رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

بعد القبض على بلاتيني.. قطر "تميمة" فساد كرة القدم

01:22 م | الثلاثاء 18 يونيو 2019
بعد القبض على بلاتيني.. قطر "تميمة" فساد كرة القدم

مونديال قطر 2022

توالت ضربات على عدد من كبار المسئولين في عالم كرة القدم، بعد ارتباط اسمهم بشبهات الفساد المتعلقة بتنظيم مونديال 2022 في قطر، ويتم ملاحقتهم قانونيا وقضائيا في إطار ملف فضائح الرشاوى التي أحاطت بالملف.

أحدث الضربات جاءت بإلقاء السلطات الفرنسية القبض على ميشيل بلاتيني، الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعد توجيه تهم بالفساد في عملية إسناد ملف استضافة بطولة كأس العالم 2022 إلى قطر، وتحقق باريس في الطريقة التي أسند بها تنظيم المونديال، وسط شبهات بأن الدوحة دفعت عشرات الملايين من الدولارت رشاوى لمسؤولين في الاتحاد الدولي "فيفا" والاتحادات القارية والمحلية.

ويبدو أن عمليات القبض على المسئولين الكبار في عالم الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص مرتبطة دائما باسم قطر وتقديمها رشاوى لهم، من أجل الفوز بشرف تنظيم البطولات الدولية الكبرى.

رئيس فرنسا يتدخل في تصويت فيفا لمنح قطر حق تنظيم مونديال 2022

بداية، منحت قطر حق تنظيم مونديال 2022 تم بعد تدخل من الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي لدى بلاتيني في 2 ديسمبر 2010، وفقا لما ذكره جوزيف بلاتر، رئيس "فيفا" السابق.

ومنذ تلك اللحظة، بدأت الأزمات مع المسئولين واتهامهم بإسناد تنظيم المونديال بعد حصولهم على رشاوى وهدايا من تميم آل ثاني، أمير قطر، وكشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية عن وثائق تظهر أن الاتحاد الدولي وقع عقدا سريا مع شبكة الجزيرة المملوكة من قطر، قبل 3 أيام من التصويت على منظم نهائيات 2022.

وتظهر الوثائق أن مديرين تنفيذيين من الجزيرة وقعوا في 2010 العقد التلفزيوني مع انتهاء حملات الترشح لاستضافة كأس العالم، وقد تضمن العقد رسما قدره 100 مليون دولار (77 مليون جنيه إسترليني) يدفع في حساب معين لفيفا، إذا فازت قطر باستضافة مونديال 2022.

بلاتر وفالك في قبضة السلطات لاتهامهم بالحصول على رشاوى

وقالت "صنداي تايمز" أيضا، أن بلاتر والأمين العام السابق للفيفا الفرنسي جيروم فالك، وقعا العقد بعد أسبوع من التصويت لقطر، التي قدمت مبلغ 480 مليون دولار إضافية للفيفا بعد ذلك بثلاث سنوات.

الأمر لم يقتصر على الـ 400 مليون دولار فقط، بل إن الرئيس السابق لـ"فيفا" جوزيف بلاتر، بحسب الصحيفة الإنجليزية، أبلغ أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد، قبل يوم من التصويت، بأن كلا منهم سيحصل على 200 ألف دولار بدعوى النجاح المالي لكأس العام الذي أقيم في جنوب أفريقيا قبل عام، هذا فضلا عن رشاوى أخرى دفعها الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام، لأعضاء اللجنة الدولية ومسؤولين اثنين آخرين.

طائرة خاصة لمسئولي "فيفا" في البرازيل

وتضمن تقرير الصحيفة أن ثلاثة مسؤولين تنفيذيين بـ"فيفا" كانوا قد سافروا على ظهر طائرة خاصة تابعة للاتحاد القطري لكرة القدم، إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية لحضور حفل في فندق "أديل جولف كلوب" الفاخر، مباشرة بعد التصويت لقطر بحق استضافة كأس العالم 2022، وبعد منح قطر الاستضافة، هنأ عضو سابق في اللجنة التنفيذية أعضاء في الاتحاد القطري وشكرهم عبر البريد الإلكتروني على تحويل مبلغ بمئات آلاف الدولارات.

مليونا دولار من مصدر مجهول لطفلة.. وعقد بناء في قطر لزوج موظفة

كما تم منح مليونا دولار من مصدر مجهول أيضا دخلا حساب ابنة أحد أعضاء "فيفا"، عقب التصويت مباشرة، وهذه الفتاة في العاشرة من عمرها، كما كان هناك تودد إلى احدى الموظفات القريبات من رئيس الاتحاد الدولي السابق من خلال عقد بناء في قطر لشركة يملكها زوج الموظفة، وتعد "أكاديمية اسباير" القطرية، أكبر مركز رياضي في العالم، كانت ضالعة بشكل حاسم في توريط أعضاء "فيفا" الذين يحق لهم التصويت.

ملاحقة ناصر الخليفي في قضية فساد "فيفا" بشأن مونديال قطر

وعقب ذلك، قام الادعاء العام السويسري ببدء تحقيقاً جنائياً مع جيروم فالك الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والقطري ناصر الخليفي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بي إن سبورتس" القطرية، فى أحدث تصعيد لوتيرة التحقيقات التي تجريها السلطات هناك في فساد كرة القدم.

وقال مكتب المدعي العام السويسري، في بيان له: "يشتبه في أن جيروم فالك قبل امتيازات لم يكن يستحقها من رجل أعمال في قطاع حقوق البث الرياضي، فيما له صلة بمنح الحقوق الإعلامية لبطولة كأس العالم أعوام 2018 و2022 و2026 و2030 لدول بعينها، ومن ناصر الخليفي، فيما يتصل بمنح الحقوق الإعلامية لدول بعينها فيما يخص كأس العالم عامي 2026 و2030".

وتزامن بيان المدعي العام السويسري مع حملة مداهمات لمكاتب ومقار "بي إن سبورت" في عدد من الدول الأوروبية فى مقدمتها فرنسا، إذ داهمت قوات الشرطة ومحققون ماليون فرنسيون مقري شبكة التلفيزيون الرياضية في العاصمة باريس.

وطالبت العديد من المنظمات الحقوقية، بعد ذلك، بسحب ملف مونديال 2022 من إمارة قطر بسبب انتهاكاتها المستمرة ضد حقوق العمالة الأجنبية، وسط تقارير تؤكد ارتفاع هامش الوفيات بسبب سوء أوضاع العمالة لما يزيد على 800 شخص منذ بداية قطر في تدشين التجهيزات اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم من ملاعب رياضية وقاعات مؤتمرات وفنادق وغير ذلك.

فساد قطر يدخل ألعاب القوى قبل بطولة العالم

وبعيدا عن كرة القدم، اتهمت فرنسا رئيس مجموعة بي إن سبورتس، يوسف العبيدي، والرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى لامين دياك، ضمن التحقيق حول شكوك بالفساد على هامش ترشيح الدوحة لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2019.

"العبيدي"، المُقرب أيضا من رئيس نادي باريس سان جيرمان وأحد أبرز المقربين لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، تم اتهامه بالفساد النشط، ويتساءل القضاة حول مبالغ بقيمة 3.5 مليون دولار دفعتها شركة تابعة لـ"الخليفي" وشقيقه، وهي "أوريكس قطر سبورتس إنفستمنت" لصالح شركة تسويق رياضية يديرها نجل رئيس الاتحاد الدولي السابق لامين دياك، باب ماساتا دياك.