الثائر على الفساد يرحل

أخبار متعلقة

الاتحاد التنزاني لكرة القدم ينعي عمرو فهمي

شطة لـ"الوطن" عن وفاة عمرو فهمي: عملنا سويا لسنوات وفوجئت بموته

تشييع جنازة عمرو فهمي من مسجد الشرطة بأكتوبر (صور)

أبوريدة ناعيا عمرو فهمي: "اللهم اجعل مرضه في ميزان حسناته"

شاب لا يتجاوز عمره العشرين عاماً، يقف فى مدرجات «التالتة شمال» يحمل علم النادى الأهلى ويؤازر فريقه فى مباراة عصيبة فى الدور قبل النهائى لدورى الأبطال عام 2001 على استاد المنزه الذى يمتلئ عن آخره بجماهير الترجى التونسى، ليخرج الأهلى متعادلاً ويتأهل للمباراة النهائية من قلب تونس، ليفاجأ الشاب الصغير الجميع ويجوب الملعب بمفرده احتفالاً بالتأهل لا يلقى لجماهير «الدم والنار» الغاضبة بالاً.

عمرو مصطفى مراد فهمى، الذى نشأ فى عائلة «أهلاوية» أباً عن جد، تغذى منذ الصغر على عشق الكيان الأحمر، ليقرر فى عام 2007 وهو فى الخامسة والعشرين من عمره أن يحول هذا العشق إلى فكرة ملموسة داخل المدرجات، ليدخل حركة الألتراس إلى مصر، لتكبر الفكرة ويصبح هو «القائد» و«الزعيم» وأيقونة التشجيع والوفاء.

لم يوقف عشق «أبو نبيلة» (الذى رُزق بمولودته الأولى قبل رحيله بثلاثة أشهر فقط، بعد حرب شرسة خاضها فى هدوء وصمت مع المرض اللعين)، لكرة القدم طموحه عند دور المشجع، بل كان هدفه الأسمى هو العمل العام لمحاربة الفساد الذى يغزو عالم الساحرة المستديرة فى القارة السمراء، معتمداً على ثقافته وكفاءته التى يتغنى بها كل المقربين منه.

«فهمى» الذى تخرج فى الأكاديمية البحرية قسم إدارة الأعمال عام 2004، والذى شغل العديد من المناصب الرفيعة على رأسها مساعد مدير إدارة البطولات الدولية فى الاتحاد الأفريقى، وآخرها تنصيبه سكرتيراً عاماً لـ«كاف»، لم يكن طريقه مفروشاً بالورود، حيث تعرض لحملات تشويه فى بدايته كمشجع، حتى وصلت إلى عمله لتتم إقالته من منصبه فى الاتحاد الأفريقى بعد كشفه فساد أحمد أحمد رئيس «كاف» منذ نحو عام.

لم يمنح المرض الخبيث الفرصة لـ«فهمى» من أجل تحقيق أحلامه التى لا يضع لها سقفاً على المستوى العملى، كما لم يمنحه القدر وقتاً كافياً لرؤية ابنته تكبر بين أحضانه، بعد أن خسر معركته مع الورم الذى تغلغل فى مخه، لينهى مشواره القصير فى الحياة والذى لم يتجاوز الـ 37 عاماً، والطويل فى العطاء والعمل المخلص، ليُبكى القارة السمراء على رحيله فى جنازة مهيبة ودّعه خلالها الآلاف إلى مثواه الأخير.