أحمد عبدالباسط يكتب: "عزيزي فينجر.. النني يعود للخلف"
03:46 م | الأحد 13 سبتمبر 2020
أحمد عبدالباسط
مع قراءة عنوان المقال ربما يخطر في بالك أنه قديم أو كاتبه جاهل باسم المدرب الحالي لفريق أرسنال الإنجليزي، لكن لا تقلق عزيزي القارئ، أعلم جيدًا رحيل أرسين فينجر عن تدريب أرسنال منذ 2018، ولكن عنواني هو ملخص ما كنت أردده مرارًا وتكرارًا مع كل مباراة للفريق الإنجليزي أشاهد فيها نجمنا المصري محمد النني يجلس على مقاعد البدلاء أو خارج القائمة الأساسية لـ"المدفعجية".
89 مباراة حصيلة ما لعبه النني مع فريق أرسنال، بواقع 5618 دقيقة فقط، ساهمت في انطفاء بريق المصري الدولي، الذي أتى به من فريق بازل السويسري في عام 2016 نحو الدوري الأقوى في العالم، بعدما لفت أنظار القدير أرسين فينجر، المدرب التاريخي لأرسنال، لكن ربما سوء النتائج وتذبذب أداء الفريق في أواخر فترات النحيف الفرنسي لم تمنح النني فرصة جيدة للمشاركة أساسيًا.
رحل فينجر وجاء الإسباني أوناي إيمري لـ"يزيد من الطين بلة" سواء فيما يخص مستوى الفريق بشكل عام أو منح النني فرصة للعب والعودة إلى سابق عهده، الرجل أعلنها صراحة: "على النني الخروج من أرسنال والبحث عن فريق جديد".
أجبر النني على الرحيل عن أرسنال، وهي مرحلة كم وددت أن يقوم بها ابن المحلة طواعية حينما اتيحت له الفرصة مرارًا وتكرارًا لفعلها من خلال الانتقال على سبيل الإعارة لأحد فرق الدوري الإنجليزي بمنتصف جدول الترتيب، لكن أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا، حتى ولو كان الأمر ليس اختياريًا.
خرج النني من أرسنال منحني الرأس، حامل حقائبه نحو الدوري التركي عبر بوابة بشيكتاش، في فرصة ذهبية لينفض السهم الغبار عن جسده ويأخذ خطوة للخلف باحثًا عن سبيله نحو الانطلاق إلى هدفه بكل قوة ليصيبه ويسقطه، وهو بالفعل ما تحقق في موسم واحد فقط مع فريقه الجديد، ليوجه من خلاله النني رسالة إلى مدرب أرسنال الجديد مايكل أرتيتا يقول له فيها: "ها أنا هنا.. أنا قطعتك التي تفتقدها في تشكيلك الأساسي لإعادة مجد أرسنال مرة آخرى".
لم يرفض أرتيتا رسالة النني، وبالفعل منحه الفرصة التي ظل يحلم بها طوال رحلته في الدوري التركي، انتهت الإعارة وعاد الفرعون المصري نحو مدينة الضباب من جديد، متخبطًا يملأه الخوف من المستقبل الغامض، إلا أن أرتيتا ربت على كتفه ليطمئن، من خلال الدفع به أساسيًا في مباراة الدرع الخيرية أمام ليفربول، بطل الدوري الإنجليزي.
اللاعب العائد من بشكتاش خدم فكرة أرتيتا التي اعتمدت على عدم تشتيت الكرة من الخلف بل بناء اللعب والخروج بها على الأرض وتحت الضغط العالي الذي مارسه ليفربول طوال المباراة، التي انتهت بتتويج أرسنال بالكأس بعد الفوز بركلات الجزاء الترجيحية.
عقب المباراة بات النني حديث جماهير أرسنال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتغنى الجمهور الإنجليزي بـ"الفرعون"، مطالبين باستمراره وعدم التفريط فيه، ليستجيب لهم أرتيتا، ويقرر الدفع بالنني أساسيًا في أول مباراة بالدوري أمام فولهام، ليواصل ابننا أداءه المتميز.
النني لمس الكرة في مباراة فولهام 70 مرة وقدم 64 تمريرة لزملائه صحيحة بنسبة دقة تمرير 93%، وكان رابع أكثر اللاعبين تمريرا في المباراة بعد ثلاثي الدفاع، وهو ثالث أكثر لاعبي أرسنال إكمالا للتمريرات الطولية في المباراة بعد روب هولدينج وكيران تيريني مدافعي الفريق.
وعلى المستوى الدفاعي كان النني الأكثر اعتراضا للكرة بـ 4 كرات من لاعبي الخصم، وتحصّل على خطأ واحد لصالحه ودون ارتكاب للخصم.
درس يقدمه النني في الاجتهاد والمثابرة خلال رحلته الاحترافية، أرجو أن يستمر فيه، ورغم أنه قدم الشكر عقب نهاية مباراة فولهام إلى مدربه أرتيتا، إلا إني أتوجه إليه بالشكر والاعتذار.. "شكرا يا نني.. حقك علينا".
تعليقات الفيسبوك