رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ملف| "مافيا المراهنات".. جرائم التلاعب بنتائج المباريات وتورط النجوم

11:39 ص | الجمعة 10 أبريل 2015
ملف|

تقول الوثائق المتاحة لجهاز البوليس الدولي "الإنتربول" إن هناك من بين 300 إلى 400 شركة منتشرة حول العالم تعمل في نظام المراهنات عبر آلاف المواقع، وأغلبها شركات "غير شرعية"، وأن أول ظهور لعملية المراهنات كان في إنجلترا قبل أكثر من 90 عامًا، وإن أكدت إحدى الوثائق التاريخية الخاصة بـ"مافيا بيع المباريات والتلاعب في نتائجها" أن أول فضيحة تلاعب في هذا الشأن عرفها العالم حدثت قبل 99 عامًا من الآن وتحديدًا عام 1915، تورط فيها الناديان الإنجليزيان العملاقين ليفربول ومانشيستر يونايتد في أول فضيحة مراهنات، وجاء التلاعب في نتيجة المباراة لمصلحة مانشيستر يونايتد، لإنقاذه من الهبوط في هذا الموسم.

ونجحت تلك الشركات في تحقيق أرباح مالية خيالية، ما دفع البعض إلى تكوين عصابات دولية تعرف حاليًا باسم "مافيا المراهنات"، ولفتت وثائق "الإنتربول" إلى أن أكثر من 40 ألف مباراة في العالم تخضع نتيجتها للتلاعب، وفقًا لما أكدته شركة "سبور ترادار" ومقرها العاصمة الإنجليزية لندن، خصوصًا المباريات المتعلقة بدوري الدرجات الثانية والثالثة والرابعة في أوروبا، كذا مباريات الشباب، ويبلغ حجم الاستثمار في مجال المراهنات نحو تريليون دولار، أي ألف مليار دولار.

واعترف محقق جنائي سابق في ألمانيا وهو مسئول حالي بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ويدعى رالف فوتشكي بصعوبة ملاحقة ومكافحة "مافيا المراهنات"، مؤكدًا أن الأمر بات مستحيلًا مع تطور وسائل الاتصال، وتنوع طرق المراهنات، لافتًا إلى أنه من السهل الإيقاع بشركة من خلال رصد الاتصالات الهاتفية بين مسئوليها والمتورطين في الفضائح، مشيرًا إلى نجاح "الإنتربول" في الإيقاع بعدد من تلك الشركات من خلال تسجيلات بالصوت والصورة، فيما تعتمد المافيا على اللقاءات والاتفاقات السرية.

واعترف أحد زعماء تلك المافيا وهو السنغافوري سيفا كومار ماداسامي أنه لا يمكن القضاء على تلك المافيا، وأن ما يتم الكشف عنه من جرائم لا يمثل 10% من حجم النشاط، لافتًا إلى أن أرباح التلاعب في نتائج المباريات أكبر من الإتجار في المخدرات، فيما اعترف المدعي العام الألماني أندرياس باخمان أن مافيا المراهنات خارجة عن السيطرة.

- الجريمة الأخيرة

آخر الجرائم التي تم الإعلان عنها بشأن فضائح المراهنات، كان بطلها المكسيكي خافيير آجيري المدير الفني للمنتخب الياباني الذي أعلن الاتحاد الياباني بقاءه في منصبه، رغم الاتهامات الموجهة إليه بشأن مشاركته في فضيحة التلاعب بنتائج مباريات الدوري الإسبانى "الليجا"، وتحديدًا مباراة ريال سرقسطة وليفانتي عام 2011، والتي انتهت بفوز سرقسطة، بنتيجة أبقت الفريق ضمن دوري الأضواء.
ومن المنتظر أن يمثل آجيري، المدير الفني السابق لريال سرقسطة، أمام المحكمة في فبراير المقبل بشأن هذه القضية.
وجاء الإعلان عن الإبقاء على المدرب المتهم ليثير غضب الرأي العام في بلاد الساموراي، بعدما أبدى الكثيرون غضبهم من تستر اتحاد الكرة في بلادهم على متهم.

- رصاصات المافيا تقتل النجوم

على مدار التاريخ، سقط العديد من نجوم الكرة في العالم ضحية رصاصات غدر رجال المافيا، الذين انتقموا من أبرياء لأنهم كانوا سببًا في خسائرهم، ولعل المدافع الكولومبي أندرياس إسكوبار، هو أشهر من سقط من نجوم الكرة برصاص غدر المراهنات، حيث أطلق عليه 12 رصاصة أثناء وجوده في حانة ببلاده عقب تسببه دون قصد في خسارة منتخب بلاده أمام أمريكا في كأس العالم 1994 بعدما سجل بالخطأ في مرماه.
وأخيرًا.. اهتزت كوريا الجنوبية على وقع انتحار مدرب ولاعبين بعد الكشف عن تورطهم في فضائح مراهنات، حيث ذكرت تقارير إعلامية في كوريا الجنوبية في أبريل الماضي أن الشرطة المحلية عثرت على جثة اللاعب لي جيونج هوان، الذي عوقب بالإيقاف مدى الحياة منتحرًا، بسبب تورطه في فضيحة كبيرة للتلاعب في نتائج مباريات كرة القدم.
وتزامن وقتها العثور على مدرب سابق ولاعب آخر سابق ميتين، ويشتبه في انتحارهما، وذلك في أسوأ فضيحة في تاريخ مسابقة الدوري الكوري.

- نجوم متورطون

جاء الإعلان عن تورط أغلى لاعب عربي في التاريخ، وهو المغربي مهدي بن عطية، المحترف حاليًا في بايرن ميونيخ الألماني، في فضيحة تلاعب اتهم فيها، وقت أن كان لاعبًا في إيطاليا، ومن قبله النجم الأسطوري مارادونا وقت أن كان لاعبًا في نابولي الإيطالي.
رغم مرور 9 أعوام كاملة على فضيحة التلاعب في نتائج مباريات الدوري الإيطالي عام 2006 الشهيرة بلقب فضيحة "كالتشوبولي"، فإن هناك عدة أسماء للاعبين إيطاليين ترددت في الآونة الأخيرة، ضمن التحقيقات الخاصة بالكشف عن باقي الأعضاء، وهم الحارس جانلويجي بوفون والمدافع السابق فابيو كانافارو ولاعب الوسط جينارو جاتوزو.
وسائل الإعلام الإيطالية، أكدت وجود تسجيل لمكالمة هاتفية لأحد المتورطين في الفضيحة، وذكر خلالها أسماء الثلاثي المتوج مع إيطاليا بكأس العالم 2006، لكن دون الإشارة الصريحة إلى تورطهم في وقائع بعينها.
نيكولا سانتوني المعد البدني لفريق رافينا، قال في المكالمة حسب وسائل الإعلام الإيطالية: "كرة القدم زائفة، مشيراً إلى أن لاعباً مثل بوفون يُقامر بمبلغ يتراوح ما بين 100 ألف و200 ألف يورو شهرياً"، في حين أكد المحققون أنه حتى الآن لا تتوافر أدلة كافية ضد بوفون أو كانافارو أو جاتوزو.
تعود تفاصيل فضحية "كالتشوبولي" لعام 2006، لتعمد تغيير نتائج مباريات في "الكالتشيو"، وأدت إلى تجريد فريق يوفنتوس من لقبين للدوري وصدور قرار بهبوطه للدرجة الثانية، بالإضافة إلى خصم نقاط من فرق أخرى آخرها أتالانتا، وأُعيد فتح قضية المراهنات أخيراً، التي تورط فيها لاعبون مشاهير مثل جوزيبي سينيوري بجانب حكام وإداريون صدرت ضدهم أحكام بالسجن مثل لوتشيانو موجي مدير عام يوفنتوس السابق.
فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التركية، بدأت في صيف 2011 حيث تم اكتشاف أن هناك نحو 19 مباراة قد تم التلاعب بنتائجها، وقد تورط بهذه الفضيحة العديد من اللاعبين والمدربين الكبار والمدربين، وقد نتج عنها إيقاف وحرمان نادي فنربخشة من دوري أبطال أوروبا وحل بدلاً منه طرابزون سبور.
فضيحة نادي مارسيليا. في عام 1993 جاءت هذه الفضيحة نتيجة تورط بيرنار تابيه رئيس النادي الفرنسي بفضيحة تلاعب في المباريات، ما جعل الفريق يهبط إلى الدرجة الثانية ويحرم من المجد الكبير وقتها عندما كان مرسيليا أول فريق فرنسي يحرز دوري أبطال أوروبا.
فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في اليونان عام 2010. هزّت هذه الفضيحة أركان الكرة اليونانية، عندما كشف نائب بالبرلمان عن لائحة بـ27 مباراة متلاعبًا بها، وقد كان الاتحاد الأوروبي هو أول من لفت نظر الاتحاد اليوناني عن وجود تلاعب بـ6 مباريات وتطال 12 ناديًا، لكن الفضيحة كانت أكبر بكثير.
فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في كوريا الجنوبية 2011. بدأت هذه الفضيحة في يونيو، حيث حصل عدد كبير من اللاعبين على أموال من شركات مراهنات بهدف التلاعب بالمباريات، وكان من بينهم لاعبون دوليون، وقد هددت السلطات الكورية وقتها بإلغاء دوري كرة القدم في البلاد في حال لم تتمكن السلطات من السيطرة على الموضوع، لأن المسألة بدأت تخرج عن السيطرة نتيجة ارتفاع عدد المتورطين، حيث وصلت إلى مفاصل كرة القدم الكورية.
فضيحة التلاعب بالنتائج في كرة القدم الألمانية عام 2005. جاءت هذه الفضيحة كضربة قاسية لألمانيا قبيل كأس العالم التى كانت على وشك تنظيمها عام 2006، ووقتها تم اكتشاف أن الحكم الشاب روبيرت هويزة قد تلاعب ببعض نتائج المباريات التي حكمها، بعد أن قبض أموالاً من المافيا الكرواتية لترتيب بعض مباريات الدرجات الدنيا. وهي الفضيحة التي سبقتها فضيحة ألمانية أخرى عام 1971. في هذه الفضيحة تم اكتشاف أن نادي شالكة تعمد الخسارة أمام أرمينيا بيليفيد بهدف مقابل لا شيء، وقد نتج عن هذه الفضيحة إيقاف عدد من لاعبي شالكة وقتها مدى الحياة منهم كلاوس فيتشر وستان ليبوا وكانا من الدوليين، وقد عاني الفريق كثيراً بعدها حتى استطاع استعادة ثقة مشجعيه.
فضيحة التلاعب بنتائج الدورى اللبناني مارس 2013. شهد الدوري اللبناني أزمة غير مسبوقة إثر الكشف عن شبكة من لاعبي كرة القدم تورطوا في مراهنات مالية، أدت إلى التلاعب بنتائج العديد من مباريات المنتخب الوطني. وكشفت لجنة تحقيق نهائية عن تورط 24 لاعبًا وإداريًّا في المنتخب موزعين على معظم الأندية، أشهرها العهد والنجمة والأنصار، وبناء عليه، قرر الاتحاد اللبناني إيقاف اللاعبين في المنتخب الوطني، رامز ديوب ومحمود العلي، والإداري فادي فنيش عن اللعب مدى الحياة، وتغريم كل منهم 15000 دولار أمريكي.
أما بقية المتورطين، فتراوحت عقوباتهم بين الإيقاف لفترات محدودة ودفع غرامات مالية بين 2000 دولار و7000 دولار.

تعليقات الفيسبوك

«رفض يقعد دكة لشوبير».. شلبي يكشف كواليس استبعاد الشناوي

الأكثر قراءة

تطورات جديدة بشأن موقف ثنائي الزمالك من الاستمرار