الضغوط، التي تحيط بمثل هذه المواجهات الحاسمة، مثل مباراتي الوداد والترجي في نهائي دوري الأبطال العاميين الماضيين، وهما ما يشكلان عاملًا سلبيًا قبل مواجهة صن داونز.
8- إحباط اللاعبين
صدمة لاعبو الأهلي بالهزيمة التاريخية أمام صن داونز في مباراة الذهاب، قد تحبط من معنويات اللاعبين في مباراة الإياب، لتجاوز نتيجة اللقاء والتعامل مع مباراة الإياب دون التفكير في كارثة بيرتوريا يوم السبت الماضي.
9- مصر المقاصة
يلعب الأهلي يوم الأربعاء المقبل أمام مصر المقاصة ببطولة الدوري المصري، أي قبل 72 ساعة فقط من لقاء صن داونز، وهو ما قد يعرض لاعبي الفريق للإجهاد البدني، قبل موقعة الفريق الجنوب أفريقي يوم السبت المقبل.
10- الجماهير
ينتظر فريق الأهلي جمهوره، يوم السبت المقبل، في إياب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، وهو ما قد يكون عاملًا سلبيًا للفريق في حالة التفكير بكيفية تعامل مشجعي الأحمر مع اللاعبين في حال الخروج من البطولة، في ظل الغضب، الذي يسيطر على جمهور الأحمر بعد خماسية الذهاب.
ويستضيف الأهلي نظيره صن داونز في مباراة افياب يوم السبت المقبل في غياب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، ويحتاج المارد الأحمر للفوز بخماسية نظيفة من اجل معادلة نتيجة مبارراة الذهاب أو الفوز بسداسية لحجز بطاقة العبور لنصف النهائي.
تعليقات الفيسبوك