عبدالعزيز حسن نجم المنتخب القطري السابق
تتوجه الأنظار نحو قطر، التي تستضيف منافسات كأس العالم 2022، كأول دولة عربية تنال شرف تنظيم البطولة العالمية؛ إذ سيسجل المنتخب القطري مشاركته الأولى في المونديال عبر التاريخ، بقيادة المدرب الإسباني فيليكس سانشيز.
وحرص موقع «الوطن سبورت» على إجراء حوار مع عبدالعزيز حسن، نجم نادي قطر والمنتخب القطري السابق، الذي اشتهر بتسديداته الصاروخية بقدمه اليسرى، للحديث حول استعدادات الدوحة لاستضافة البطولة، وتوقعاته لما ستقدمه كتيبة العنابي في المونديال، وقدرتها على عبور دور المجموعات في المشاركة الأولى لها.
- ما هي أبرز الأشياء التي تترقب أن يراها المشجعين والعالم في قطر خلال فترة كأس العالم ؟
الملاعب الثمانية التي سوف تستضيف المونديال، سوف تبهر العالم من حيث الشكل والطراز العربي، وهذه أهم نقطة للعالم الغربي، بالإضافة إلى أن قطر ضخت أموالا كبيرة بخصوص التحضيرات اللوجستية والترفيهية، لكي يستمتع المشاهد والحاضرين في دولة عربية مسلمة.
لأول مرة سيشاهد المشجع طرازا وتراثا عربيا مختلفا عن الغرب، ويرى الإمكانيات العربية التي لم يشاهدها مسبقا حتى في بعض الدول الأوروبية، قطر حضرت لهذا المونديال وكأنه الأخير، لا تريد أن يُنسى هذا المونديال من ذاكرة العالم، المشاهدة ستكون ممتعة.
- هل تتوقع أن يدفع نجاح قطر في تنظيم المونديال «الفيفا» لمنح فرصة أكبر للدول العربية لاستضافة البطولة مستقبلا؟
الأمر صعب وليس بالسهل، لكنه لا يعد أمرا مستحيلا، لكن هناك مقومات يجب أن تتوافر لكي يتحقق ذلك، لكي تدفع الفيفا للنظر إليها، وأن تحسن الدول العربية علاقاتها بجميع دول العالم، الأمر يحتاج لجهد كبير جدا، أن تتوفر متطلبات الفيفا، وأتمنى أن تعمل الدول العربية من الآن، خلال الـ10 سنوات المقبلة، لكي تكون جاهزة من حيث الإمكانيات.
- ما رأيك في غياب منتخب مصر عن كأس العالم 2022؟
البطولة تفتقد المنتخب المصري صراحة، لأن الجالية المصرية هنا كبيرة، والمسؤولين كانوا يحضرون أشياء رائعة للجماهير المصرية، لكن إن شاء الله تتعوض.
- كيف ترى استعدادات المنتخب القطري للمونديال؟
الاستعدادات كانت كبيرة جدا، وبدأت بعد التتويج بلقب كأس الأمم الآسيوية عام 2019، وهذا المنتخب معد من 12 سنة مع المدرب فيليكس سانشيز، في فئة الناشئين، وحققوا إنجازات كبيرة، وجرى عمل برنامج قوي جدا للمنتخب منذ عام 2019، بخوض منافسات بطولتي كوبا أمريكا والكأس الذهبية «الكونكاكاف»، بالإضافة للمشاركة في تصفيات أوروبا، للدخول في أجواء التحضير لكأس العالم.
الخبرات التي اكتسبها اللاعبين عنصر مهم، يتبقى أن يظهروا هذا المخزون في أرضية الملعب، بعيدا عن مستوى المنافس، لأننا وقعنا في مجموعة صعبة، قطر والإكوادور الأقل حظوظاً في التأهل منها، هذا أمر واقع، لكن لا يوجد ما يمنع أن يحقق المنتخبين المفاجأة، وقطر ترى أن المباراة الافتتاحية هي مفتاح الصعود للدور الثاني.
- هل تتوقع تأهل منتخب قطر لدور الـ16؟
ممكن تتأهل لكن فيه صعوبة، الأمر ليس سهلا، السنغال بطل أفريقيا، وهولندا منتخب قوي جدا، ومرشح أن يصل للدور قبل النهائي، صعود صعب جدا لكن ليس بالمستحيل، المباراة الأولى هي مفتاح الصعود بنسبة 50%، وأتمنى أن يفوز منتخبنا في المباراة الافتتاحية، ثم يركز على مواجهة السنغال، التي قد يكفي فيها التعادل للصعود للدور المقبل، واحتمال صعود المنتخب القطري هو بنسبة 40% وقد يصل إلى 60% حسب النتائج في البداية.
- هل احتمالية غياب ساديو ماني عن دور المجموعات أو عدم جاهزيته بشكل كامل تزيد من حظوظ «العنابي»؟
طبعا ساديو ماني ثقل كبير في هجوم السنغال، فهو قائد المنتخب أيضا، والأكيد له تأثير في مركزه، وكذلك داخل غرفة الملابس، لكن السنغال لديهم كتيبة لاعبين منتشرين في أوروبا، وعلى المستوى الجماعي لن يؤثر، لكن على المستوى الفردي والقيادة والعامل النفسي فسيكون له تأثير بلا شك، ولكن بإمكانهم تجاوز الدور الأول حتى في غياب ساديو ماني، لكن الجاهزية على أرضية الملعب ستحكم.
- هل بناء الجيل الحالي مع المدرب فيليكس سانشيز سيمنحه أفضلية في التعامل معهم وإخراج أفضل ما لديهم؟
بلا شك لأن سانشيز عمل مع اللاعبين لفترة زمنية ليست بالقصيرة منذ صغرهم، وأصبح اللاعبين والمدرب يحفظون بعض بشكل كبير، وحقق أشياء غير متوقعة مع المنتخب القطري، وهو يستطيع أن يظهر ما لديهم بشكل أفضل دائما.
البطولات تقاس بإمكانيات الفرق الموجودة والضغوطات، بالإضافة إلى قيمة البطولة، تختلف كأس الخليج عن كأس العرب مثلا، وهناك كوبا أمريكا وتصفيات أوروبا، مستوى كأس العالم سيجعل اللاعبين يحاولون أن يبرزوا كل ما لديهم، وإظهار كل ما علمهم المدرب، لكنه سيصطدمون بخصوم ذو قيمة كبيرة، لذلك يحتاجون للانضباط النفسي ومعرفة كيف سيتعاملون مع هذا الضغط.
- هل يكون المونديال بوابة لاحتراف اللاعبين القطريين في أوروبا؟
اللاعبين صغار السن احترفوا خارجيا مثل المعز علي وأكرم عفيف، وكان لديهم تجارب احترافية، في بلجيكا وإسبانيا وسويسرا، وعادوا ليكونوا من أبرز اللاعبين في قطر، ولديهم فرصة للاحتراف في الخارج لكن بنسبة أقل، بغض النظر عن الدوريات التي يمكن أن يلعبوا فيها.
- المعز علي وأكرم عفيف مواهب أثبتت نفسها.. هل تتوقع أن يكونا الأبرز في صفوف المنتخب بالمونديال؟
الثنائي مطالبان بأن يكونا الأبرز في صفوف منتخب قطر خلال المونديال، هما يشكلان ضلعين أساسيين في هجوم المنتخب، وأكرم عفيف هو أفضل لاعب في آسيا من قبل، ويعتمد عليه المنتخب بشكل كبير.
عليهم حمل كبير والأضواء مسلطة عليهما، لكن المنتخب يعتمد على الأداء الجماعي، ولا ننسى أيضا بوعلام خوخي، أحد كباتن المنتخب، فهو واحد من أفضل لاعبي آسيا من وجهة نظري.
- مدرب منتخب قطر تحدث عن أهمية الاعتماد على الهجمات المرتدة في مواجهة المنتخبات الأقوى.. هل تتفق معه؟
اتفق معه بلا شك، عندما تواجه فرق بإمكانيات فردية أعلى منك، ويتفوقون في الصراعات البدنية والخبرات الكبيرة، وهذا ليس تقليل من إمكانياتك بل هو الواقع، هذه هي طبيعة كرة القدم، وممكن أفوز عليك وأنت أقوى مني، وذلك بفضل المدرب وطريقة اللعب واقتناص الفرص واستغلال الأخطاء، وتكتيك وفلسفة المدرب بالإضافة إلى مجهود اللاعبين، وتصريحاته واقعية إلى أبعد الحدود.
- من ترشحه للفوز بلقب كأس العالم 2022؟
هناك 5 أو 6 منتخبات سوف تتنافس على لقب كأس العالم 2022، أو لها الأفضلية للفوز باللقب، وسوف أختار 3 منتخبات هم الأقرب، المرشح الأول البرازيل، إنجلترا المرشح الثاني، وهولندا المرشح الثالث.
- هل يستطيع المنتخب القطري تحقيق أفضل إنجاز عربي في المونديال بعد التتويج بأمم آسيا؟
ليس مستحيلًا في كرة القدم، ولكن يجب بذل أقصى ما لديهم وأن يتحلوا بالشجاعة مع وجود التوفيق أيضاً، ويجب أن يركز المنتخب القطري على التفاصيل الصغيرة في المونديال، ليعرف كيف يقتنص أقل الفرص أمام المنتخبات التي سيلعب ضدها، وإن شاء الله يحققون إنجازا، وتجاوز الدور الأول سيكون إنجازاً كبيراً.
تعليقات الفيسبوك