"الوطن سبورت" يرصد تفاصيل أزمة كتالونيا: إصابة 336 من النازحين و11 من الشرطة ومطالبات برحيل "بارتوميو"
04:48 م | الأحد 01 أكتوبر 2017
جمهور برشلونة
أصيب نحو 336 شخصا على الأقل من بينهم 11 من عناصر الشرطة جراء الاشتباكات التى اندلعت، بين قوات الأمن الإسبانية والراغبين في الإدلاء بأصواتهم على استفتاء إنفصال إقليم كتالونيا تزامنا مع اقتحام عددا من مراكز الاقتراع ومصادرة لبعض الصناديق والبطاقات الانتخابية اثناء التصويت على الاستفتاء الذي تعتبره الحكومة في مدريد "غير شرعي".
وفي آخر استعراض للقوة، نشرت عددا من وسائل الإعلام لقطات حية لقوات الشرطة وهي تحاول تفريق الناخبين ومنعهم من دخول مراكز الاقتراع باستخدام الرصاص المطاطى ما أسفر عن إصابة نحو 38 شخصا من أنصار الانفصال اثناء محاولاتهم التصويت على الاستفتاء، فيما أعلنت الداخلية الإسبانية إصابة 11 أخرون من عناصر الشرطة، بالإضافة إلى تعرض العديد من العناصر الأمنيين للرشق بالحجارة.
كما قامت مجموعة من القوات الإسبانية بسحل عددا من الناخبين وتمزيق ملابسهم، حسبما ذكرت قناة "سكاى نيوز" الأخبارية.وأقتحمت شرطة مكافحة الشغب بالقوة، مركز الاقتراع "جيرونا" حيث سيدلي كارليس بيجديمونت رئيس كتالونيا بصوته، وأظهرت بعض المشاهد التلفزيونية أفراد الشرطة المسلحة، اثناء تحطيمهم باب الدخول إلى المركز الرياضي الذي تم اختياره كمكتب اقتراع.
وبالرغم من ذلك، تمكن رئيس الإقليم الكتالوني، من الإدلاء بصوته في الاستفتاء، منددا بـ"العنف غير المبرر" من جانب الشرطة في برشلونة لتفريق الناخبين.وصرح بيجديمونت للصحفيين أن "الاستخدام غير المبرر للعنف لن يعطل إرادة الكاتالونيين"، مشيرا إلى أن "الضرب بالهراوات واستخدام الرصاص المطاطي والاعتداءات من دون تمييز على اشخاص يتظاهرون سلميا.. أمرا غير مقبول".
في المقابل، طلب إنريك ميللو ممثل الحكومة الاسبانية في كتالونيا، أمس، من حكومة الإقليم وضع حد لـ"مهزلة" الاستفتاء على الاستقلال الذي تدخلت الشرطة لمنعه.وقال ميللو في مؤتمر صحافي أن "رئيس كتالونيا وفريقه وحدهم مسؤولون عن كل ما حدث وكل ما يمكن أن يحدث جراء الاصرار على الاستفتاء".
مشيرا إلى أن إصرار حكومة الإقليم على إجراء استفتاء الانفصال، دفع الحكومة المركزية في مدريد إلى القيام بما لا ترغب به، مضيفا أن عناصر الشرطة لم تعتدى على سكان الإقليم، ولكنها اكتفت بمصادرة الصناديق والبطاقات، وعرقلت وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع.
وعقب انطلاق التصويت، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، أن الشرطة بدأت مصادرة العشرات من صناديق الاقتراع ونحو 2.5 مليون بطاقة انتخابية على استفتاء انفصال كتالونيا الذي حظره القضاء.
وقالت الوزارة في تغريدة: "هذه هي الصناديق والبطاقات الأولى التي صادرتها الشرطة في برشلونة"، مؤكدة أن رجال الشرطة يواصلون انتشارهم في كتالونيا، مؤكد أن استفتاء الانفصال "فقد صلاحيته تماما".
بدورها، أعلنت حكومة كتالونيا، أن الاستفتاء على استقلال المنطقة سيمضي قدما، مؤكدة أن السلطات أقامت 2300 مركز اقتراع لإتاحة التصويت لنحو 5.3 مليون كتالوني.
وذكر المتحدث باسم الحكومة جوردي تورول في مؤتمر صحافي "الحكومة اليوم في موقع يسمح لها بالتأكيد اجراء الاستفتاء على تقرير المصير، ليس كما نريد ولكن سيكون له ضمانات ديموقراطية".
وأوضح تورول، أن السلطة التنفيذية في كتالونيا لديها احصاءات شاملة، ويمكن للناخبين التصويت على الاستفتاء في أي مكان داخل الإقليم، حتى عبر بطاقات طُبعت في المنازل ودون ظرف، مؤكدا أن 73% من مراكز الاقتراع في الإقليم ما زالت مفتوحة، رغم تدخل قوات الأمن الإسبانية لإغلاقها وعرقلة الاستفتاء.
وذكرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية، أن الحكومة الاسبانية أعلنت أمس "إلغاء" استفتاء كتالونيا، مبررة اتخاذها الخطوة النهائية لمحاولة منع التصويت في أغنى مناطق إسبانيا.
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس، أن إقبال الآلاف بمن فيهم كبار السن والشباب على مراكز الاقتراع للاستفتاء على الانفصال يعد دليلا استثنائيا على عزم المواطنين هناك على مواجهة التهديد المستمر من جانب الحكومة الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مواطني كتالونيا استخدموا قبيل الاستفتاء الجرارات لمنع وصول الشرطة إلى بعض البلديات الريفية حتى يمكن الاستمرار في عملية التصويت.
وفي وقت سابق، كانت السلطات الإسبانية، أعطت لأفراد الشرطة تعليمات لتجنب استخدام القوة، وإخلاء المدارس من الناشطين الذين يشملون الآباء وأبناءهم ممن بقوا في هذه المباني بعد نهاية الدراسة الجمعة الماضية، على أمل ضمان استخدامها كمراكز اقتراع، وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.
وكان قد تظاهر الألاف مساء أمس أول، في برشلونة ملوحين بالأعلام الكتالونية والإسبانية والأوروبية احتجاجا على إقامة استفتاء كتالونيا، وهتف المتظاهرون في الشوارع: "نحن أيضا كتالونيون" في وقت احتمى البعض من الأمطار تحت علم كبير لإسبانيا، كما ردد بعضهم أيضا "بويجدمونت إلى السجن" في إشارة إلى رئيس حكومة كتالونيا.
ويتواجد عدد كبير من جماهير النادي الكتالوني خارج ملعب كامب نو، حاليا، أثناء مباراة برشلونة ولاس بالماس، التي تلعب بدون جمهور، للتنديد بما يحدث ضد متظاهري كتالونيا من قبل الشرطة وللمطالبة برحيل جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس النادي، الذي وافق على إقامة المباراة.
تعليقات الفيسبوك