رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

سحر عزازي تكتب: "عندما هاتفنى ساديو ماني"

04:14 ص | الجمعة 19 يوليو 2019
سحر عزازي تكتب: "عندما هاتفنى ساديو ماني"

سحر عزازي

وقف أمام كاميرات التليفزيون والصحف، أخذ هاتفى من بين يدى، رفعه لنلتقط صورة تذكارية معاً على طريقة "السيلفى"، التفت لى مبتسماً، ثم غادر متجهاً نحو ملعب التدريب، كأنه يقول لى لقد أوفيت بوعدى، وعده الذى قطعه على نفسه فى الليلة السابقة حين اتصل هاتفياً بتلك الفتاة المصرية التى لم يرَها من قبل، حضرت -كأى شخص- إلى التدريب ترى نجمها المفضل ساديو مانى، لاعب منتخب السنغال.. متجردة من كونها صحفية، لتكون على طبيعتها وهو ما لا يحدث كثيراً.

لحظات أشبه بالحلم مرت أمام عينى فى ثوانٍ معدودة، لم أصدقها حتى هذه اللحظة التى أوثقها ببعض الكلمات، موقف صنع الكثير من مشاعر السعادة والامتنان فى نفسى، كان بطلها ذلك الجميل المتواضع الخجول مانى، الذى رآنى أرتدى قميص منتخب بلاده وأقف على بُعد خطوات منه أنتظر اللحظة المناسبة لالتقاط صورة تذكارية معه، فلم أتمكن بسبب التشديدات الأمنية المكثفة التى تحاوطه دوناً عن غيره من لاعبى الفريق، ومنع حارسه الخاص لى من الاقتراب منه، فغضبت بشدة، وكان موقفى محظ أنظار الجميع ونقلته وسائل الإعلام السنغالية.

علم "مانى" بما حدث عن طريق صحفى مقرب منه أرسل له رسالة عبر "الواتس آب" أخبره بأن الفتاة التى كانت فى التدريب اليوم حزينة بسبب عدم رؤيتك، فما كان من "مانى" إلا أن طلب رقم هاتفى ليحدثنى بالإنجليزية قائلاً: "كيف حالك.. أنا مانى عليكِ أن تحضرى غداً إلى الملعب.. سأنتظرك"، كلمات بسيطة جعلتنى وسط الناس فى المواصلات أهلل فرحاً، وأنا لا أصدق، محدثة نفسى هل كان هو حقاً، أم شخصاً آخر يمزح معى؟

تأكدت فى اليوم التالى أنه هو من تحدث إلىَّ، هو الذى رفع الهاتف وأخبرنى بالمجىء لملعب الدفاع الجوى فى السادسة مساءً، علمت بذلك حين اتصل صديقه المقرب «محمود» مرة أخرى فى الصباح ليؤكد علىَّ الحضور قائلاً: "مانى ينتظرك"، كان له أيضاً دور كبير فى مقابلتى لنجم المنتخب السنغالى ونادى ليفربول الإنجليزى -بجانب أصدقائى من السنغال الشقيقة- ففى الليلة السابقة بعد أن رآنى غاضبة، اصطحبنى للفندق لرؤية مانى قبل أن أغادر، لكن لسوء حظى كان بطلى المفضل فى اجتماع مغلق مع مدربه، فتأخر وغضبت أكثر وقررت الرحيل، كانت التاسعة مساءًً، وأحمل همَّ الطريق من التجمع الخامس وحتى الدقى حيث أسكن، فقدت الأمل فى مقابلته ومشيت، بعدها بربع ساعة خرج مانى وسأل عنى وحين لم يجدنى طلب الاتصال بى، بكل تواضع وود فعل ذلك قبل المباراة النهائية بـ48 ساعة.

لم يكن ذلك غريباً على مانى، ابن إمام مسجد بإحدى قرى السنغال، لقد أحسن أبوه تربيته، علمه ما لم تستطع الشهرة انتزاعه أبداً، فكان هذا سر حبى واحترامى له وليس لشهرته، فلم أطلب يوماً ما من مشهور التقاط صورة معه، بحكم عملى كصحفية أرى الكثير من النجوم وصفوة المجتمع، لم يتولد لدىَّ هذا الإحساس من قبل.

امتلأت ذاكرتى بالكثير من التفاصيل الجميلة التى كان بطلها ذلك النبيل المتواضع الخلوق الذى أسعدنى كثيراً، حفر فى صندوق ذكرياتى مواقف حتماً سأبتسم حين أتذكرها، ستكون قادرة على تعديل مزاجى فى أحلك الظروف، وازدادت سعادتى حين استيقظت على خبر منشور بإحدى الصحف السنغالية، حرصت على توثيق تلك اللحظة عبر صفحاتها.