محمد النني
يملك محمد النني، لاعب وسط المنتخب المصري، مسيرة طويلة في كرة القدم، بدأت بالانتقال «سيرًا على الأقدام»، ثم استخدام القطار للسفر إلى القاهرة للحاق بتدريبات الأهلي في سن الست سنوات، في أجواء صعبة يفتخر بها الفرعون المصري، انتهاءً باللعب ضمن صفوف أرسنال الإنجليزي، بل ويصبح أقدم لاعب موجود بالفريق، قبل إعلانه الرحيل رسميًا عن النادي.
بدأ النني مسيرته في كرة القدم في الأهلي في عمر ست سنوات، واستمر حتى الاستغناء عنه وهو في عمر 15 عامًا، ليبقى بدون نادي قبل أن ينضم سريعًا لنادي المقاولون العرب في فرق الشباب، ومنها يبدأ خطوات النجومية مع كرة القدم والانضمام للمنتخبات السنية المختلفة حتى التصعيد للمنتخب الأول.
صعد محمد النني للفريق الأول بالمقاولون، تحت قيادة محمد عامر المدير الفني آنذاك، في موسم 2010-2011 وكان عمره حينها 18 عامًا، إلا أن عامر سرعان ما رحل عن الفريق، وعُين حمزة الجمل الذي شارك معه النني أساسيًا في مباراة بتروجيت لأول مرة، وبدأ يلفت الأنظار له ولموهبته في مركز وسط الملعب.
لعب النني في موسم 2010-2011 ، 21 مباراة من أصل 30، بينها 3 مباريات برفقة منتخب الشباب في كأس الأمم الإفريقية، التي حل الفراعنة ثالثًا بها وتأهل لمونديال الشباب، قبل أن يصبح عنصرًا أساسيًا في كتيبة ذئاب الجبل برفقة رفيق دربه محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي.
لم يتوقف محمد النني عند التألق في الدوري فقط، بل امتدت لكأس مصر، والذي وصل مع الفريق لمباراة الدور نصف النهائي أمام إنبي، وسجل هدفًا في المباراة التي خسرها فريقه بضربات الترجيح بعد التعادل بهدفين لمثلهما، ليواصل اللاعب المصري الشاب وضع بصمته سواء مع منتخب الشباب أو الفريق الذي أهله للعب مع المنتخب الأول منذ 3 سبتمبر 2011 وكان عمره فقط 19 عامًا.
حينما كان النني لاعبًا في المقاولون العرب، سرد اللاعب في حوار مع الصحافة الإنجليزية بأن حلمه كان اللعب في «كامب نو» معقل نادي برشلونة الإسباني، مشيرًا إلى أنه لم يكن أحدًا يصدقه ودائمًا ما يسخرونه منه خاصة أنه في نادي يقع بمنتصف الجدول المصري، إلا أن الحلم أصبح حقيقة فزاره برفقة أرسنال فيما بعد.
توقفت الحياة الكروية في مصر بالنسبة للدوري بعد مجزرة بورسعيد، إلا أن الانضمام للمنتخب الأولمبي في أولمبياد لندن 2012، وصنعه هدفًا في مباراة البرازيل الافتتاحية التي خسرها المنتخب بثلاثية لهدفين، لفت إليه أنظار فريق بازل الذي ضمه في يناير 2013 ليلحق بصديقه محمد صلاح في تجربته الاحترافية.
استمر النني مع بازل حتى عام 2016، لعب مع الفريق 144 مباراة، وسجل خلالها 10 أهداف وصنع 8 آخرين، وتوج بأربعة ألقاب للدوري السويسري، ليلتقطه الفرنسي أرسين فينجر، المدير الفني السابق لأرسنال في يناير 2016 في صفقة كلفت النادي 12.5 مليون يورو.
ويفسر فينجر اختيار النني للانضمام لأرسنال بأن لعبه في بازل منحه خبرة جيدة في الدوريات الأوروبية ولن يحتاج وقتًا للتأقلم، هذا بالإضافة لكونه صغير السن فلا يزال - وقتها - عمره 23 عامًا، ووصفه باللاعب متنوع القدرات بإجادته اللعب في مركز الوسط المدافع بالإضافة لمركز البوكس تو بوكس.
ويواصل مدرب أرسنال السابق وصفه لمحمد النني بأنه لاعب ذكي ورشيق ومنضبط سلوكيًا، ولديه قدرة على اللعب من لمسة واحدة، بالإضافة أن لديه إمكانيات تؤهله للعب في أكبر الأندية، ومن ثمّ لديه القدرة على اللعب في الدوري الإنجليزي، كما يملك رؤية جيدة، مشيرًا إلى أنه تابعه لمدة عام كامل في مبارياته مع بازل وتابع تطوره.
في أول مباراة أوروبية للنني مع أرسنال سجل خلالها هدفًا رائعًا أمام برشلونة، هي باكورة أهدافه مع الفريق، ليبدأ سلسلة التألق التي أبهرت فينجر بأدائه مع الفريق، بأنه لاعب متعدد المواهب ومنضبط تكتيكيا في الملعب ودائم نقل الكرة للأمام.
استمر النني في أرسنال منذ هذا التاريخ، لم يخرج سوى للإعارة في موسم 2019-2020، في ظل الابتعاد عن المشاركة مع الإسباني يوناي إيمري في الموسم الذي قضاه مع الفريق، وفي ظل استمراره مع الفريق كان لا بد البحث عن تجربة جديدة ورحل لنادي بشتكاش، وما هي إلا 3 أشهر حتى رحل إيمري عن منصبه، وجرى التعاقد مع ميكيل آرتيتا، نجم أرسنال السابق في منصب المدير الفني.
عاد النني لصفوف أرسنال في موسم 2020-2021، ولعب مع أرتيتا 72 مباراة، وغاب عن مباريات كثيرة بسبب الإصابات التي لحقت به وأبعدته عن المنتخب في فترات طويلة، إلا أنه كان محببًا لأرتيتا الذي دائمًا ما كان يشيد به خاصة في السبع مباريات الأخيرة من الموسم قبل الماضي 2021-2022، والتي نال فيها لقب أفضل لاعب في إحدى المباريات.
طوال مسيرته مع أرسنال لعب النني 161 مباراة، نجح خلالها في تسجيل 6 أهداف وصناعة 10 آخرين، وحقق مع الفريق لقب كأس الاتحاد الإنجليزي مرة وحيدة ولقب الدرع الخيرية مرتين، وكان قريبًا من لقب الدوري الأوروبي والتي خسرها الفريق لصالح تشيلسي عام 2019.
تعليقات الفيسبوك