رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

حصاد محمد صلاح في 2022.. أن تترك جزءا من روحك بين داكار وباريس وتنهض

10:24 م | السبت 31 ديسمبر 2022
حصاد محمد صلاح في 2022.. أن تترك جزءا من روحك بين داكار وباريس وتنهض

محمد صلاح نجم ليفربول

شهد عام 2022، العديد من التقلبات في مسيرة النجم محمد صلاح، سواء مع ناديه ليفربول الإنجليزي، أو المنتخب المصري، حيث استطاع تحقيق العديد من الإنجازات والجوائز الفردية، لكن الحظ عانده في الخطوة الأخيرة كثيراً، وغاب عنه التوفيق في اللحظات الحاسمة، ليودع هذا العام بأداء مميز فردي، ولكن بذكريات لا يتمنى تكرارها على الصعيد الجماعي.

بداية مثالية للفرعون في 2022

بدأ محمد صلاح عام 2022 بتسجيل هدف رائع في مباراة ليفربول وتشيلسي، بشباك الحارس إدوارد ميندي، في اللقاء الذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، قبل أن يسافر مع بعثة منتخب مصر للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون.

محمد صلاح بوجه «القائد».. وكأس أفريقيا ما زالت تعاند الفرعون

صلاح رغم الهزيمة في اللقاء الأول ضد نيجيريا، لكنه ظهر بوجه مغاير، واستطاع قيادة منتخب مصر للوصول إلى المباراة النهائية، بفضل أدائه المميز داخل الملعب، بالإضافة إلى دوره القيادي الذي ظهر بقوة في المؤتمر الصحفي قبل لقاء كوت ديفوار، حيث استطاع جمع الجماهير على دعم المنتخب الوطني، بعد الانتقادات الكبيرة في دور المجموعات.

وطرق الحزن أبواب محمد صلاح لأول مرة في 2022، ولم تكن الأخيرة، في نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية، بعد الخسارة أمام السنغال بركلات الترجيح، حيث كان يستعد لتسديد الركلة الخامسة، لكن إهدار محمد عبدالمنعم ومهند لاشين، منح الفرصة لزميله في ليفربول بذلك الوقت ساديو ماني، لأن يسدد الركلة الأخيرة، وينطلق ليحتفل باللقب الأفريقي الأول للسنغال، ثم توجه لمواساة الفرعون المصري.

اكتفى صلاح بمشاهدة زميله وهو يحتفل بالفوز، لتسقط دموعه حزناً على ضياع حلم لقب أفريقيا، الذي مازال يبحث عنه، بعدما ضاع منه للمرة الثانية في المباراة النهائية، على بعد خطوة من حمل الكأس، الذي بقى مستعصياً عليه حتى الآن.

عاد محمد صلاح بوجه شاحب وحزين إلى ناديه ليفربول، وأخذ قليلا من الوقت لتجاوز هذه النهاية الحزينة، ليواصل مساعدة كتيبة الريدز، في الطريق لتحقيق موسم تاريخي، بالمنافسة على جميع البطولات التي يشارك فيها، وعلى رأسها الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.

الرد على الأسود.. زيارة شباك ميندي وفرحة لم تدم طويلا

وجاءت اللحظة الأهم لـ محمد صلاح في عام 2022، بمواجهة جديدة أمام السنغال، ولكنها هذه المرة في المرحلة الحاسمة من التصفيات المؤهلة لـ كأس العالم، ليتسلح الفرعون بجماهيره في لقاء الذهاب، ويمنحهم السعادة مبكراً، بانطلاقته خلف المدافعين ويتسلم تمريرة من عمرو السولية، ويسدد كرة قوية لمسها الحارس إدوارد ميندي بيده لتصطدم في العارضة، وترتد في جسد الظهير ساليو سيس، ثم تسكن شباك أسود التيرانجا، لتنطلق الأفراح ويحتفل محمد صلاح بشكل صاخب، احتفال كان يظن أنه سيدوم لفترة أطول.

انتهى لقاء الذهاب بفوز منتخب مصر بهذا الهدف، وجاءت مواجهة الإياب يوم 29 مارس الماضي، في العاصمة السنغالية داكار، هناك حيث تواصل الأحزان للفرعون ولكن بصورة أقسى، حيث انتهى الوقت الأصلي والإضافي بهدف للسنغال، والتعادل في مجموع المباراتين.

عند نقطة الجزاء في السنغال.. طارت الأحلام في السماء 

اتجه اللقاء إلى ركلات الترجيح، واسترجع صلاح ومنتخب مصر ذكريات ما حدث في نهائي أفريقيا، ثم أهدر كوليبالي ركلة السنغال الأولى، ليندفع قائد الفراعنة ويتجه لتسديد الركلة الأولى، أراد أن يطلقها بكل قوته ليمنح زملاءه الثقة، لكن هذه القوة المفرطة أطاحت بركلته في سماء داكار، فوق عارضة الحارس ميندي، ليضيع بعده زيزو ومصطفى محمد، وينتهي الحلم، وسط خروج صلاح من الملعب وهو يطاطئ رأسه حزيناً، ويحاول الأمن حمايته مما يقذف عليه من المدرجات.

عاد صلاح بهموم أكبر، حاول بعدها يورجن كلوب مساعدته للاستفاقة، لينهض الفرعون مجدداً، ويقود الريدز للتتويج بكأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي، وينافس على لقب الدوري الإنجليزي حتى الجولة الأخيرة، التي دخل فيها محمد صلاح كبديل أمام وولفرهامبتون بحثا عن هدف اللقب، وكان مانشستر سيتي متأخراً على ملعبه أمام أستون فيلا بثنائية نظيفة.

السيتي يوقف احتفال صلاح.. و«الملك» يستحوذ على جوائز الدوري الإنجليزي

سجل محمد صلاح هدف التقدم لصالح ليفربول، وانطلق ليحتفل ظناً منه أنه جلب اللقب للريدز، لكنه تفاجأ بردة فعل الجماهير، التي أخبرته بأن مانشستر سيتي هناك في ملعب الاتحاد، قد قلب الطاولة وتقدم على حساب الفيلانز بنتيجة 3-2.

خسر الفرعون لقب الدوري مع الريدز من جديد، لكنه حصل على جائزة أكثر لاعب صنعاً للأهداف، وجائزة الهداف بالتقاسم مع الشمشون الكوري هيونج مين سون، نجم توتنهام هوتسبير، كما حصل على جائزة أفضل لاعب من رابطة الكتاب، وبتصويت الجماهير كذلك، سيطر على كل شيء فردياً في موسم 2021-2022 من البريميرليج.

كورتوا يحرم صلاح من الثأر.. حلم الفرعون يصطدم بجدار ريال مدريد

لم يكن صلاح يمتلك الوقت للحزن، 6 أيام كانت تفصله عن مواجهة ريال مدريد، المباراة الثأرية في نهائي دوري أبطال أوروبا، في 28 مايو الماضي، على أرضية ملعب دو فرانس في سان دوني بالعاصمة الفرنسية باريس.

أشعل «صلاح» النهائي بتغريدته عبر تويتر، عن وجود حساب لتصفيته، ثم تصريحاته عن اللقاء، ودخل إلى ملعب اللقاء بضغوط أكبر، لكنه قدم مستوى رائعا وكان أخطر لاعبي ليفربول، وهذا لم يكف أيضاً هذه المرة لتتواصل النهايات الحزينة للفرعون في 2022، حيث وقف كورتوا حاجزاً بينه وبين مرمى الميرنجي، رغم محاولات صلاح المستمرة والخطيرة، لكن الشباك لم تبتسم له، ليتوج ريال مدريد باللقب بهدف فينيسيوس جونيور، وانهمرت دموع الفرعون مجدداً.

بدأ محمد صلاح الموسم الجديد بشكل مثالي، بهدف وأسيست ضد مانشستر سيتي، ليقود ليفربول بالتتويج بكأس الدرع الخيرية، لكن هذه الأفراح لم تدم طويلاً، رغم تسجيله وصناعته في أول لقاء بالدوري الإنجليزي ضد فولهام، لكن مستوى الريدز انخفض بشكل كبير وتأثر بالغيابات والإصابات، وانخفاض جودة لاعبي خط الوسط بالإضافة إلى رحيل ساديو ماني إلى بايرن ميونيخ، وتأخر انسجام الصفقات الجديدة.

تذبذب واستفاقة قبل المونديال.. وجائزة جديدة لصلاح

غاب صلاح عن التسجيل لـ 5 جولات على التوالي، لكنه استفاق مع نهاية العام، وقبل توقف الدوري بسبب كأس العالم، حيث زار شباك توتنهام مرتين في البريميرليج، كما سجل أمام أياكس ونابولي في دوري الأبطال، ليبدأ ليفربول في العودة للطريق الصحيح بقيادة محمد صلاح.

واحتل محمد صلاح المركز الخامس في ترتيب جائزة الكرة الذهبية «البالون دور»، خلف بنزيما، ماني، كيفن دي بروين، روبرت ليفاندوفسكي، وسط انتقادات لوجوده في مركز متأخر رغم مستواه المميز، الذي كان أفضل من ليفاندوفسكي ودي بروين على وجه التحديد.

وفاز محمد صلاح مع اقتراب نهاية العام بجائزة أفضل لاعب في العالم، بتصويت الجماهير على تطبيق «تيك توك»، في حفل جوائز جلوب سوكر.

البحث عن الانتقام.. والخوف من هالاند في 2023

يمتلك «أبو مكة» الفرصة في العام الجديد 2023، لتعويض جزء مما فاته، حيث أوقعت القرعة ناديه ليفربول مع ريال مدريد، في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، لتتاح له مباراتين جديدتين من أجل الثأر من الميرنجي، ويحافظ على حلمه في حصد لقب دوري الأبطال من جديد.

وربما أصبح من الصعب أن يلحق الريدز بقيادة الفرعون بصراع الصدارة بحثا عن اللقب في الدوري الإنجليزي، لكنه يأمل على الأقل في العودة للمربع الذهبي المؤهل لدوري الأبطال، بالإضافة إلى أنه يتمنى بكل تأكيد ألا يحطم النرويجي إيرلينج هالاند نجم السيتزنز، أرقامه القياسية في المنافسة على لقب الهداف، والتي أصبح من الصعب على الفرعون أن يفوز بها مجدداً في النسخة الحالية.

وعلى صعيد مشوار صلاح مع المنتخب، فأن الفراعنة على موعد مع استكمال منافسات التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2023، والتي ستقام في يناير عام 2024.