رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

إيهاب الخطيب يكتب: إصابات الأهلي.. لا سحر ولا شعوذة ولا طبيب

05:43 ص | الثلاثاء 15 يناير 2019
إيهاب الخطيب يكتب: إصابات الأهلي.. لا سحر ولا شعوذة ولا طبيب

إيهاب الخطيب

نقلا عن العدد الورقي..

إذن 17 حالة عضلية تكون مسئولة من مدرب الأحمال، والنوع الثانى من إصابات الأهلى عددها 6 إصابات فى أنكل القدم، والسبب هو أرضية الملاعب، 3 منها فى ملعب التتش و3 منها من ملاعب مباريات الفريق، والحالة الثالثة من الإصابات هى الإصابات الخطيرة من الالتحام والتصادم وهى الأخطر

حالة من التباين الواضح ضربت الوسط الرياضى فى تحليل ظاهرة إصابة لاعبى الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى، وأصيبت جماهير الفريق بخيبة أمل كبيرة وهى تتابع ملف «مستشفى الأهلى» أو إصابات الفريق اليومية، مع حالة الاختلاف فى الرؤى والتفسير للأسباب التى أدت إلى تفاقم عدد المصابين وتكرار الإصابات وزيادة عددها، واختلف الجميع فى التفسير؛ من له علاقة ومن ليست له علاقة، الكل تسابق للوصول للأسباب التى أدت إلى تلك الأزمة التى عادت على نتائج الفريق بالسلب والخسائر فى المباريات والبطولات.

ومع اجتهاد الجميع ظهرت أسباب كثيرة من وجهة نظر المتابعين والمتخصصين، والكل يدلى بدلوه ويرى أنه يمتلك الأسباب وكذلك يضع روشتة الحلول، البعض يرى أن طبيب الفريق د.خالد محمود هو السبب، والبعض يحمّل المسئولية لمدرب الأحمال، والبعض يحملها للاعبين فى سلوكهم وسهرهم وعدم التزامهم، والبعض يعود بنا إلى الخلف ويؤكد أن هناك أموراً غير طبيعية أدت لإصابة اللاعبين، لا هى أمور فنية ولا إدارية ولا طبية.. يعنى من الآخر كدا سحر أسود وأحمر وأخضر وعفاريت وجن وشغل عالى جداً، وكدا بقى يبقى الفريق محسود ومعمول له عمل، والأغرب أن كل فريق من أصحاب التفسيرات السابقة يقدم لك الدليل على رؤيته وأولوية وجهة نظره أن تكون الأحق دون باقى التفسيرات، وهم لا يعلمون أنواع الإصابات ولا ظروفها ولا كيفية علاجها، لكنهم يسمعون أن هناك مستشفى فى الأهلى، وأن عدد اللاعبين المصابين تجاوز الحدود المعقولة.. ومع اختلافى الشخصى مع جميع التفسيرات السابقة يجب أن ندرك الأزمة ونحددها ونطرح السؤال الذى سنبحث عن حله: ما هى إصابات الأهلى؟

إصابات الفريق فى الموسم الحالى تحديداً 17 إصابة عضلية، ما بين شد أمامية وخلفية ومزق وخلافه، و6 إصابات فى أنكل القدم، 3 منها فى ملعب التدريب «مختار التتش»، و3 فى ملاعب مباريات الأهلى، و4 إصابات خطيرة هى إصابة محمد نجيب «الغضروف»، وعلى معلول «قطع فى العضلة الأمامية الوسطى»، وأجايى إصابة خطيرة جداً لم تحدث فى الأهلى منذ 25 عاماً، وهى عبارة عن قطع فى الرباط وقطع أوتار صابونة الركبة وتحرك الصابونة من مكانها الطبيعى، والإصابة الرابعة إصابة محمد محمود بالرباط الصليبى، بالإضافة لعدد من اللاعبين تجددت إصاباتهم العضلية بعد العودة.. فإذا كانت هذه هى حالة الإصابات، فالتفسير العلمى والطبى الحقيقى يؤكد أن إصابة 17 لاعباً بشد ومزق وخلافه هى إصابات عضلية لا دخل للطبيب فيها، وإنما يتحملها متخصص الأحمال، وتأتى من الأحمال الزائدة أو الأحمال الضعيفة، فهناك مقولة علمية وطبية فى الطب الرياضى تؤكد أن اللاعب الذى يمتلك لياقة بدنية عالية من الصعب إصابته بالإصابات العضلية ولا يتعرض لها، وإذا تعرض لها يعود بسرعة جداً إلى الملاعب، واللاعب الذى يعانى من ضعف فى اللياقة البدنية هو اللاعب الأقرب للإصابة العضلية ويعود منها بشكل بطىء ويكون عُرضة لتكرار الإصابة.

إذن 17 حالة عضلية تكون مسئولة من مدرب الأحمال، والنوع الثانى من إصابات الأهلى عددها 6 إصابات فى أنكل القدم، والسبب هو أرضية الملاعب، 3 منها فى ملعب التتش و3 منها من ملاعب مباريات الفريق، والحالة الثالثة من الإصابات هى الإصابات الخطيرة من الالتحام والتصادم وهى الأخطر وقام طبيب الفريق بعلاج الثلاثى «محمد نجيب وعلى معلول وأجايى» داخل مصر دون سفر رغم خطورة الإصابات، وتم تأهيلهم والعودة، وهناك بعض الحالات فى الإصابة مثل إصابة أجايى يكون على الجهاز الطبى اختبار اللاعب طبياً قبل كل تدريب ومباراة، لأن طبيعة الإصابة من النوع الذى يمكن تكراره، ويتم الكشف على اللاعب وعدد آخر من اللاعبين قبل كل تدريب أو مشاركة فى مباراة بشكل دورى من الجهاز الطبى.

والإصابة الأخيرة لمحمد محمود بالصليبى تم تشخيص الحالة ولم يستطع اللاعب الصغير 20 عاماً أن يحدد ما يشعر به وغالبته حماسته للاستمرار لولا أن طبيب الفريق قام بطلب التغيير من الجهاز الفنى بعد نزوله مرة أخرى للملعب لمدة 3 دقائق، وهنا يؤكد الطب الرياضى أن الإصابة الأولى هى الحاسمة، أى إن مشاركته وعودته للملعب مرة أخرى لم تكن أبداً سبباً فى تفاقم الإصابة.

والخلاصة مما سبق تؤكد أن إصابات الأهلى بين عضلية وأحمال وملاعب والتحامات ليكون طبيب الأهلى خارج نطاق الاتهام، وإذا تعمقنا فى الفكر الإدارى سنكتشف الأكثر الذى يرتبط بالفعل بإصابات اللاعبين بأسباب غير مباشرة وهو عدم توفير أجهزة طبية حديثة بالنادى الأهلى منذ أكثر من 10 سنوات، وعدم تجديد اتفاق المجلس السابق مع المركز الألمانى الذى كان يشرف على اللاعبين ولم يجدد حتى الآن اتفاق التعاون المشترك، وعدم توافر غرفة كشف تليق بالفريق فالغرفة الخاصة للكشف فى النادى لا تتعدى 2 متر فى 2 متر، يدخل اللاعب إليها بجانبه، وكذلك ضغط المباريات، وقرار المشاركة فى عدد بطولات يزيد على خمس بطولات فى الموسم، أبرزها قرار المشاركة الخاطئة فى البطولة العربية وضغط المباريات، كذلك السماح لعدد من لاعبى الأهلى بالتأهيل خارج النادى مع أطباء علاج طبيعى لتعود وتتجدد الإصابة لهم، وهناك أسباب أخرى فى التعامل النفسى لدى اللاعبين والجهاز الطبى.. على سبيل المثال فإن اللاعبين أصحاب الصفقات التاريخية مثل صلاح محسن وحسين الشحات، هناك ضغوط عليهم بالمشاركة بقدر ما تم دفعه من ملايين دون تأهيل نفسى وكذلك حال المنافسة مع اللاعبين القدامى الذين يشعرون بخيبة أمل، والضغط النفسى يؤدى أيضاً إلى إصابات عضلية، وهى حقيقة علمية، وإذا وضعنا فى الاعتبار أن القيمة المالية لأقل لاعب فى الأهلى تتخطى 4 ملايين جنيه فى الموسم، فالقيمة الحالية للجهاز الطبى فى الأهلى بالكامل لا تتجاوز 500 ألف جنيه سنوياً، وهى معادلة صعبة جداً.

وهناك تحقيق علمى كبير فى المجلة الطبية الإنجليزية تم التأكد منه طبياً وعلمياً الشهر الماضى بعد الاختبار الذى دام لقرابة موسمين، هذا التحقيق يؤكد أن الفريق الذى يغير أكثر من 2 مديرين فنيين فى موسم واحد يكون لاعبوه أكثر عُرضة للإصابة بالرباط الصليبى والإصابات العضلية. وإذا استعرضنا تغيير المدربين فى الأهلى خلال الفترة الأخيرة بداية من حسام البدرى ثم كارتيرون ثم محمد يوسف ثم لاسارتى، نجد أن هذا سبب علمى آخر.

والحقيقة الواضحة أن الأسباب العلمية تكشف الحقائق الأكيدة فى إصابات الفريق، وأن العلاج يبدأ من قرارات المشاركة فى البطولات وتحديد مهام مدرب الأحمال المسئول الأول مع المدير الفنى فى تشكيل برنامج يتناسب مع مشاركات الفريق ومبارياته، والتعامل مع أجهزة نفسية وأنظمة غذائية بشكل محترف، وتوفير الأجهزة الطبية الحديثة، والارتقاء برواتب الأجهزة الطبية، وإنشاء وحدة تأهيل رياضى داخل النادى بدلاً من وضع اللاعبين للتجارب خارج النادى.

عفواً الإصابات لا عين حسود ولا جن ولا عفاريت ولا حتى طبيب، والعلاج ليس بذبح العجول.