جارانج كول لاعب منتخب أستراليا
يعد اللاعب الناشئ جارانج كول، أحد أكبر المفاجآت المرتقبة في كأس العالم 2022، بعد وجوده في قائمة منتخب أستراليا التي تستعد للمشاركة في المونديال، إذ يمتلك قصة خاصة رغم صغر سنه، كانت بدايتها من مصر.
ولد جارانج كول في أحد مخيمات اللاجئين السودانيين بمصر يوم 15 سبتمبر عام 2004، لأب وأم من جنوب السودان، مع 4 أشقاء آخرين، ليقضي 6 سنوات في مصر، قبل أن يقرر والديه السفر إلى أستراليا للحصول على اللجوء، ومنح أبنائهم الجنسية الأسترالية.
لم يعش كول في العاصمة، بل استقر مع أسرته في شيبارتون، وهي بلدة ريفية تقع على بعد 200 كيلومتر شمال ولاية فيكتوريا.
لم تستطع أنتونيتا والدة جارانج تحمّل التكاليف الخاصة بإرساله مع شقيقه ألو كول، لخوض بعض البطولات الخارجية في ولايات أخرى، رغم موهبتهما الفائقة.
أقيمت حملة لجمع التبرعات في شيبارتون، التي وصلت إلى مبلغ 8000 دولار، إذ قدم سكان البلدة الريفية تلك النقود لـ أنتونيتا، لكي يستطيع الأخوان تمثيل إقليم فيكتوريا في بطولات باليابان وإسبانيا.
أدت تلك المساعدة لبداية مسيرة الأخوين الاحترافية، إذ خاض ألو تجربة في ملبورن فيكتوري وويسترن يونايتد قبل أن يستقر في فريق سنترال كوست مارينرز، بينما انضم الأخ الأصغر جرانج إلى أكاديمية النادي ذاته.
تألق ألو كول مع سنترال كوست، في موسم 2020-2021، لينتقل إلى صفوف نادي شتوتجارت الألماني، لكنه يلعب مع فريق الشباب، بينما بدأ شقيقه الأصغر جارانج كول مسيرته مع الفريق الأول بنادي سنترال كوست بأستراليا.
سجل كول 4 أهداف في أول 7 مباريات مع فريقه بالدوري الأسترالي، ليتم اختياره في فريق نجوم الدوري الأسترالي، لمواجهة فريق برشلونة ودياً، ورغم أن صاحب الـ 18 عاماً دخل كبديل لكنه استطاع لفت الأنظار إليه.
وكاد كول أن يسجل هدفاً تاريخياً، بعدما راوغ 4 لاعبين من برشلونة، وساعدته الكرة قليلاً لينفرد بالحارس تير شتيجن، ويسدد الكرة من فوق جسده بلمسة رائعة، لكنها مرت بجوار القائم بسنتيمترات.
على الصعيد الدولي، ورغم تألقه مع فريقه المحلي، فضل المدرب جراهام أرنولد عدم التسرع في ضمه، لمواجهتي الإمارات وبيرو في الطريق للتأهل إلى المونديال، لكنه قرر الاعتماد عليه مؤخراً، قبل أن يضمه لقائمة الكانجارو المشاركة في المونديال.
ظهر «كول» لأول مرة بقميص المنتخب الأسترالي ضد نيوزيلندا، وأصبح أصغر لاعب يرتدي قميص منتخب بلاده منذ كيويل، ورغم مشاركته القصيرة كبديل لمدة 17 دقيقة فقط، لكنه أظهر أداءً جعل الجماهير تثق فيه وتشيد بمستواه، وتحلم بقدرته على التألق في المونديال، حتى مع احتمالية مشاركته فقط كبديل.
قال جراهام أرنولد بعد المباراة عن ظهور كول، في تصريحات لموقع «Code Sports»: «قدم شيئًا مختلفًا عندما شارك في المباراة الودية ضد نيوزيلندا وهذا ما نبحث عنه».
وأضاف: «لديه الكثير ليتعلمه.. إنه خشن ويلعب بقسوة، وهذا متوقع في سن 18، لقد أظهرت أنني على استعداد لتحمل هذه الأنواع من المخاطر، وهذه صدمة ومفاجأة للخصوم، لكن أمامه طريق طويل طويل لنقطعه».
وأعلن نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، في سبتمبر الماضي، ضم اللاعب الشاب قادماً من صفوف فريق سنترال كوست الأسترالي، إذ سيبدأ مسيرته مع كتيبة الماكبايس، بداية من شهر يناير المقبل.
ودفع نيوكاسل 520 ألف دولار للحصول على خدمات النجم الأسترالي الشاب، في صفقة أثارت إعجاب الأستراليين، الذين ينتظرون رؤية لاعبيهم في الدوري الإنجليزي الممتاز، منذ فترة نجمهم التاريخي السابق هاري كيويل الذي بدأ رحلته في ليدز يونايتد منذ عام 1993، وانتقل بعدها لصفوف ليفربول.
وعلق إيدي هاو مدرب نيوكاسل على الصفقة: «أود أن أقول في الوقت الحالي، أن الخطة ستكون على الأرجح، إعارة اللاعب في يناير، لأي ناد ليس لدي أي فكرة، ولكن ربما تتغير الأشياء».
ووفقاً لتصريحات مدرب الماكبايس، فأن أداءً مميزاً في كأس العالم، قد يمنح جارانج الفرصة للانتقال مباشرة إلى الفريق الأول بالنادي الإنجليزي، ولكن النسبة الأكبر أنه سيحصل على إعارة لفريق آخر، لكي تكون لديه الفرصة للمشاركة بصفة مستمرة، في ظل نتائج نيوكاسل الرائعة هذا الموسم وصعوبة الدفع به.
ومن المنتظر أن يشارك جارانج كول مع منتخب بلاده أستراليا في المجموعة الرابعة، إذ يفتتح «الكانجارو» مشواره بمواجهة فرنسا يوم 22 نوفمبر، ثم تونس في الـ 26 من نوفمبر، قبل أن يختتم مبارياته بدور المجموعات ضد المنتخب الدنماركي يوم 30 نوفمبر.
تعليقات الفيسبوك