حصاد 2015| "الكرة العالمية".. عام البطولات الكبرى والأرقام القياسية ومواجهة الإرهاب

 

 

 

عاشت كرة القدم العالمية أحداثاً كثيرة وضخمة ومتباينة خلال عام 2015، الذى بدأ بتتويج البرتغالى كريستيانو رونالدو، نجم ريال مدريد الإسبانى، بلقب أفضل لاعب فى العالم، حيث حصل على جائزة الكرة الذهبية خلال حفل الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» السنوى الذى أقيم يوم 12 يناير 2015، متفوقاً على الأرجنتينى ليونيل ميسى، نجم برشلونة الإسبانى، والألمانى مانويل نوير، حارس مرمى بايرن ميونيخ، كما توج الألمانى يواخيم لوف، المدير الفنى للمنتخب الألمانى، بلقب أفضل مدير فنى فى العالم بعد قيادة «ناسيونال مانشافت» للتتويج بكأس العالم 2014، وفى يوم السابع عشر من يناير اتجهت أنظار العالم للقارة الأفريقية لمتابعة بطولة أمم أفريقيا التى استضافتها غينيا الاستوائية والتى استمرت حتى 8 فبراير وانتهت بتتويج المنتخب الإيفوارى باللقب على حساب المنتخب الغانى.

وخلال شهر فبراير أتم الدولى المصرى محمد صلاح صفقة انتقاله إلى صفوف فيورنتينا الإيطالى من تشيلسى على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم مع أحقية تجديد الإعارة لمدة موسم آخر، وذلك بعدما كان «ميسى المصرى» قد انتقل إلى صفوف تشيلسى فى يناير 2014 من بازل السويسرى لكنه لم يحصل على فرصة المشاركة بشكل أساسى تحت قيادة البرتغالى جوزيه مورينيو وهو ما فتح باب الرحيل أمامه.

وشهدت الفترة التالية تنافساً قوياً بين فرق الصفوة فى الدوريات الأوروبية حتى تمكن برشلونة من إحراز لقب الدورى الإسبانى، وفاز تشيلسى بلقب الدورى الإنجليزى، ويوفنتوس بلقب الدورى الإيطالى، وبايرن ميونيخ بلقب الدورى الألمانى، وباريس سان جيرمان بلقب الدورى الفرنسى، وبازل، الذى يلعب له الدولى المصرى محمد الننى، بلقب الدورى السويسرى، ثم تمكن برشلونة من ضرب موعد مع يوفنتوس فى نهائى دورى أبطال أوروبا وفاز برشلونة باللقب بفضل تألق الثلاثى الهجومى الرهيب ليونيل ميسى ونيمار دا سيلفا ولويس سواريز، وفى الدورى الإيطالى تمكن محمد صلاح من التألق مع فيورنتينا، ما أعاده لأغلفة الصحف وشاشات وسائل الإعلام الإيطالية والعالمية حتى انتقل إلى روما الإيطالى فى الصيف.

وعقب انتهاء الموسم المحلى والقارى فى الدوريات الأوروبية، انتقلت الأنظار إلى تشيلى لمتابعة مباريات بطولة كوبا أمريكا 2015، التى شهدت تنافساً قوياً بين عدد كبير من المنتخبات أبرزها الأرجنتين وباراجواى وبيرو وتشيلى الذى أحرز اللقب بعد الفوز على منتخب الأرجنتين بركلات الترجيح فى المباراة النهائية، وفى شهر أغسطس، توج ليونيل ميسى، بجائزة أفضل لاعب فى أوروبا عن موسم 2014 - 2015 فى الحفل الذى اقيم بإمارة موناكو الفرنسية بعد منافسة قوية مع زميله فى الفريق، الدولى الأوروجويانى لويس سواريز، وكريستيانو رونالدو.

واتسم عام 2015 بأنه عام الثورة على فساد مسئولى «فيفا»؛ حيث شهد شهر مايو إيقاف سبعة من مسئولى كرة القدم العالمية فى زيورخ بطلب من القضاء الأمريكى ومنهم عضوا اللجنة التنفيذية فى «فيفا»، كما وجهت تهم إلى 14 شخصاً بتهم فساد وتبييض أموال تصل إلى 150 مليون دولار، ومع ذلك أعيد فى ذات الشهر انتخاب جوزيف بلاتر رئيساً للفيفا للمرة الخامسة على التوالى بعد انسحاب الأمير على بن الحسين، وفى شهر يونيو فجر «بلاتر» مفاجأة بوضع استقالته تحت تصرف الجمعية العمومية لـ«فيفا»، ودعا لانتخابات جديدة فى فبراير 2016، وفى سبتمبر تمت إقالة الفرنسى جيروم فالك، أمين عام «فيفا»، من منصبه بتهمة بيع تذاكر دخول المباريات فى مونديال البرازيل بطريقة غير مشروعة، وفتح القضاء السويسرى تحقيقاً بحق جوزيف بلاتر، وفى شهر أكتوبر أعلنت لجنة الأخلاقيات إيقاف «بلاتر» و«بلاتينى» لمدة 90 يوماً.

ومع انطلاق الدوريات الأوروبية مجدداً فى موسم 2015 - 2016، أظهر برشلونة الإسبانى انطلاقة جيدة فى الدورى الإسبانى بينما أظهر منافسه ريال مدريد انخفاضاً فى المستوى تحت قيادة مديره الفنى الإسبانى رفائيل بينيتيز، خاصة بعدما ودع الفريق لقب كأس ملك إسبانيا بخطأ إدارى فى مباراة قادش، وفى إنجلترا عاش ليستر سيتى تحت قيادة مديره الفنى الإيطالى كلاوديو رانييرى وبتألق نجميه جيمى فاردى ورياض محرز أياماً سعيدة باعتلاء صدارة الدورى متفوقاً على الكبار، وعلى النقيض عانى تشيلسى من انكسارات متتالية أدت لإقالة مديره الفنى جوزيه مورينيو، الملقب بالاستثنائى، فى محاولة من إدارة البلوز للحاق بالفريق قبل الانجراف نحو الهاوية، خاصة فى ظل وجود شعاع أمل أمامه فى دورى أبطال أوروبا حيث أوقعته القرعة فى مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسى.

ولم تسلم كرة القدم العالمية من الإرهاب العالمى، حيث ضربت تفجيرات ممنهجة محيط «استاد دو فرانس» فى العاصمة الفرنسية باريس، خلال مباراة فرنسا وألمانيا الودية التى حضرها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، وهو ما أدى لزيادة الحذر والتأمين فى كافة المباريات الأوروبية التالية ودفع بعض الدول لمنع الحضور الجماهيرى مؤقتاً، ليقترب عام 2015 من الانتهاء بينما تسود حالة من الترقب بشأن مستقبل الكرة العالمية فى العام الجديد الذى سيشهد استضافة نهائيات أمم أوروبا فى فرنسا.