الكلاسيكو.. مزيج معقد من الرياضة والسياسة أكثر من مباراة في كرة القدم

أخبار متعلقة

كومان: راموس مهما في الكلاسيكو.. وميسي: أريد مشاركة رونالدو ضد برشلونة

الكلاسيكو.. غياب هازارد وعودة راموس في قائمة ريال مدريد ضد برشلونة

ألبا في قائمة برشلونة لكلاسيكو الليجا.. وراموس يقترب من المشاركة

برشلونة وريال مدريد وجها لوجه.. تاريخ كلاسيكو الليجا والتشكيل المتوقع

هناك القليل من المنافسات في الرياضة التي تأسر الخيال مثل لقاء ريال مدريد وبرشلونة معًا، لدرجة أن المباراة لها لقبها الخاص "الكلاسيكو". 

إنها أكبر مباراة على وجه الأرض، فهي مزيج معقد من الرياضة والسياسة في ظل تنافس لا مثيل له في ملعب كرة القدم، ويعلم الجميع أن الكلاسيكو يدور حول أكثر من مجرد نتيجة مباراة، أكثر من 88 عاما في التنافس الملحمي بين الفريقين في كرة القدم وخارجها. 

لا يمكنك أن تحب ريال مدريد، وتحب طريقة لعب برشلونة في آن واحد، يمكنك إظهار الاحترام ولكن لا تحبها بأي حال من الأحوال.

هذه المباريات تجعلنا نتذكر بعضًا من أعظم لاعبي الماضي على سبيل المثال لا الحصر زيدان وكرويف ودي ستيفانو ومارادونا وخوانيتو وريفالدو وراؤول ورونالدينيو وفيجو.

على أرض الميدان، إنها مباراة مليئة بمليارات الدولارات بين أفضل فريقين في إسبانيا، ومنافسة شديدة خارج الملعب، فهي حكاية مدينتين فيهما صراع القومية القشتالية من جهة والفخر الكتالوني من جهة أخرى، حيث التنافس بين الثقافات نشأ في الحرب الأهلية الإسبانية وعهد الديكتاتور فرانكو.

برشلونة رمزا للهوية الكتالونية

وبات نادي برشلونة رمزًا للهوية الكاتالونية خلال ديكتاتورية الجنرال الإسباني فرانسيسكو فرانكو الذي حكم بين عامي 1939-1975، مما أدى إلى ظهور شعار أكثر من مجرد نادٍ من قبل جماهير برشلونة، وكان ريال مدريد هو نادي العاصمة.

وينظر إلى ريال مدريد كرمز للفخر الإسباني والقومية، معظم المدريديين في إسبانيا هم قشتاليون يتشاركون في الآراء السياسية والاجتماعية المحافظة، وباتوا موالون للنظام الملكي ويواصلون حب التقاليد الملكية.

فيما يفضل الكتالونيون الديمقراطية على أي نوع من الحكم الملكي، ولديهم آراء سياسية واجتماعية، إنهم يرون كاتالونيا دولة غير معترف بها.

ولعب الفريقان لأول مرة في فبراير عام 1902 على ملعب ليس كورتس الخاص ببرشلونة، وانتهت المباراة بفوز ريال مدريد بهدفين مقابل هدف واحد، وسجل موريرا أول هدف في تاريخ مباريات الكلاسيكو، ولكن سرعان ما تجاوز التنافس حدود مباراة كرة القدم.

أراد برشلونة الكفاح من أجل استقلال كتالونيا عن إسبانيا، ورفض النظام القومي الذي حكم البلاد من مدريد خاصة في ظل حكم فرانكو الذي وصل إلى السلطة في ذروة الحرب الأهلية الإسبانية الدموية في عام 1939.

ريال مدريد يملك مؤسسة قوية لديها دعم سياسي وملكي، حيث أن كلمة "ريال" تعني ملكي، وهي هدية من الملك ألفونسو الثالث عشر في عام 1920، ومنذ الخمسينيات تفاخر المشجعين بمجموعة من أفضل اللاعبين في العالم وأكثرهم شهرة.

ويدر الكلاسيكو أكثر من مليار دولار بين الناديين الرياضيين الأعلى دخلاً في العالم، فيما يشتهر ريال مدريد بالقدرة على الصرف المبالغ فيه، حيث تعاقد مع كريستيانو رونالدو مقابل 130 مليون دولار لصالح مانشستر يونايتد في عام 2009.

ريال مدريد يسعى دائمًا لتكوين فريق من النجوم "Galacticos"، حيث كون فريق في موسم 2010-2011  كلفه 689 مليون دولار.

بالطبع، لا يخلو برشلونة من التعاقدات ذات الأسماء الكبيرة، رغم ذلك يعتمد الفريق بشكل عام على المواهب المحلية من أكاديمية لا ماسيا، ومنهم على سبيل المثال ليونيل ميسي وتشافي وانييستا.

وازدادت حدة توتر العلاقة بين الناديين، حينما انتقل ألفريدو دي ستيفانو إلى مدريد في عام 1953، وكان الأرجنتيني مطلوبًا من كلا الناديين، وتحصل ريال مدريد على المهاجم الأسطوري رغم توقيعه للطرفين.

حتى وقت قريب، كان التنافس بين ريال مدريد وبرشلونة من جانب واحد، حيث سيطر مدريد في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، واستمرت في الهيمنة محليًا وفي أوروبا طوال السبعينيات والثمانينيات.

وحقق برشلونة نجاحًا متقطعًا، حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي لم يكن برشلونة يحقق سلسلة انتصارات، قبل أن يفوزوا بأربعة ألقاب متتالية تحت قيادة المدرب الهولندي يوهان كرويف قبل أن يرفعوا دوري أبطال أوروبا لأول مرة في عام 1992.

وفي العشرية الثانية من الألفية الجديدة اعتاد الجميع أن يشاهدوا البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد ضد ميسي على أرض الملعب من جهة، والبرتغالي جوزيه مورينيو ضد بيب جوارديولا خارج الخطوط من جهة أخرى.

ومازال الكلاسيكو يأسر كل يأسر العيون حول العالم في ظل تنافس على أرض الملعب بين اللاعبين والمدربين، واحتفالات صاخبة بين الجمهور من أجل الشعار الذي يبعث الكثير من المشاعر للمشجعين.