رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

حوار| حمدتو: الرئيس السيسي قالي "شرفت مصر يا بطل" ورديت عليه "ربنا يعينك علينا"

10:44 ص | الخميس 27 أكتوبر 2016
تصوير: فادي عزت
حوار| حمدتو: الرئيس السيسي قالي "شرفت مصر يا بطل" ورديت عليه "ربنا يعينك علينا"

حمدتو يتحدث لـ"الوطن سبورت"

* أنتظر وعد الفريق «مميش» بالتعيين فى قناة السويس وأتمنى الحصول على وسام الجمهورية

* بدأت ممارسة تنس الطاولة حكماً ثم لاعباً وموقف محرج دفعنى للتحدى واختيار اللعبة الصعبة

* رواية «الأيام» غيرت مجرى حياتى وصنعت منى لاعب تنس طاولة مشهوراً

* تلقيت عرضاً للتجنيس من قطر لكننى رفضت.. وأناشد رئيس الوزراء الموافقة على منحى سيارة معاقين

ملقب بـ«أسطورة الأولمبياد»، مثال للإصرار والعزيمة والطموح اللانهائى، ضرب لنا مثلاً رائعاً فى الصمود والقوة والإرادة الحديدية، يمسك مضرب تنس الطاولة بفمه، حيث فقد ذراعيه فى حادث قطار وهو صغير، لكن هذا لم يمنعه من ممارسة هوايته. إبراهيم حمدتو، لاعب تنس الطاولة الذى يمارس اللعب بـ«فمه» ابن كفر سعد البلد بمحافظة دمياط، يبلغ من العمر 43 عاماً، كان يحلم وهو صغير بأن يكون لاعب كرة قدم شهيراً مثل محمود الخطيب، ولكنه تعرض لحادثة أفقدته حلمه، ليغير وجهته ويمارس تنس الطاولة، ويبهر العالم أثناء مشاركته فى الأولمبياد بالرغم من خسارته، «حمدتو» لم يستسلم يوماً ما لليأس، ولديه العزيمة التى منحته القوة الخارقة ليكون أحد أبرز الرياضيين فى مصر وأفريقيا والعالم فى السنوات الأخيرة، وليستحق «قبلة» من الرئيس السيسى فى لقاء الشباب الوطنى.. «الوطن» حرصت على زيارة اللاعب فى منزله بقريته وكان الحوار.

■ كيف كان شعورك بعد «قبلة» وتكريم الرئيس السيسى لك بمدينة شرم الشيخ؟

- سعيد جداً بحضور المؤتمر فى شرم الشيخ، وتقبيل الرئيس عبدالفتاح السيسى لرأسى سيظل وساماً وتاجاً وشرفاً على رأسى طول حياتى، أجمل لحظة فى عمرى عندما قابلت الرئيس وجهاً لوجه، وهذا يزيدنى إصراراً وعزيمة قبل الاستعداد للمشاركة ببطولة العالم للألعاب الفردية، ودورة الألعاب البارالمبية عام 2020، خلال الفترة المقبلة.

■ ماذا قال لك الرئيس السيسى؟

- الرئيس شكرنى على مجهوداتى فى دورة الألعاب البارالمبية التى أقيمت مؤخراً فى البرازيل، بالرغم من هزيمتى فى المباراتين بالأولمبياد، وقال: «ربنا يعينك، أنت شرفت مصر، ورفعت اسمها وسط العالم، وأنتظر تحقق ميدالية فى أولمبياد بكين 2020».

■ وماذا كان ردك؟

- قلت له شكراً يا سيادة الرئيس، ربنا يعينك على مصر، ويحميك، ويحمى شباب مصر، واحنا فى ضهرك دائماً.

■ ماذا تنتظر بعد مقابلة الرئيس؟

- أتمنى حصولى على وسام الجمهورية فى الرياضة، فى السنوات المقبلة، تلك واحدة من أبرز أمنيات حياتى، وأعمل جاهداً على حصد جميع البطولات التى أشارك فيها.

■ هل وزارة الرياضة تمنحكم الدعم الكافى؟

- وزير الرياضة المهندس خالد عبدالعزيز يعمل جاهداً على تحسين أوضاع اللاعبين المعاقين بمصر، ويدعم الألعاب البارالمبية، وبوجه له الشكر دائماً على دعمه لى شخصياً فى الفترة الأخيرة.

■ كيف فقدت ذراعيك؟

- فقدت ذراعىَّ بعد حادث أليم فى القطار وأنا فى رابعة ابتدائى وتحديداً عام 1983، وكان لدىَّ ألم جسدى كبير، ومعنوى أكبر، ولكن ربنا قدرنى على الخروج من هذه المحنة، رأيت شخصاً مثلى فى يوم من الأيام بدون يديه الاثنتين وعايش حياته الطبيعية، ولديه أسرة، ولا يشعر أن شيئاً ينقصه، وكل ما أتذكر هذا الشخص أفتكر نفسى، وأقول الحمد لله على كل شىء.

■ من الشخصية البارزة التى أثرت عليك خلال مشوارك؟

- بعد أن فقدت ذراعى اليمنى واليسرى شاهدت مسلسل «الأيام» للدكتور طه حسين، كان بالنسبة لى دفعة معنوية كبيرة، فأعجبت بشخصيته أنه رفض الاستسلام بعد أن فقد بصره، واعتمد على حاسة السمع، وأنا ربنا أخد منى إيديا، فاعتمدت على أشياء تانية لكى أعوض ما فقدته من جسمى، فكنت أعيش نفس قصة (الأيام) على نفس الحال تماماً، أسرة فقيرة، وفى الريف، هو فقد بصره وأنا فقدت ذراعىَّ، كان فيه متشابهات كتير بينى وبينه، خصوصاً فى مرحلة الطفولة.

■ ماذا عن نظرة المجتمع لك بعد أن فقدت ذراعيك؟

- منذ أن فقدت ذراعىَّ إلى وقتنا هذا، وأسير فى الشارع كطفل، أى شخص يقول كلام محرج، بحاول أتجاهل لأنه لا يفهم، ولم يحس بأى شىء، لأنه ليس مثلى، ودائماً أولادى يسألونى، وهما صغيرين فين إيديك أشاور على إيديهم وأقولهم دى هى إيدى، ربنا أخدها منى وادهالكوا.

■ كيف جاءت فكرة ممارسة تنس الطاولة خاصة أنها لعبة تعتمد كلياً على الأيدى؟

- التحدى هو سبب إصرارى على ممارسة تنس الطاولة، فهو تحدٍ لنفسى أولاً، بالإضافة إلى أن فى قريتى لا يوجد سوى لعبتين، هما كرة القدم وتنس الطاولة، فعندما كنت صغيراً كنت أحلم بأن أكون لاعب كرة قدم، ولكن عندما فقدت ذراعىَّ ضاع الحلم، فاتجهت إلى تنس الطاولة مباشرة.

■ كيف كانت بدايتك الأولية مع اللعبة؟

- بدأت اللعبة حكماً فى القرية، ولكن فى يوم عندما كنت أحكم مباراة نهائية داخل مركز الشباب، فيه نقطة اختلف عليها أحد المنافسين، عندما حسبتها للمنافس الثانى، فرد عليَّا المنافس الأولانى، وقال: انت مالك كأنك بتمارس اللعبة، فقلت له إيه المانع إنى أمارس؟ ومن وقتها منحنى الله الإصرار والعزيمة، حاولت مراراً وتكراراً ممارسة اللعبة أولاً بجذع ذراعى الصغير، ولكنى اكتشفت بعدها أنها بالفم أفضل كثيراً، وحفظت قوانين اللعبة، وكنت من حكامها داخل القرية، وفى المركز، وفى المحافظة، ولقيت اللعبة سهلة بالنسبة لى، ومرة ورا مرة أنطط الكرة فجت معايا مرة واتنين، وكان عندى وقتها 13 سنة.

■ هل تتذكر أول مباراة لك؟

- أول مباراة لعبتها كانت مع الشخص الذى جرحنى بكلامه والحمد لله هزمته، فكانت هذه الانطلاقة الحقيقية، واحتجت 3 أعوام لاحتراف اللعبة بشكل كبير، وهو الأمر الذى غير حياتى بالكامل، ونشرت مقطع «فيديو» لى عبر وسائل الاتصال الاجتماعى يحمل اسم «لا شىء مستحيل»، وشاهده 2.3 مليون شخص.

■ كم بطولة حصلت عليها محلياً ودولياً إلى الآن؟

- دولياً 6 بطولات فى أكثر من دولة، ومحلياً، فى جميع مشاركاتى أكون دائماً فى المربع الذهبى.

■ ما دور الاتحاد المصرى لتنس الطاولة فى دعم ممارسى اللعبة من المعاقين؟

- أولاً بالنسبة للمعاقين، منقسمون إلى قسمين إدارياً تابع لاتحاد تنس الطاولة، وثانياً، مادياً تابع للجنة البارالمبية المصرية، والآن نحاول تأسيس اتحاد جديد يكون خاصاً بتنس الطاولة للمعاقين فقط، لأن الخلط يحدث تخبطاً بين جميع الإدارات، ويجب أن تكون هناك اتحادات مستقلة بكل لعبة للمعاقين، وهذا يدرسه الاتحاد الدولى للعبة حالياً.

■ هل عُرض عليك تولى منصب فى الاتحاد؟

- بالفعل تلقيت خلال الفترة الأخيرة عرضاً تولى منصب عضوية بمجلس إدارة اللجنة البارالمبية، ولكنى أجلت الأمر خلال تلك الفترة، بسبب وضع كل تركيزى فى اللعبة.

■ هل تم تكريمك بالشكل اللائق بعد نجاحك الكبير الذى حققته؟

- قبل تكريم الرئيس لم يكن هناك تكريم لى بالشكل المناسب، عملت حاجة تتسجل فى التاريخ الآن، أنا الشخص الوحيد اللى بيلعب تنس طاولة بـ«فمه»، وكالات الأنباء العالمية اتكلمت عنى، وملقب بـ«أسطورة الأولمبياد»، أنا مش أقل من الناس اللى أخدت ميدالية، فيه بعض الناس فى الفرق الجماعية ماتستاهلش إنها تسافر، أنا رايح بمجهودى.

■ ماذا تفضل أن تعمل بعد الاعتزال، الإدارة أم التدريب؟

- الإدارة بالنسبة لى هى الأفضل، لأن التدريب لازم مدرب التنس يكون عنده إيدين، حتى يمرن اللاعبين بشكل جيد.

■ ماذا تطلب من الدولة شخصياً؟

- أن يوافق رئيس مجلس الوزراء على حصولى على سيارة المعاقين، لأننى فى أشد الاحتياج إليها، واتكلمت فى أكثر من لقاء تليفزيونى عن ذلك، ولكن لحد الآن لم يتم الرد، وأناشده التصديق على سيارة تتضمن الموافقة على قيادتها من قبل نجلى أو زوجتى لكونى من ذوى الاحتياجات الخاصة.

■ ماذا عن أحلامك الوظيفية؟

- أعمل حالياً إدارياً فى مدرسة داخل القرية، والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وعدنى بالتعيين داخل قناة السويس، وأنتظر ذلك، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنه، وحسن ظن الجميع.

■ كنت تتمنى أن تكون لاعب كرة من يعجبك من اللاعبين؟

- كان زمان نفسنا نبقى الكابتن محمود الخطيب «بيبو» الكرة المصرية، وأرى أن حسام غالى من أفضل اللاعبين الموجودين حالياً فى مصر لأنه موهوب بالفطرة، بالإضافة للمحترفين خارج مصر الثنائى محمد صلاح لاعب روما الإيطالى، ومحمد الننى لاعب أرسنال الإنجليزى، رفعا اسم مصر وشرفا بلدهما فى أكثر من محفل عالمى.

■ ما علاقتك بممدوح عباس رئيس نادى الزمالك السابق؟

- علاقة جيدة، هو صديق شخصى، ومن الشخصيات المحترمة، وعرض علىَّ عمل أطراف صناعية، ولكنى رفضت وقتها، ولا أعرف لماذا رفضت، ولكن لما ذهبت إلى البرازيل وشاركت فى الأولمبياد انبهرت كثيراً وشاهدت التطور الكبير، وبقول حالياً يا ريتنى وافقت على عرض ممدوح عباس فى الماضى، لأن تكاليف هذه الأطراف عالية السعر جداً، فيبلغ ثمن الذراع الواحدة 250 ألف دولار.

■ هل تلقيت عروضاً من دول أخرى للحصول على الجنسية؟

- تلقيت عرضاً للحصول على الجنسية القطرية ولكنى رفضت بعدما تحدثت عنى أبرز وكالات الأنباء فى أوروبا وآسيا وأمريكا، ولكن نفسى أعيش حياة طيبة فى بلدى وأرفع اسمها دائماً فى أى بطولة دولية أشارك فيها.

■ كيف ترى مستواك فى أولمبياد البرازيل، وخروجك من المنافسة؟

- ليست كل الهزائم هزائم، فأحياناً تخسر لكنك فى واقع الأمر تكسب، لأنك أضفت إلى خبراتك، وبهذه الخسائر اكتسبت معرفة جديدة، وبالرغم من الهزيمتين إلا أن الثنائى البريطانى ديفيد ويثريل، والألمانى توماس راو، احترمانى وأشادا بأدائى، وقالا: «كان شرف كبير بالنسبة لنا أن نبدأ المنافسات بمواجهة أسطورة مثل إبراهيم، لقد كان الاستعداد له غير تقليدى لأننا شاهدناه على يوتيوب، وهو أسطورة فى تنس الطاولة، وأظهر مهارته التى تتجاوز عن سعادتنا بالفوز».

■ ما رأيك فى مستوى تنس الطاولة فى مصر؟

- احنا بنركز على لاعب واحد، ولدينا فى منتخب مصر للناشئين مجموعة من أفضل اللاعبين الموجودين فى الوطن العربى وأفريفيا، ومن الأمور السلبية فى بلدنا أنه بمجرد انضمام اللاعب للأهلى أو الزمالك ينضم مباشرة للمنتخب، والتركيز بيكون عليه هو فقط.

■ من هم أفضل لاعبى تنس الطاولة حالياً فى مصر؟

- سيد لاشين وأحمد صالح من أفضل اللاعبين الموجودين على المستوى المحلى، بالإضافة إلى الأخوان عمر وخالد عصر المحترفين بالخارج، وبالنسبة للسيدات دينا مشرف من اللاعبات التى تعتبر «فلتة» فى تنس الطاولة، هائلة جداً.