مونديال 1954
نقلاً عن العدد الورقي
وقع الاختيار على الدولة السويسرية من جانب الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» لاستضافة مونديال 1954 كونها الدولة الوحيدة التى تقدمت للحصول عليها، وأقيمت فى الفترة من 16 يونيو من عام 1954 حتى 4 يوليو من نفس العام، وبمشاركة 16 دولة من 4 قارات مختلفة، وبلغ عدد مبارياتها 26 مباراة، وما ميز تلك النسخة من المونديال إقامة بطولة كأس العالم ولأول مرة على الأراضى الأوروبية بعد انتهاء كارثة الحرب العالمية الثانية خلال الفترة من عام 1939 حتى 1945، وذلك بعد توقف دام طويلاً لتلك البطولة بسبب ويلات تلك الحرب.
وشهدت نسخة 54 من المونديال العديد من الأحداث والتغييرات الكبيرة فى نظام تلك البطولة، والتى كان أهمها على الإطلاق اتفاق المحامى الفرنسى جول ريميه، الرئيس الثالث للاتحاد الدولى لكرة القدم، و(صاحب إحياء وتنفيذ كأس العالم) مع باقى مسئولى «فيفا» على زيادة أعداد المنتخبات المشاركة فى تلك النسخة إلى 16 منتخباً تقسم على أربع مجموعات، ومن ثم يتأهل صاحبا المركز الأول والثانى من كل مجموعة إلى دور الثمانية من البطولة، ثم يتم العمل بعد ذلك بنظام خروج وإقصاء المغلوب حتى نهائى البطولة.
مرحلة التصفيات
تأهلت سويسرا تلقائياً لتلك النسخة من البطولة بصفتها الدولة المستضيفة، كما تأهل منتخب أوروجواى تلقائياً بصفته حامل لقب نسخة كأس العالم عام 1950، وتأهل 11 فريقاً أوروبياً لتلك النسخة من البطولة، إذ تأهلت منتخبات ألمانيا الغربية، إيطاليا، المجر، النمسا، إنجلترا، بلجيكا، وتركيا، تشيكوسلوفاكيا، اسكتلندا، سويسرا، فرنسا، يوغوسلافيا، وهى الفرق الأوروبية التى نجحت فى التأهل للبطولة من بوابة التصفيات الأوروبية المؤهلة لتلك النسخة المونديالية، والتى شهدت حصول آسيا، وأمريكا الجنوبية، وأمريكا الشمالية على مقعد واحد لكل قارة من تلك القارات، لتتأهل كوريا الجنوبية عن آسيا، والمكسيك عن أمريكا الشمالية، والمنتخب البرازيلى عن أمريكا الجنوبية، وشهدت تلك النسخة مشاركة 3 دول لأول مرة فى تاريخها بتلك البطولة هى اسكتلندا، وتركيا، وكوريا الجنوبية.
وشارك المنتخب المصرى، والكيان الصهيونى ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة للنسخة، وواجه الفراعنة المنتخب الإيطالى ذهاباً، وإياباً، إذ خسر الفراعنة لقاء الذهاب الذى أقيم بالقاهرة أمام الأتزورى بنتيجة 2-1، وسجل «الديبة» هدف مصر الوحيد آنذاك، كما خسر المصريون مواجهة الإياب بنتيجة ثقيلة بخمسة أهداف لهدف، وسجل وقتها علاء الحامولى هدف مصر الوحيد.
وتعد إحدى أكبر المفاجآت التى شهدتها التصفيات الأوروبية المؤهلة لتلك البطولة هو تأهل المنتخب التركى على حساب المنتخب الإسبانى القوى وقتها، بعدما تأهل الأتراك عن طريق القرعة بعد تعادل المنتخبين خلال مرحلة التصفيات.
أول تبديل فى البطولة
شهدت التصفيات المؤهلة لتلك البطولة أول تبديل يتم إجراؤه على الإطلاق بتصفيات كأس العالم، وذلك عندما تم استبدال اللاعب الألمانى هورست إيكل بزميله ريتشارد جوتنجر خلال المباراة التى جمعت بين ألمانيا الغربية، ومنتخب سارلاند خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم فى 11 أكتوبر من عام 1953.
وشهدت تلك النسخة من كأس عالم نظاماً جديداً، وهو أنه فى حال تعادل منتخبين فى دور المجموعات فإن المباراة بينهما تمتد لشوطين إضافيين، لكن استمرار التعادل كان لا يجعل المنتخبين يلجآن لركلات الجزاء، ونص نظام البطولة أيضاً على أن الفريق الفائر يحصل على نقطتين، والتعادل يمنح كل فريق نقطةً واحدة، وفى حالة تساوى منتخبين فى النقاط بنهاية دور المجموعات يتأهل المنتخب الأعلى تصنيفاً من كلا المنتخبين، وكان نظام البطولة أيضاً ينص على ألا يتقابل أوائل المجموعات بثوانى المجموعات المقابلة، بل يتقابل الأوائل بالأوائل، والثوانى بالثوانى، وكانت تلك البطولة هى أول بطولة مونديالية على الإطلاق تنقل تليفزيونياً.
6 ملاعب تستضيف الحدث
خصصت الدولة السويسرية ستة ملاعب لاستضافة المباريات، وضمت المجموعة الأولى كلاً من (البرازيل، يوغوسلافيا، فرنسا والمكسيك)، وتأهلت البرازيل كمتصدرة لهذه المجموعة، ويوغوسلافيا ثانياً، وكانت كبرى مفاجآت تلك المجموعة هو فشل المنتخب الفرنسى فى التأهل عن تلك المجموعة وخروجه مبكراً خالى الوفاض، والمجموعة الثانية كلاً من (المجر، ألمانيا الغربية، كوريا الجنوبية، وتركيا)، وتأهل المنتخب المجرى كأول المجموعة، وألمانيا الغربية ثانياً، وكانت أقوى مباريات تلك المجموعة تلك التى جمعت بين ألمانيا والمجر، وانتهت باكتساح المنتخب المجرى تحت قيادة أفضل اللاعبين بالعالم وأوروبا وقتها الثنائى المرعب بوشكاش وهيديكوتى لنظيره الألمانى بنتيجة 8-3.
وشهدت المباراة التى جمعت بين ألمانيا الغربية والمجر بالمجموعة الثانية، إصابة أفضل لاعب بصفوف المنتخب المجرى بعد تعرضه لتدخل عنيف من جانب ويرنر ليبريش، مدافع المنتخب الألمانى، ليفتقد المنتخب المجرى أهم لاعبيه على الإطلاق بعد ذلك بالدورين ربع النهائى ونصف النهائى بسبب تلك الإصابة.
وضمت المجموعة الثالثة من البطولة كلاً من (أوروجواى، والنمسا، وتشيكوسلوفاكيا، واسكتلندا) وتأهلت أوروجواى كمتصدرة، والنمسا وصيفاً لتلك المجموعة، وضمت المجموعة الرابعة كلاً من (إيطاليا، إنجلترا، بلجيكا، سويسرا)، ونجح المنتخب الإنجليزى فى التأهل كمتصدر عن تلك المجموعة، فيما كانت أكبر مفاجآت البطولة تكمن فى تأهل المنتخب السويسرى على حساب المنتخب الإيطالى كوصيف عن تلك المجموعة، وذلك بعد نجاح المنتخب السويسرى فى التفوق على بطل نسختى مونديالى 1934، 1938.
النهائى الحلم و(معجزة بيرن)
أقيم نهائى تلك البطولة على ملعب «بيرن» بمدينة وانكدورف، بالتحديد فى يوم 4 يوليو من عام 1954، وبحضور 60 ألف متفرج، بإدارة من الحكم الإنجليزى ويليام لينج، وكان المنتخب المجرى وقتها هو المرشح الأول لنيل اللقب العالمى، وبعد مرور ست دقائق يسجل أفضل اللاعبين بالعالم فى ذلك الوقت فيرينتس بوشكاش أول أهداف منتخب بلاده فى شباك المانشفت، وذلك على الرغم من مشاركة «بوشكاش» فى تلك المباراة النهائية متأثراً بإصابته القوية خلال المواجهة التى جمعت المنتخبين بدور المجموعات، ولم يكن قد اكتمل شفاؤه من تلك الإصابة اللعينة.
ونجح المنتخب المجرى فى تسجيل هدفه الثانى عن طريق زولتان تشيبور، ليترقب الجميع خسارة ثقيلة للمنتخب الألمانى على غرار نتيجة اللقاء الذى جمع بينهما بدور المجموعات من البطولة لكن الألمان ينتفضون ويسجلون ثلاثة أهداف متتالية ليفوزوا بنتيجة 3-2، وتتوج ألمانيا بلقبها التاريخى الأول للمونديال.
تعليقات الفيسبوك