هزة رياضية ومادية تزلزل اليابان بعد تأجيل أولمبياد طوكيو

أخبار متعلقة

"2.7 مليار دولار".. خسائر باهظة لليابان بعد تأجيل أولمبياد طوكيو

كلوب يؤكد رفضه مشاركة محمد صلاح في أولمبياد طوكيو بعد أزمة الـ4 أشهر

تقارير تكشف الموعد الجديد لأولمبياد طوكيو 2020

ميدو: تأجيل أولمبياد طوكيو جاء في مصلحة النادي الأهلي

تسبب قرار تأجيل دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية طوكيو 2020، لتقام في موعد أقصاه صيف 2021، بعد ضغط دولي كبير في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، فى حدوث هزة رياضية كبرى ما بين خسائر بالجملة، وأزمة في تحديد موعد جديد لها ، وتباين ردود فعل الرياضيين وصدامات منتظرة.

وتواجه اليابان أزمة للمرة الثانية بعد نحو 80 عاماً، بعد إلغاء الألعاب الصيفية والشتوية التي كان مقرراً أن تقام في نفس الدولة عام 1940، وتم إلغاءها بسبب الحرب العالمية الثانية، وبدأت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو في حصر خسائرها بعد قرار التأجيل، والتي تكلفت ما يزيد عن 12.6 مليار دولار من أجل تنظيم الحدث العالمي، حيث أكد خبراء اقتصاديون يابانيون أن تأجيل العُرس الأولمبي سيكبد اليابان نحو 6.1 مليار دولار ما بين أجور الموظفين وفراد الأمن، وحجوزات الفنادق، والرعا والإعلانات والسياحة.

وتأتي على رأس الأزمات التي تواجه اليابان أزمة القرية الأولمبية، والتي كان مقرراً تحويلها إلى شقق سكنية تسلم لملاكها عقب انتهاء فعاليات الدورة الأولمبية، إلا أن التأجيل سيؤخر تسليم الشقق بالتبعية، وبعد بيع المئات من شقق القرية الأولمبية المُطلة على خليج العاصمة اليابانية، والتي حققت أرباحاً طائلة لطوكيو، وضع قرار التأجيل المسئولين في أزمة مع المالكين، حيث أكدت تقارير صحفية يابانية أن المشترين سيقومون بمراجعة العقود من أجل التراجع عن شراء الشقق في حالة عدم فقدانهم مقدم التعاقد وفقاً للعقود المبرمة.

ونقلت صحيفة "اليابان تايمز"، رأي الاقتصاديون والمحللون اليابانيون عن الأزمة السياحية التي ستواجه اليابان نتيجة تأجيل الأولمبياد أيضاً، مؤكداً أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على شركات السفر، والفنادق، والمطاعم، حيث تقدرت خسائر السياحة فقط من الخسائر الإجمالية بنحو 1.3 مليار دولار، بعد إلغاء العديد من الحجوزات سواء للسفر أو الفنادق.

الأزمة الأخرى التي لم تتضح رؤيتها حتى الآن عن الجهة التي ستتحمل الخسائر الناتجة عن التأجيل، حيث تساءل توشيرو موتو الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو عن من سيتحمل التكاليف والخسائر الناتجة عن التأجيل، واعترف "موتو" أن التكاليف الناتجة عن تأجيل الحدث ستكون باهظة،

مضيفا: "سنعود خطوة إلى الخلف ونعيد النظر في الخطط وحل المشاكل تباعاً".

في نفس السياق سيتسبب تأجيل الأولمبياد في أزمة لبعض الرياضيين، حيث ستنتهي عقود رعاية بعضهم قبل الموعد الجديد للأولمبياد، في ظل أن اللاعبين المتأهلين بالفعل يواجهون مصيراً غامضاً حتى الآن حيث لم يتضح هل سيضطروا للتأهل مرة أخرى أو لا.

الأزمة الأخيرة التي تواجه اللجنة المنظمة للأولمبياد هي تحديد موعد جديد لإقامة الألعاب، خاصةً في ظل ازدحام عام 2021 بالفعاليات الرياضية بعد تأجيل العديد من الأحداث الرياضية بسبب الوباء العالمي، وما بين إقامة الأولمبياد في الشتاء المقبل أو صيف 2021، ستجد اليابان نفسها في صدامات مع عدد من الاتحادات التي تنظم بطولات عالمية في نفس الموعد، حيث حذر الاتحاد الأوروبي لكرة اليد، برئاسة مايكل ويديرر من إقامة الدورة الأولمبية في وسط الموسم، في ظل إقامة بطولة كأس العالم لكرة اليد المقرر أن تستضيفها مصر في يناير المقبل.

في الوقت الذي رحب خلال الاتحادين الدوليين لألعاب القوى والسباحة بتغيير موعد بطولة العالم لألعاب القوى المقرر لها أغسطس 2021، وبطولة العالم للسباحة في نفس الموعد حال تحديد ذلك موعداً جديداً لإقامة دورة الألعاب الأولمبية.

على الجانب الآخر تباينت ردود فعل الرياضيين المشاركين في العرس الأولمبي ما بين حُزن لتأجيل البطولة التي ينتظرونها عاماً جديداً بعد سنوات الإستعداد، وبين الارتياح بالقرار المنطقي خوفاً من تفشي فيروس كورونا المستجد والمخاطر الصحية التي قد يواجهونها حال إقامة الأولمبياد في موعدها، في ظل الأزمات التي واجهتهم في آخر مراحل الإستعدادات في ظل إغلاق العديد من الإستادات والصالات الرياضية بسبب تفشي الوباء العالمي.وأعرب نيجاه هوستون بطل التزلج الأمريكي عن شعور بخيبة أمل خاصة أن رياضته ستشارك لأول مرة في التاريخ بالعُرس الأولمبي، وكتب المتسابق عبر حسابه على موقع الصور الشهير إنستجرام بعد قرار التأجيل: "عندما يظهر التزلج أخيراً في الألعاب الأولمبية يتم تأجيلها".

من جانبها علقت البطلة المصرية فريدة عثمان عبر حسابها على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "تأجيل الأولمبياد هو بالتأكيد القرار الصحيح لأن صحتنا وسلامتنا هي الأولوية دائمًا، ولكنني ما زلت أفكر في كل اللحظات الصعبة والعمل الشاق والتضحيات من أجل الاستعداد لها، مما يجعل فهم الموقف أكثر صعوبة ومؤثر".

وأضافت: "كل شيء يحدث لسبب ما وأنا دائماً أختار أن أكون إيجابية، وأعيد التقييم وأستمر في المضي قدمًا، أمامي سنة أخرى لأصبح أفضل".

واختتمت بطلة السباحة المصرية: "شكرا لكم جميعا على دعمكم المستمر .. كل تأخيرة وفيها خيرة".

في الوقت الذي أبدى البطل الأولمبي في الوثب كريستيان تيلور أرتياحه من قرار التأجيل خاصةً بعد أن واجه صعوبات في التدريب في الفترة الأخيرة استمرت أكثر من أسبوعين قبل قرار تأجيل العُرس الأولمبي.في الوقت الذي تباين شعور البطلة الأولمبية البلجيكية في السباعي نافيساتو تيام، حيث أكدت لوسائل الإعلام البلجيكية إنها تشعر بالارتياح بعد تأجيل الأولمبياد، في ظل الغموض الذي سبق القرار، فيما تشعر بالإحباط أيضاً بعد مجهودها في آخر أربع سنوات للدفاع عن الميدالية الذهبية التي توجت بها في أولمبياد ريو دي جانيرو الأخيرة.