رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

«تقنية الفيديو» بين مؤيد ومعارض في الدوريات الأوروبية واتجاه للتطبيق في مونديال روسيا

10:54 م | السبت 27 يناير 2018
«تقنية الفيديو» بين مؤيد ومعارض في الدوريات الأوروبية واتجاه للتطبيق في مونديال روسيا

تقنية الفيديو

شهدت الملاعب الإنجليزية حدثا تاريخيا بتطبيق الاستعانة بتقنية الفيديو لأول مرة خلال مباراة برايتون أمام كريستال بالاس في كأس الاتحاد الإنجليزي، التي لعبت الاثنين الماضي، رغم كونها استخدمت في بطولتي الدوري الإيطالي والألماني وهناك اتجاه لتطبيقها في مونديال روسيا 2018.

واستخدم الاتحاد الإنجليزي تقنية الفيديو خلال مباراتين وديتين لمنتخب إنجلترا، لكنها طبقت  لأول مرة في بطولات الأندية في مباراة برايتون وكريستال بالاس، حيث يرغب الاتحاد الإنجليزي في تقليل الأخطاء التحكيمية قدر المستطاع، حيث سيتم تجربة تطبيق التقنية خلال مواجهة اليوم، قبل الاستعانة بها في مباراة ديربي لندن بين أرسنال وتشيلسي في كأس الرابطة.

ويعتبر تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد في كرة القدم الإنجليزية أمرا لتوضيح وشرح بعض الأحداث في المباراة بهذه اللغة التقنية والفنية الغريبة، وكانت تقنية حكم الفيديو المساعد فاشلة في تجربة مساء الأربعاء الماضي في ملعب «ستامفورد بريدج» معقل تشيلسي، عندما كانت هذه التقنية تستخدم للمرة الثالثة فقط في ملاعب كرة القدم الإنجليزية.

وشهدت مباراة ليستر سيتي ضد فليتوود تاون بدور الـ64 من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، أول هدف محتسب عن طريق تقنية حكم الفيديو في الملاعب الإنجليزية. وكان الحكم المساعد في المباراة رفع رايته معلناً حالة تسلل على المهاجم النيجيري الدولي في الهدف الثاني، قبل أن يقرر جون موس حكم الساحة اللجوء إلى الفيديو من أجل التأكد من صحة الحالة. وبعد العودة للفيديو، أشار موس إلى صحة الهدف، ليصبح أول هدف محتسب عن طريق تقنية الفيديو في الملاعب الإنجليزية.

وهناك شعور بالشك من جدوى هذه التجربة ونجاحها في تقليل أخطاء الحكام بصورة كبيرة. وفي ملعب «ستامفورد بريدج»، كان هناك شعور بالملل، حينما ترى الكل ينتظر مشاهدة الإعادة التلفزيونية من أجل اتخاذ القرار الصحيح، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفقد اللعبة إثارتها وسلاستها ومتعتها.

ونرى اليوم في مباراة ليفربول ووست بروميتش  في لقاء دور الـ32 من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي أن استخدام تقنية الفيديو كان مؤثرا في النتيجة، لاسيما أن حكم اللقاء اضطر لإلغاء هدف لوست بروميتش بعدما لجأ لمشاهدة الفيديو، كما احتسب ضربة جزاء لليفربول عن طريق تقنية الفيديو بعدما تعرض محمد صلاح للشد داخل المنطقة، وفي لقطة الهدف الثالث لوست بروميتش في الريدز اضطر الحكم مرة أخرى للجوء لتقنية الفيديو للتأكد من صحة الهدف.

وتتعرض الحكام في إنجلترا للعديد من الانتقادات في الآونة الأخيرة كان آخرها من جانب أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال، حيث أكد فينجر أن استخدام تقنية الفيديو باتت ضرورية ولكنها بحاجة لأن تكون أسرع في استخدامها بدلا من وقوف الحكام على الخط الجانبي لمشاهدة اللقطة في الشاشة، قائلا: "الأمر ضروري لأنها يمكنها مساعدة الحكام والتأثير بشكل أكبر.. ولكن لا يجب أن يسير إلى أطراف الملعب لمشاهدة الشاشة والمشجعون يتجمدون في مكانهم بانتظار القرار، ليس هذا ما نريده وإن كان ذلك ما سيستمر فأنا ضده".

وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو أشاد باستخدام تلك التقنية في بطولة كأس القارات التي أقيمت بروسيا العام الماضي، حيث أشار إلى أنها حققت نجاحا كبيرا رغم تسببها في إثارة الارتباك لدى الجماهير واللاعبين.

وفي بطولة الدوري الألماني، كانت ردود الفعل بشأن استخدام تقنية الفيديو في مباريات الدوري الألماني مختلفة ما بين مؤيد ومعارض لها، غير أن الحكم البريطاني السابق ديفيد إيليري، الذي يشغل منصب المدير التقني لإيفاب، صرح بأن التجارب التي أجريت في جميع أنحاء العالم حققت نجاحا جيدا.

من ناحيته شدد مارتين جلين الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي للعبة وعضو إيفاب، على أهمية عدم تدخل نظام حكم الفيديو المساعد كثيرا وأن يتم توحيد متطلبات التدخل دوليا. وشهد الدوري الألماني انتقادات حادة في ما يتعلق بتفاوت المعايير التي يجرى فيها استخدام النظام لحسم القرارات التحكيمية، وكذلك الأخطاء المتكررة التي يشهدها التطبيق التجريبي للنظام في مباريات المسابقة حاليا.

ويتم استخدام تكنولوجيا حكم الفيديو المساعد في الحالات المثيرة للجدل في ما يتعلق بالأهداف وضربات الجزاء والبطاقات الحمراء، أو في حالة الخطأ في التعرف إلى هوية اللاعبين.

وعارض السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) استخدام تقنية الفيديو في التحكيم خلال مباريات كأس العالم 2018 المقررة بروسيا، في ظل المشكلات التي شهدها التطبيق التجريبي لنظام حكم الفيديو المساعد في دول من بينها ألمانيا.

وقال بلاتر: "لا يفترض استخدام كأس العالم كحقل تجارب لمثل هذا التدخل الكبير في اللعبة".

وسيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن استخدام تلك التقنية من عدمه خلال الاجتماع العام لإيفاب المقرر عقده في الثاني من مارس القادم، وفي حال تصويت الاتحاد لصالح تلك التقنية، فإنه سيمهد الطريق لاستخدامها خلال نهائيات كأس العالم التي من المقرر أن تقام بروسيا الصيف المقبل، ويمكن لاتحادات الكرة في البلدان المختلفة بعد ذلك أن تقرر بصورة فردية ما إذا كان ينبغي عليها إدخال هذا النظام أم لا.

واستخدمت التقنية بشكل واسع هذا الموسم على مستوى الدوريات الأوروبية خاصة بعد ظهورها في الدوريين الألماني والإيطالي.