حوار| حمدى نوح: محمد صلاح بيقول لى «يا بابا».. وكنت أعاقبه فى التدريبات وبكيت بعد أول اتصال من أبيه
11:53 ص | الخميس 17 مايو 2018
حمدي نوح أثناء حواره مع الوطن
نقلا عن العدد الورقي
الهداف التاريخى لـ«ذئاب الجبل»: نور الشريف تنبأ بنجوميتى.. والكرة «الشراب» سبب شهرتى
هو أحد أساطير كرة القدم المصرية، والهداف الذهبى لجيل العظماء بالمقاولون العرب، إنه حمدى نوح رأس الحربة الشرس الملقب بفاكهة الرياضة المصرية، والمعروف بـ«دمه الخفيف»، وضحكاته التى لا تنتهى مع أصدقائه، سجل طوال تاريخه ما يقرب من 250 هدفاً محلياً ودولياً، وحصل على وسام الرياضة من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الهداف المولود بحى الجمالية فى 23 فبراير 1955، تحول إلى مدرب عام 1987، عقب اعتزاله كرة القدم، وبدأ من الإمارات حيث عمل بها مُدرباً ما يقرب من 10 سنوات، ثم عاد لوطنه ليقود قطاع الناشئين فى قلعة ذئاب الجبل، لسنوات كثيرة تدرج فى المناصب داخل النادى إلى أن أصبح رئيس قطاع الناشئين، ويشغل حالياً بحكم خبرته الكبيرة منصب مستشار فنى لرئيس نادى المقاولون العرب، وفى هذا الحوار يفتح قلبه لـ«الوطن» مستعيداً ذكريات وأيام الزمن الجميل:
كيف بدأت مشوارك فى كرة القدم؟
- بدأت لعب الكرة الشراب فى منطقة قايتباى، بحى الجمالية، إخواتى الكبار كانوا بيلعبوا معايا وبيعلمونى كل شىء عن كرة القدم، وطلعت لاعب كرة جيد، والفضل يعود إلى اللعب بالكرة الشراب، لأنى أخدت شهره كبيرة فى القللى فى الدرب الأحمر وميت عقبة، واتعرفت فى كل منطقة فى مصر، لغاية لما عمرى وصل ١٧ سنة انتقلت لنادى إسكو، ولعبت فى إسكو 7 سنوات منها ٥ سنين ناشئين ودرجة تانية وتالتة وكنت بلعب رأس حربة.
كيف انتقلت للمقاولون من إسكو؟
- المقاولون اشترانى من إسكو بـ١١٠ آلاف جنيه، وقام بإنشاء مركز طبى لإسكو مقابل انتقالى، ولعبت للمقاولون ٥ سنوات مع جمال عبدالعظيم، ومجدى كامل، ومصطفى عبدالفضيل، ولعيبة كتير، وقدرنا نجيب بطولتين كأس أفريقيا، وسجلت ٨ أهداف، وحصلنا على لقب الدورى العام وسجلت ٧ أهداف.
هل كان يوجد خلاف بينك وبين أى مدرب أثناء فترة لعبك للمقاولين؟
- دائماً كان فيه خلاف بينى وبين مدربى الإنجليزى مايكل إيفرت، لأنه لا يحب النجوم، وكان سبب رحيلى إلى الإسماعيلى، ولعبت فى الدراويش ٥ سنوات سجلت ٤٠ هدفاً، واستمتعت بجماهير الإسماعيلى، وحسيت بنجوميتى هناك، وكان أدائى جيداً مع الإسماعيلى ولعبت بجوار المرحوم محمد حازم، وحمادة الرومى، ومحمود حسن، وعماد سليمان، وغيرهم أسماء كبيرة، ثم قررت اعتزال الكرة بعد الإصابة بالتهاب كبدى.
لماذا اسم حمدى نوح لم يذكر فى المنتخب إلا قليلاً؟
- لعبت لمنتخب مصر مباريات قليلة، نحو ١٥ مباراة، وكان يوجد به لعيبة كبار مثل محمود الخطيب، وكان لاعب فذ وكبير، ولعبت بجواره أمام ليبيا.
ما التجربة الأفضل بالنسبة لك، الإسماعيلى أم المقاولون؟
- الاتنين كملوا بعض، ولكن المقاولون كان جيد بالنسبة لى، كان فريق لسه طالع، ويرغب فى إثبات نفسه، أما الإسماعيلى فكنت بضحى بروحى كل يوم، لإنى كنت بسافر رايح جاى، وكان إجهاد عليّا كبير.
لعبت كرة القدم من أجل «الشهرة» وليس المال و600 جنيه أول راتب حصلت عليه من المقاولون
ماذا عن تجربتك مع الناشئين فى المقاولون، خاصة «صلاح» و«الننى»؟
- ريعو رئيس قطاع الناشئين وقتها أول من منحنى منصب المدير الفنى لفريق 15 سنة، الذى كان يضم محمد صلاح ومحمد الننى، وريعو قالى بالنص: «يا كابتن حمدى أنا بديلك الفريق، ده فريق تحت ١٥ فيه لعيبة موهوبة، وشايف إنه أحسن فريق تشتغل معاه»، واشتغلت مع الفريق موسمين وفى الموسم التانى محمد الننى انضم للفريق بعد لما الأهلى تركه، وكان معاه وقت الاختبارات فى النادى عمه عزت الننى، وقالى ده ابن ناصر الننى أخويا، هتعمل إيه معاه، فكلمنى أبوه، وبلغته إنى هعمله إقامة كاملة فى النادى، وتعالى وقع على عقود انضمامه، وبعد سنتين ابنك هيلعب فى منتخب مصر، والحمد لله خلال فترة صغيرة لعب فى المنتخب مع محمد صلاح، بعد ما صعدهما محمد رضوان إلى الفريق الأول مع على فتحى وشريف علاء.
ما أول راتب حصلت عليه من المقاولون؟
- كان ٦٠٠ جنيه مكافأة الوصول لنهائى كأس مصر، وكان مبلغاً كبيراً وقتها، وأنا دائماً لا أنظر للماديات، وكل ما تمنيته أن أبقى لاعب كرة مشهور وأهلى فرحانين بيّا، لأنى كنت بدور على الشهرة وليس على المال.
دربت «الننى» وقلت لوالده: «بعد سنتين سيكون فى المنتخب».. والخطيب لاعب كبير وأفضل منى
هل ترى أن الخطيب أفضل منك كلاعب؟
- الاعتراف بالحق فضيلة، الخطيب لاعب كبير يستحق أن يكون الأفضل، ولما كنت خارج مجال الكرة كنت بتفرج عليه، وكنت بستمتع لما بشوفه يلعب.
لماذا يظهر عليك الحزن أثناء الحديث عن الخطيب؟
- حزين لأن المدربين كان يجب عليهم أن يلعبونا مع بعض، وأوقات كتيرة جلست احتياطى بسبب الخطيب، وكنت واخد على خاطرى لأنى كنت فورمة عالية جداً، والمدرب الوحيد الذى منحنى الفرصة بجوار الخطيب هو طه إسماعيل فى الدورة الأفريقية بالجزائر، ولعبنا مباراتين بجوار بعض واستمتعنا كتير.
هل لديك علاقات شخصية بالفنانين؟
- الفنانين معظمهم أصدقائى وبيحبونى جداً، وأكثرهم المرحوم نور الشريف الذى تنبأ بأن أكون من أفضل لاعبى الكرة فى مصر، وقال حمدى نوح يعد أفضل لاعب من حيث التسليم والتسلم، ومحمود حميدة وأحمد عبدالعزيز ولطفى لبيب أصدقائى أيضاً.
حدثنا عن أبرز ذكرياتك مع نور الشريف؟
- نور الشريف فى بدايه فيلمه السراب كان بيصور مشاهد فى منطقة قايتباى، وهى مكان أثرى، والمكان الذى تربيت فيه، ولعبت معاه مباراة تنس طاولة، وشاهدنى وأنا ألعب فى المنطقة، وقالى: «انت هتكون من أفضل اللاعبين فى مصر وهتكون هداف كبير، لأنك تملك إمكانيات جيدة، شد حيلك واعتمد على نفسك وربنا يوفقك»، وأثناء وجوده فى قايتباى كان معاه تاكسى وبيتنقل بيه، وهو ماشى سلم عليّا، وقالى أنا رايح بولاق أحلق دقنى فى المنطقة اللى اتربيت فيها، وحسيت إنه إنسان أصيل وابن بلد وشهم.
كنت فى يوم من الأيام مدرب محمد صلاح.. ما رسالتك له؟
- محمد صلاح يستاهل كل خير، ولد شهم وأصيل، عنده وفاء لأهله ولبلده، وهو ماشى نحو هدف هيوصله لأنه ملاك النيل.
ما الموقف الذى لا تنساه عندما كنت مُدرباً لمحمد صلاح فى المقاولون؟
- أول يوم لصلاح فى المقاولون اتصل بى والده على رقمى الخاص، بالرغم من أنى لا أعرفه من قبل نهائياً، وأبلغنى أنه لم يتحدث مع أى حد فى النادى إلا أنا، وطلب منى أن أحرص على رعاية ابنه دائماً، وقال إنه مثل ابنك تمام، بعد هذه المكالمة دخل إحساس إلى قلبى لا أعلم من أين أتى بحب صلاح، لأنى بكيت من مكالمة والده، فأثناء وجوده كنت دايماً أخشى إصابته، وكنت أوفر له كل احتياجاته، وفى مرة أثناء التدريبات جالى صلاح وطلب منى أن أعلمه اللعب بالرجل اليمنى، لأنه كان يعتمد دائماً على اليسرى، وبالفعل علمته والآن الكل يشاهده وهو يحرز أهدافاً بقدمه اليمنى فى الدورى الإنجليزى، ومحمد صلاح لا ينادينى إلا بكلمة «بابا» وأبويا.
هل كنت قاسياً مع صلاح؟
- هو يعلم كثيراً أننى رغم شدتى معه فى بعض الأوقات أثناء معاقبته فى التدريبات لتعليمه، إلا أنى أحبه وهو يعلم ذلك، وبعتبره أحد أبنائى، وهو من عوض الظلم الذى تعرض له ابنى أحمد فى فريق الناشئين.
ما رسالتك لناشئى المقاولون؟
- الكرة نعمة، اهتموا بنفسكم وحسنوا أى نواقص عندكم، وأقول للمدربين خلى بالكوا من لعيبتكم، خصوصاً اللعيبة الموهوبة.
تعليقات الفيسبوك