محمد حلمي
نقلا عن العدد الورقي
رؤية تحليلية: محمد حلمى
مستوى كأس العالم حتى الآن لم يكشف عن منتخب قوى يكون مرشحاً لحصد لقب كأس العالم، وهذه هى دائماً عادة الأدوار التمهيدية، التى تكون حسابات المباريات فيها مختلفة، فدائماً ما يسيطر الحماس على المنتخبات غير المرشحة لإثبات نفسها أمام الفرق الكبيرة، وتحقيق المفاجآت، وهو ما حدث حتى الآن مع كل المنتخبات المرشحة لحصد اللقب، وهو ما كنا نتمناه أن يحدث مع المنتخب الوطنى، ولكنه لم يحدث للأسف لأننا فشلنا فى التحضير للبطولة.
المنتخب الإنجليزى قدم مفاجأة كبيرة فى المباراة الافتتاحية أمام المنتخب التونسى وتحديداً فى الشوط الأول وقدم طريقة أداء مغايرة تماماً لأدائهم المعتاد وهو إرسال الكرات الطولية والعرضية طوال المباراة، واعتمدوا خلال الـ90 دقيقة على التمريرات القصيرة والاختراق من العمق، ويملكون معدل أعمار مميزاً، والرباعى الهجومى خطير جداً، ولكن يعيب عليهم عدم تقديم أداء ثابت طوال المباراة، ولاعبو الخط الدفاعى يصابون بحالة من السرحان فى أوقات كثيرة من المباراة، وهذا قد يكلفهم أهدافاًَ كثيرة فى مرماهم، ولكن بشكل عام هم منتخب قوى، ويستطيع أن ينافس على اللقب، لأننى أشعر أن هذه النسخة من المونديال ستشهد بطلاً جديداً، ولكن التقييم الحقيقى سيكون فى الأدوار المقبلة، لأن كل الفرق من بداية دور ثمن النهائى تكون فى أعلى درجات التركيز ويظهر مستواها الحقيقى، ومنتخب بنما هو شرف كبير له الوجود فى المونديال لأول مرة، لكنه سيكون بوابة الإنجليز للصعود للدور الثانى، لأن لاعبيه لا يملكون خبرة المشاركة فى المونديال، وهذا ما أدى إلى هزيمتهم بثلاثية أمام بلجيكا. قبل انطلاق المونديال توقعت أن يكون المنتخب السنغالى هو المنتخب الأفريقى الأفضل والأقوى فى المونديال، لأنه منتخب متكامل ومتناسق دفاعياً وهجومياً، ويستطيعون تسجيل الأهداف من أقل الفرص، وحالفهم الحظ بشكل كبير أمام بولندا، فكان الهدفان من أخطاء دفاعية فادحة، ومباراتهم اليوم أمام اليابان هى الأصعب لهم فى الدور الأول بسبب تقارب المستوى وعقلانية الأداء للكمبيوتر اليابانى، وجهازه الفنى الذى يعرف مستوى لاعبيه بشكل جيد ويقوم بتوظيفهم بشكل جدى واستغلال الكرات الثابتة بشكل كبير، ويجب مراقبة كل من كاجاوا ويويا أوساكو، لأنهما مفاتيح اليابان.
مباراة كولومبيا وبولندا ستكون أقوى مباريات اليوم، لأن كلا المنتخبين يحتاج لتحقيق الفوز للعودة للمنافسة على الصعود، ويجب على بيكرمان أن يتحلى بالواقعية وألا يقع فى نفس خطأ المباراة الماضية أمام اليابان وهو الاندفاع الهجومى على حساب التنظيم الدفاعى، فكان يجب عليه فى المباراة الماضية التحفظ الدفاعى أمام اليابان بعد إحرازهم لهدف التعادل، لأنهم كانوا يعانون من النقص العددى منذ بداية المباراة، والمنتخب البولندى خبرات لاعبيه تسمح له بتدارك الهزيمة، والصعود إلى الأدوار المقبلة، ومن أسباب هزيمتهم أمام السنغال كان الاستهتار بقدرات اللاعبين.
تعليقات الفيسبوك