أرسنال وسيسكا موسكو.. حرب «الجواسيس» يتصدر صراع الإنجليز والروس بالدوري الأوروبي

أخبار متعلقة

«ويلبيك» يسجل ثالث أهداف أرسنال أمام ميلان

بالفيديو| أرسنال إلى ربع نهائي الدوري الأوروبي بثلاثية في ميلان في حضور «النني»

«كوكلين» ينقذ «النني» من الإطاحة خارج «أرسنال»

قرعة ربع نهائي الدوري الأوروبي| أرسنال «النني» يواجه سيسكا موسكو.. وأتليتكو يلتقي لشبونة

أوقعت قرعة ربع نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم "اليوروباليج" نادي أرسنال الإنجليزي في مواجهة مثيرة أمام فريق سيسكا موسكو الروسي.

ورغم أن المواجهة تبدو سهلة على الورق لكن تاريخ الجانرز أمام فرق روسيا لا يدعو للتفاؤل، خاصة أن الفريق الإنجليزي لعب 8 لقاءات أمام الفرق الروسية في كل البطولات الأوروبية، حيث حقق الفوز في لقاءين، وخسر 4 مواجهات، فيما حسم التعادل لقاءين.

والتقى أرسنال مع سيسكا موسكو مرتين، وفشل الجانرز في الفوز على سيسكا فيهما، حيث نجح الفريق الروسي في الفوز بمباراة 1-0، بينما تعادل الفريقين في المباراة الأخرى سلبيا.

ويطمح كلا الفريقين في تحقيق الفوز في مجموع اللقاءين لخطف بطاقة العبور للدور نصف النهائي من البطولة، لكن بغض النظر عن هذه الدوافع التي تراود الفريقين فإن لقاء إنجليزي بروسي يعيد الأذهان قصة سياسية تعكس الصراع المستمر بين الإنجليز والروس والتي بلغت حدتها في الأونة الأخيرة، بعد تهديدات من الجانب الإنجليزي بمقاطعة مونديال روسيا 2018 وعدم خوضه رغم أنها متأهله لكأس العالم.

وتعود قصة الصراع الإنجليزي الروسي لنوفمبر 2006، في زيارة سيسكا الأخيرة لملعب الإمارات، معقل الجانرز، وتواجه الفريقان بدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا وحسم التعادل السلبي نتيجة اللقاء، لكن عقب هذه المواجهة عثر خلالها على مادة البولونيوم 210 السامة في إحدى العمليات الجاسوسية بين روسيا وإنجلترا، وفي هذه المباراة تواجد أندري لوجوفوي المتهم الأول في حادثة اغتيال الجاسوس السابق، أليكساندر ليتفينيكو، حيث وضع له مادة البولونيوم المشعة في كوب شاي تناوله يوم اللقاء.

التحقيقات أكدت فيما بعد أن تلك المادة وجدت في العديد من المنشآت بملعب الإمارات، وذلك عن طريق لوجوفي وشريكه في العملية ديميتري كوفتون، لكنه ذلك لم يمنع ليتيفينكو من الموت، حيث توفي بالمستشفى عن عمر يناهز 43 عاما، وثبت أن الشاي الذي تناوله هو السبب في إصابته بالتسمم، وكانت التدخلات السياسية سيد الموقف، بعدما سارع توني بلير رئيس الوزاء الإنجليزي، وقتها لتهدئة الأوضاع وأكد أن بريطانيا لن تقم باستجواب أو اعتقال المتهمين، وستقوم بتسليمهم لروسيا.

المدعي العام الروسي رد على تصريحات بلير، ليؤكد أن المادة المستخدمة في الاغتيال لا تصنع بروسيا مما يثير الشكوك حول تدخل إنجليزي.

انتهت هذه المعركة أمام وسائل الإعلام، لكن بين رجال الساسة وصناع القرار داخل الدولتين لم يكن لينتهي ذلك، خاصة أن إنجلترا، حاليا، تقود «الأعين الخمس» لمقاطعة بطولة كأس العالم 2018 رداً على محاولة قتل عميلها المزدوج فى موسكو وتقف أستراليا وبولندا واليابان إلى جانب الدولة الإنجليزية، حيث أشارت وسائل إعلام بريطانية إلى احتمال انسحاب المنتخب الإنجليزى من البطولة، حال تأكد وقوف موسكو وراء محاولة قتل الجاسوس الروسى المزدوج، سيرجى سكريبال.

وكان العميل الروسى سيرجى سكريبال، الذى عمل لصالح الاستخبارات البريطانية، قد تعرّض هو وابنته لهجوم بغاز الأعصاب فى مدينة سالزبرى جنوبى إنجلترا الأسبوع الماضى، وسيرجى فيكتوروفيتش سكريبال، ولد فى 23 يونيو 1951 هو ضابط سابق فى الجيش الروسى أدين بالتجسس لصالح المملكة المتحدة، ووفقاً للادعاء الروسى، بدأ سيرجى العمل لصالح خدمة الاستخبارات السرية (إم آى 6) البريطانية فى أواخر التسعينات، وحصل على عفو من الرئيس ديميترى مدفيديف، وسُمح له بمغادرة روسيا فى إطار صفقة تبادل عملاء.

وزاد من الدعوة لمقاطعة إنجلترا لمونديال روسيا بعدما عثر المحققون المشرفون على التحقيقات الجارية فى قضية تسميم العميل الروسى المزدوج وابنته يوليا، بمركز تسوق بمدينة سالزبورى البريطانية، على آثار للعامل المشل للأعصاب، الذى استخدم فى تسميم ضابط المخابرات الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته فى مطعم تناولا فيه الطعام.

وشدد وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون على أن بلاده سترد بحزم حال تبين وقوف موسكو وراء تسميم العميل الروسى المزدوج، وقال جونسون فى كلمة بالبرلمان البريطانى: رغم أنه سيكون من الخطأ الحكم مسبقاً على التحقيق، فيمكننى طمأنة المجلس أنه إذا ظهرت أدلة تدل على مسئولية دولة ما، فحكومة صاحبة الجلالة (بريطانيا) سترد بشكل قوى فى اتجاهات مختلفة.

ومن جانبها، ردت وزارة الخارجية الروسية على تهديد بريطانيا بمقاطعة كأس العالم لكرة القدم 2018 بسبب الجاسوس الروسى السابق فى إنجلترا، وقالت: «المقاطعة ستلحق الضرر بالعلاقات مع موسكو وستؤثر على الرياضة العالمية» وتابعت الوزارة فى بيان لها: «نريد التأكيد مجدداً أن مثل هذه البيانات الاستفزازية التى تغذى المشاعر المناهضة لروسيا لا تؤدى إلا إلى تعقيد العلاقات بين دولتينا، وهى ضربة للرياضة العالمية».

واليوم نجد قرعة اليوروباليج أوقعت الإنجليز مع الروس في ربع نهائي البطولة، فماذا تحمل هذه المباراة لرجال الساسة في الدولتين قبل معرفة نتيجتها في حسم أي من الفريقين لبطاقة التأهل للدور المقبل.