رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

فى كتابه «حقيقتى».. بلاتر يكشف: قطر فازت باستضافة كأس العالم 2022 بالتواطؤ وخرق قواعد الاتحاد الدولى وضغوط رئيس دولة أوروبية

10:18 ص | الثلاثاء 07 أغسطس 2018
فى كتابه «حقيقتى».. بلاتر يكشف: قطر فازت باستضافة كأس العالم 2022 بالتواطؤ وخرق قواعد الاتحاد الدولى وضغوط رئيس دولة أوروبية

سيب بلاتر

نقلا عن العدد الورقي

كشف جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى السابق، العديد من الخفايا والأسرار حول حصول قطر على حق تنظيم مونديال كأس العالم 2022، مؤكداً فى كتاب صدر له حديثاً باسم «حقيقتى» (My Truth) عن علاقة بعض الدول، ودور أفراد داخل منظومة الكرة العالمية فى ذهاب التصويت بطرق غير مشروعة لصالح قطر.

وحدّد رئيس الاتحاد الدولى السابق لكرة القدم جوزيف بلاتر، منظومة الخلل فى التصويت لصالح قطر، مشيراً إلى أن أعضاء اللجنة التنفيذية فى الاتحاد الدولى للكرة تجاهلوا معلومات تفيد بعدم قدرة قطر على تنظيم كأس العالم عندما كانوا بصدد التصويت لصالحها فى سباق استضافة مونديال 2022، وفجر فى كتابه حقيقة يبحث عنها الجميع بقوله فى الكتاب «فوز قطر بتنظيم المونديال «حدث صادم»، جاء نتيجة مزيج من التواطؤ وخرق قواعد الفيفا والضغط السياسى الذى مُورس على عضو اللجنة التنفيذية ميشيل بلاتينى».

وقال: «لم يقرأ أحد من اللجنة التنفيذية التقرير المفصّل عن الدول المرشّحة لاستضافة كأس العالم، لأنهم بالفعل كانوا قد قرروا مسبقاً منح قطر التصويت، دون دراية». وتابع: «إذا كنا قد قرأنا التقارير بعناية، كنا سنجد أنه من المستحيل، وغير الممكن أن يُقام كأس العالم فى قطر».

رئيس «فيفا» السابق: لو تمت قراءة التقارير بعناية لكان من المستحيل حصولها على تنظيم البطولة.. قطر أنفقت مليارات الدولارات فى فرنسا على شراء طائرات وصفقة «باريس سان جيرمان» مقابل التصويت لها.. و«بلاتينى» اتصل بى ليخبرنى بأنه اضطر لتغيير تصويته فى اللحظة الأخيرة بعد مأدبة غداء مع «تميم»

حدد «بلاتر» فى كتابه أفراداً خرجوا عن قواعد التصويت بنزاهة وشفافية، ويقول: «بلاتينى اتصل بى ليخبرنى بأنه اضطر لتغيير تصويته فى اللحظة الأخيرة، بعد مأدبة غداء أقيمت له عام 2010، مع الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى وولى العهد القطرى آنذاك تميم بن حمد»، مشدداً على أن الأمر فى هذا الملف الشائك لم يتوقف عند هذا الحد، وأن القطريين أنفقوا مليارات الدولارات فى فرنسا على عقود لشراء طائرات وصفقة لشراء نادى باريس سان جيرمان لكرة القدم.

وتأتى الحقائق الجديدة لرئيس الاتحاد الدولى حول فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 لتواكب سلسلة معلوماته فى «الملف الأسود» المصاحب لتنظيم المونديال، التى أكد فيها وجود تدخلات سياسية من رئيس دولة أوروبية ساعدت فى حصول «الدوحة» على تنظيم كأس العالم 2022، وكذلك اجتماع تم بين بلاتينى وساركوزى بخصوص هذا الشأن، حضره أمير قطر الحالى.

أعضاء «فيفا» تجاهلوا معلومات تفيد بعدم قدرة هذا الكيان على تنظيم كأس العالم.. و«ساركوزى» قال لـ«بلاتينى» صراحة: «يجب أن تصوت لصالح قطر أنت وأتباعك»

وحدد رئيس الاتحاد الدولى السابق فى كتابه سيناريو توزيع الأدوار سياسياً لمنح قطر تنظيم البطولة بشكل مثير للجدل، محدداً الدور الحاسم الذى لعبه نيكولا ساركوزى فى ديسمبر 2010، وقال: «كان لا بد من منح الولايات المتحدة فرصة تنظيم كأس العالم، لكن هذا لم يحدث، فقد لعب التدخل السياسى المباشر دوراً، وغيّر مسار الأمور، ساركوزى قال لبلاتينى صراحة: يجب أن تصوت لصالح قطر، أنت وأتباعك».

واعترف «بلاتر» بالفضيحة على حد وصفه، وبالمشاكل التى خلقتها أمامه الضغوط السياسية من ساركوزى وغيره، وقال: «إن توصية ساركوزى كانت أيضاً بداية مشاكلى، وبداية المتاعب»، موضحاً حجم استفادة فرنسا من تنظيم قطر للبطولة، وتوقيع عقود مالية مشتركة بين الطرفين تخص شراء أشياء كثيرة لا تخص فيفا بشكل مباشر، مما يؤكد أن «صفقة» قد تمت فى ذلك.

وأشار بلاتر إلى أنه يدرك وجود دور لأموال قطر فى تمويل حدث الاتحاد الأفريقى لكرة القدم (CAF)، وأن قطر خصّصت مليونى دولار لتمويل اجتماع للاتحاد الأفريقى لكسب أصواته.

وحذّر سيب بلاتر فى كتابه من هيمنة أوروبا على عالم كرة القدم، وأكد أنه يجب على بقية عالم كرة القدم أن يستيقظ سريعاً لمواجهة الأخطار التى يهدّدها الاستحواذ الأوروبى على فيفا، معتبراً استيلاء أوروبا على مقذوفات قوة فيفا لن يدوم طويلاً، قائلاً: «سنرى ما سيحدث فى الانتخابات أو إعادة انتخاب الرئيس فى عام 2019، ما أعلمه أن الأمور لا يمكن أن تستمر كما هى، أو أن جميع المخاطر تنتهى بشكل سيئ».

وتابع «بلاتر»: «أنا لا أفهم لماذا قضى جيانى أنفانتينو على كل ما طورته FIFA، لقد قام بتغيير 61 شخصاً فى المنظمة، وقد جرف جميع الإدارة العليا والصغيرة، لقد ضاع نفوذ عدد كبير من اللاعبين، ولا يمكن استبدالهم بأسماء لاعبى كرة قدم مشهورين، حتى لو تم اختيار ماركو فان باستن أو دييجو مارادونا».

ويقول «بلاتر»: «يمكن للمرء أن يرى، مرة أخرى، أن الدول الأوروبية هى التى تقف وراء هذه الكآبة، فرنسا من أجل اختيار قطر، إنجلترا لتشجيع التحقيق الأمريكى، إنه دليل على أن الاتحاد الأوروبى يسعى بكل الوسائل الممكنة لاستعادة السيطرة الكاملة على كرة القدم فى العالم». وتابع «تحت رئاستى الفيفا، تطورت كرة القدم فى جميع القارات مع كأس العالم، وتولد المزيد من المال، وتم إعادة استثمار جزء كبير منها فى الجمعيات الوطنية».

أموال قطر لعبت دوراً لصالحها داخل الاتحاد الأفريقى وفوزها «حدث صادم».. وبقية عالم الكرة يجب أن يستيقظ لمواجهة الأخطار التى يهددها الاستحواذ الأوروبى على «فيفا»

ويحذر رئيس الاتحاد الدولى السابق: «إذا لم تستجب الاتحادات الكونفيدرالية الأخرى، فسوف يستعيد الاتحاد الأوروبى لكرة القدم سيطرة كاملة على الفيفا، الأمر الذى لن يكون جيداً لتطوير كرة القدم فى جميع أنحاء العالم، الاتحادات استولت على الكثير من السلطة، وأصبح من المستحيل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء».

وتسيطر على عالم كرة القدم كله الآن الفضيحة الكبرى التى ضربت فيفا لمنح قطر تنظيم المونديال، ووجود عمليات رشوة واسعة من أجل تنظيم كأس العالم، وتحرّكت دول فى اتجاه سحب تنظيم البطولة منها، حيث سبق أن أعلن «اللورد تريزمان» رئيس الاتحاد الإنجليزى السابق لكرة القدم، قدرة بلاده إنجلترا على استضافة مونديال 2022، حال تجريد قطر من تنظيم البطولة، ونقلت صحيفة «ذا صن» البريطانية عن اللورد تريزمان، الذى سبقت له رئاسة ملف إنجلترا لاستضافة مونديال 2022، قوله إن على مسئولى «فيفا» التحلى بالشجاعة، وأن يقوموا بالنظر إلى الأدلة التى تظهر بين حين وآخر ضد الملف القطرى، وسحب حق استضافة قطر للمونديال.

وكانت صحيفة «صانداى تايمز» البريطانية قد نشرت وثائق تتهم قطر بالقيام بـ«عمليات قذرة»، حسب وصفها، ضد أهم منافسيها فى السباق، من أجل استضافة المونديال، منها دفع مبالغ مالية إلى شخصيات مرموقة، بمن فيهم إعلاميون ومدونون، مقابل إبدائهم معارضة علنية لاستضافة بلدانهم مسابقات كأس العالم، وذكرت الصحيفة أن قطر دفعت 9 آلاف دولار إلى بروفيسور لم يُكشف عن اسمه، مقابل مقال أشار فيه إلى التكلفة الباهظة لتنظيم المونديال بالنسبة للاقتصاد الأمريكى، واستئجار مجموعة تطالب أحد أعضاء الكونجرس بتقديم مشروع قانون يدعو إلى صرف الأموال المخصّصة لتنظيم المونديال على احتياجات المدارس الرياضية، وقيام القطرى محمد بن همام، الرئيس السابق للاتحاد الآسيوى لكرة القدم، بدفع أموال لأعضاء فى الاتحادات الأخرى لدعم الملف القطرى، ليتم إيقافه مدى الحياة بتهمة تقديم رشاوى.