إشبيلية
تزينت ليلة انطلاق الدوري الإسباني، بعد انقضاء فترة التوقف الإجباري، التي دامت لما يقارب الثلاثة أشهر، لانتشار فيروس كورونا، بالعديد من المشاهد الاستثنائية التي لم تشهدها المسابقة المحلية من قبل، وذلك في فوز إشبيلية على نظيره ريال بيتيس في ديربي الأندلس.
بدأ الديربي الإسباني، بدقيقة صمت حدادا على أرواح ضحايا فيروس كورونا المستجد، وهو ضمن بروتوكول عودة النشاط الرياضي، ما يعني إجراء تلك الخطوة قبل جميع المباريات الافتتاحية لكافة أندية المسابقة، وسط تطبيق للقواعد الصحية التي وضعتها الحكومة الإسبانية وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية، من خلال الالتزام بالتباعد الاجتماعي المطلوب، عدم البصق داخل الملعب، والابتعاد عن طرق الاحتفالات التي تشهد احتكاكاً أو تلامسا.
واستطاع إشبيلية أن يحسم مباراته أمام ريال بيتيس، بثنائية نظيفة، ليرفع رصيده إلى 50 نقطة، في المركز الثالث بجدول ترتيب الدوري الإسباني، ويقف بعيداً عن صدارة المسابقة التي يعتليها برشلونة بثماني نقاط فقط، بينما تجمد رصيد ريال بيتيس عند النقطة 33، في المرتبة الثانية عشر من ترتيب أندية المسابقة، وذلك رغم أن الطرف المغلوب كان الأكثر سيطرة على الكرة داخل الملعب طوال الـ90 دقيقة، إلا أن الفرصة لم تسنح له لهز شباك المضيف.
ولأول مرة في الدوري الإسباني، إقامة مباراة وسط مدرجات صامتة، ليتم الاستعاضة بجماهير اقتراضية، وجدت داخل الملعب، من خلال استخدام تقنية تسمح بإصدار أصوات للمشجعين من أجل التفاعل مع اللاعبين داخل المباراة، وذلك على أثر منع الجماهير من الوجود داخل المدرجات، ضمن إجراء الحد من انتشار الوباء والحفاظ على سلامة اللاعبين والمشجعين على حد سواء، على أن يتم العمل على عودتهم بشكل تدريجي خلال المرحلة المقبلة.
ولم يكتف إشبيلية بخطف النقاط الثلاث من أنياب ريال بيتيس، بل امتدت مكاسبه بعد تحقيق رقم قياسي عن طريق لاعبه أوكامبوس، الذي استطاع أن يضع بصمته على شباك الخصم في 5 مباريات ممتالية، بعد هز شباك بيتيس، وقبله إسبانيول، خيتافي، أتلتيكو مدريد، أوساسونا، ليعادل إنجاز ألفارو نيجريدو، الذي حقق الأمر ذاته عام 2011، بحسب ما أبرزت شبكة سكواكا لإحصائيات كرة القدم.
ولأول مرة في تاريخ الليجا، تم السماح للمدربين باستخدام خمس تبديلات، وفقاً لاقتراح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والذي أٌقره الاتحاد الإسباني رسمياً، لتشهد مقاعد بدلاء الفريقين وجود سبعة لاعبين، إضافة إلى استخدام الفريقين للقاعدة الجديدة، ما جعل المباراة تحمل 10 تبديلات للمرة الأولى، وذلك من أجل تخفيف العبء الواقع على اللاعبين، على خلفية تكدس جدول المباريات.
ومن جانبه، اعترف جوان فرانسيسك فيرير مدرب ريال بيتيس، بالمعاناة التي عاشها خلال المباراة، والتي أدت إلى خسارته بثنائية نظيفة، في إشارة إلى أن الأداء الذي ظهر عليه فريقه لم يكن مقنعاً بالنسبة له، مرجعاً ذلك لفترة التوقف والابتعاد الطويلة التي خضع لها الفريق الإسباني، والتي كان لها دوراً في السقوط المخز أمام إشبيلية.
ورفض الاعتراف بضربة الجزاء، التي أدت إلى تسجيل الهدف الثاني لصالح إِشبيلية، إذ يعتقد أن حكم اللقاء احتسبها عن طريق الخطأ، لذلك ذهب إليه لمطالبته بإلغائها قبل أن يرفض ويحتسبها لإشبيلية، قائلاً: "لقد عانينا، بسبب التراخي في البعض الأوقات خلال المباراة، والبعض الأخر امتلكنا الفرصة ولكن لم نكن حاسمين".
تعليقات الفيسبوك