رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

الحلم لا تهزمه الأسوار.. قصة طفل فقير خطف القلوب بعشقه لكرة القدم

11:25 م | الأحد 06 ديسمبر 2020
الحلم لا تهزمه الأسوار.. قصة طفل فقير خطف القلوب بعشقه لكرة القدم

طفل الشروق

ما بين بساط أخضر، وأرض ترابية محفوفة ببقايا قمامة متناثرة، سور شبكي محكم الإغلاق، يمنع مرور الأجساد، لكنه لا يحجز نظرات الحالمين والمحرومين من التسلل إلى داخل الصندوق، حيث فريقا من الأطفال، موحدة ملابسهم زاهية الألوان، يؤدون بعض التمرينات، استعدادا لمداعبة الساحرة المستديرة، يراقبهم من خارج السياج الحديدي صغيرا في نفس أعمارهم، لا يرتدي زيا رياضيا كأقرانه، لكنه ينبطح مثلهم أرضا غير مباليٍ بمزيدٍ من الاتساخ لملابسه البسيطة التي ضربت البقع أعماق نسيجها.

يقلد حركاتهم بالتزام شديد، صاغيا لتعليمات المدرب كأنه بينهم، ينظر إلى بعيد سارحا مع حلم كبير يداعبه بصيص أضواءه، ربما يرى نجمه المفضل محمد صلاح يمد له يد الأمل، وقد يكون في هذه اللحظات، يصارع عجز جسده على مقاومة طيف خياله الذي لا تتسعه ظروفه المتواضعة.

المشهد ليس من فيلم سينمائي، لكن أحداثه حقيقية، وقعت خارج إحدى أكاديميات كرة القدم الخاصة بمدينة الشروق في القاهرة الجديدة، حيث التقطت صورة لطفل مستلقي أرضا بجسده خارج الأسوار، قلبه معلق بالأحلام وروحه وعقله هائمان داخل الملعب، ينظر بعيناه المتسعتين من كثرة الشغف وطغيان الرغبة، على أطفال يقاربونه في العمره تقريبا، يؤدون تمارين رياضية ويجاريهم في أدائها.

التكوين الإنساني المفعم بالمشاعر والأحلام المصدومة بجدران الواقع العالية، التقط بعدسة أحد الشباب، ونشر صورته عبر صفحته على فيسبوك، سرعان ما تدوالت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تفاعل وتعاطف كبير من روادها، بعضهم يستصعب عليهم حال الصغير ويدعون له بتحقيق حلمه، وآخرون يلومون قسوة الحياة، لكن هناك من كان عمليا أكثر وطلبوا الوصول إليه، لمساعدته في تحقيق حلمه.

لم يتوقع عبد الرحمن سهل، صاحب لقطة طفل الملعب الحالم، أن الصورة التي خطفها بالصدفة أثناء مروره بجوار الأكاديمية، ستحقق هذا التفاعل الكبير بمجرد نشرها، ورغم سعادته بانتشارها، لكنه يشعر ببعض الحزن، لأنه لا يعرف طريقا للصغير، إذ يتمنى الوصول إليه مجددا، خاصة مع طلب العديد من الأشخاص التواصل معه لتحقيق حلمه في لعب كرة القدم.

يقول سهل: "التقطت الصورة داخل مدينة الشروق بجوار بوابة 1، وللأسف لم أعرف الطفل بشكل شخصي، لكن لفت انتباهي لهفته وشغفه الطفل في ممارسة كرة القدم على غرار الأطفال الذين يبدوا في نفس عمره"، مشيرا إلى أنه الصورة ليست حديثة، وأن تاريخها يعود إلى فترة سابقة، لكنه قرر نشرها حاليا، على أمل التوصل إلى الطفل ومساعدته.