رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

مونديال 1982 فضيحة «خيخون» تحرم الجزائر من دخول التاريخ.. والشيخ فهد يجبر الحكم على إلغاء هدف صحيح فى مرمى الكويت

11:01 ص | السبت 26 مايو 2018
مونديال 1982 فضيحة «خيخون» تحرم الجزائر من دخول التاريخ.. والشيخ فهد يجبر الحكم على إلغاء هدف صحيح فى مرمى الكويت

إيطاليا بطل مونديال 1982

نقلا عن العدد الورقي

«لاسلو كيش» يسجل أسرع هاتريك فى تاريخ كأس العالم.. منتخبان عربيان والكاميرون والكويت وهندوراس ضيوف لأول مرة.. والهداف سجين سابق

استضافت إسبانيا كأس العالم 1982، بعدما تنازلت لدولة ألمانيا الغربية عن استضافة مونديال 1974، وكانت هذه هى النسخة رقم 12 فى تاريخ بطولات كأس العالم، وأدار مبارياتها 41 حكماً منهم البحرينى إبراهيم يوسف، والجزائرى بليد لاكارنى، وفاز منتخب إيطاليا باللقب للمرة الثالثة فى تاريخه بعدما تغلب على منتخب ألمانيا الغربية فى المباراة النهائية بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد بمدينة مدريد.

شهدت نسخة «مونديال 82»، قراراً جديداً من الاتحاد الدولى للعبة حيث رفع عدد المنتخبات المشاركة لـ24 منتخباً بدلاً من 16 منتخباً، وحصلت قارة أوروبا على 14 مقعداً من بينها مقعد لإسبانيا المستضيف، وذهبت 4 مقاعد لأمريكا الجنوبية منها مقعد للأرجنتين حامل اللقب، وحصلت أمريكا الشمالية على مقعدين، وحصلت أفريقيا على مقعدين أيضاً، وذهب مقعدان لآسيا وقارة أوقيانوسيا. شارك فى هذه البطولة للمرة الأولى كل من الجزائر والكاميرون والكويت وهندوراس ونيوزلندا.

 

نظام البطولة

اختلف نظام مونديال 82 عن غيره من كؤوس العالم السابقة، فتم تقسيم الفرق إلى 6 مجموعات من أربع فرق لكل مجموعة بحيث يصعد أول وثانى كل مجموعة إلى الدور الثانى، ويتم تقسيم المتأهلين إلى أربع مجموعات كل منها تضم ثلاثة فرق، ويتأهل إلى نصف النهائى أول كل مجموعة، وكانت هذه هى البطولة الوحيدة التى أقيمت بهذا الشكل، وكان اللجوء لفارق الأهداف لحسم التأهل إذا تساوى منتخبان أو أكثر فى النقاط. ظهر أداء المنتخبات التى صعدت للمرة الأولى بمظهر قوى ولكن الغلبة كانت للأقوى وصاحبة الخبرة، وكان ظهور الكويت بالمونديال هو أول وجود عربى آسيوى فى نهائيات كأس العالم، بعد تخطيها كوريا وتايلاند وماليزيا ونيوزيلاندا والصين والسعودية.

 

صراع المجموعات

تصدرت بولندا المجموعة الأولى وجاء منتخب إيطاليا فى الوصافة، وخرجت الكاميرون وبيرو من الدور الأول، بينما شهدت المجموعة الثانية تأهل ألمانيا الغربية والنمسا، وخروج منتخبى تشيلى والجزائر. وفى المجموعة الثالثة جاء منتخب بلجيكا فى الصدارة، وتأهل معه منتخب الأرجنتين بحصوله على المركز الثانى، فيما ودعت المجر والسلفادور البطولة، وتأهل عن المجموعة الرابعة منتخبا إنجلترا وفرنسا، وخرج منتخبا تشيكوسلوفاكيا والكويت، وعن المجموعة الخامسة تأهل منتخبا أيرلندا الشمالية وإسبانيا، وخرجت يوجوسلافيا والهندوراس، كما تأهل منتخبا البرازيل والاتحاد السوفيتى من المجموعة السادسة، وخرج منتخبا أسكتلندا ونيوزيلندا.

 

الجزائر تتألق

حققت الجزائر أكبر مفاجآت البطولة بفوزها على بطل أوروبا المنتخب الألمانى بنتيجة 2-1 فى مباراتها الأولى بفضل هدفين من رابح ماجر، وأفضل لاعب فى أفريقيا فى ذلك العام لخضر بلومى، بينما فازت النمسا على تشيلى، وفى الجولة الثانية فازت النمسا على الجزائر وانتصر الألمان على تشيلى، وشهدت الجولة الثالثة حدثاً تاريخياً سمى فيما بعد بفضيحة «خيخون»، حيث لعبت الجزائر ضد تشيلى وفازت عليها إلا أنها ودعت البطولة، بعدما اتفقت النمسا مع ألمانيا، على نتيجة تؤهل كلا المنتخبين، حيث سجلت ألمانيا فى الدقيقة العاشرة وأصبحت النتيجة لصالحهم وتؤهلهم مباشرة بفارق الأهداف على الجزائر، وبعد تسجيل هذا الهدف لعب الفريقان بطريقة عجيبة، واكتفوا بتناقل الكرة دون أى هجوم، لتفوز ألمانيا على النمسا مما سمح لكلا المنتخبين الأوروبيين بالتأهل معاً، وقد أدت هذه النتيجة المثيرة إلى حدوث تطور فى البطولات التالية بالعمل على اختتام مباريات الدور الأول فى نفس التوقيت.

 

أسرع هاتريك

وسجل لاسلو كيش، مهاجم منتخب المجر أسرع هاتريك فى تاريخ المونديال، جاء بعد 8 دقائق فقط ضد منتخب السلفادور، فى مباراة كانت من جانب واحد انتهت بنتيجة (10-1)، وهذا العدد من الأهداف هو الأكثر فى تاريخ كأس العالم، وسجل منتخب إنجلترا رقماً قياسياً، حيث سجل هدفه الأول فى مرمى منتخب فرنسا بعد مرور 27 ثانية فقط، وانتهى اللقاء بفوز إنجلترا بنتيجة 3-1.

 

قصة لا تنسى

شهدت مباراة الكويت الثانية بالبطولة أمام فرنسا، بعد التعادل فى اللقاء الأول مع تشيكوسلوفاكيا بنتيجة 1-1، أغرب حادثة فى تاريخ النهائيات، حيث انطلقت صافرة من المدرجات أدت إلى توقف مدافعى الكويت عن اللعب معتقدين أنها من الحكم، فسجل الديوك هدفاً احتج عليه لاعبو المنتخب الكويتى وتوقفت المباراة، ثم نزل الشيخ فهد الأحمد، رئيس الاتحاد الكويتى لكرة القدم آنذاك وشقيق أمير الكويت، إلى أرض الملعب، وتحدث مع الحكم الروسى ستويا، وأقنعه بالتراجع عن قراره وإلغاء الهدف الذى سجله ألان جيريس، وتم ذلك فى موقف لم يتكرر، وبعدها فرض «فيفا» غرامةً ماليةً على الكويت بـ12 ألف دولار، وتم إيقاف الحكم وعدم إسناد أى مباراة له حتى نهاية البطولة، وخسر الكويت هذه المباراة بنتيجة (1-4) وودع البطولة بعد السقوط أمام إنجلترا 1-0 فى الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات.

تأهلت بولندا لنصف النهائى بعد تصدرها مجموعتها بفارق الأهداف عن الاتحاد السوفيتى، وتذيلت بلجيكا المجموعة، كما تأهل منتخب ألمانيا الغربية لنصف النهائى عن المجموعة الثانية على حساب إنجلترا وإسبانيا، وشهدت المجموعة الثالثة تأهل منتخب إيطاليا على حساب البرازيل والأرجنتين فى مفاجأة كبيرة، وتأهل منتخب فرنسا عن المجموعة الرابعة على حساب النمسا وأيرلندا الشمالية.

فاز منتخب إيطاليا فى نصف النهائى على بولندا بنتيجة (2-0)، وواصل باولو روسى سحره خلال هذه المباراة، ووصل الآتزورى لنهائى كأس العالم للمرة الأولى منذ 1970، كما شهدت هذه البطولة الاستخدام الأول لركلات الترجيح فى كأس العالم، وذلك فى مباراة فرنسا وألمانيا فى نصف النهائى التى انتهت بالتعادل 3-3، ثم حُسمت ركلات الترجيح لصالح ألمانيا 5-4، بينما خاض الديوك مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ضد بولندا، وخسروها بنتيجة (3-2)، فحصد النسور الميدالية البرونزية.

 

النهائى والهداف

أقيمت المباراة النهائية لكأس العالم 1982 بين إيطاليا وألمانيا الغربية على ملعب سانتياجو بيرنابيو يوم 11 يوليو، وكان لدى كل منتخب من المنتخبين لقبان من المونديال، وأراد كل منهما الفوز لمعادلة رقم البرازيل بحصد ثلاثة ألقاب، وكانت المباراة بين مدربين كبيرين هما بيرزوت، مدرب إيطاليا ويوب ديرفال، مدرب ألمانيا، وأدار الحكم البرازيلى أرنالدو سيزار كويلو اللقاء، وفازت إيطاليا 3-1، وأحرز للآتزورى باولو روسى وتارديلى وألتوبيلى فى الدقائق 75 و69 و81 على التوالى، بينما سجل برايتنير الهدف الوحيد لمنتخب ألمانيا الغربية فى الدقيقة 83.

وكان باولو روسى البطل فى إسبانيا حيث قادت أهدافه الستة منتخب إيطاليا إلى لقبه الثالث، وكان روسى قد عاد للتو من مدة إيقاف دامت سنتين، فى عام 1980 حيث شهدت الكرة الإيطالية فضيحةً كبرى سميت بتوتونيرو، وكانت بسبب التلاعب بالنتائج والمراهنات، ونتج عنها عقوبة ميلان بالنزول للدرجة الثانية، وتم سجن باولو روسى لمدة عامين، قبل أن يتم استدعاؤه من قبل المدرب إينزو بيرزوت الذى واجه نقداً لاذعاً للغاية بسبب هذا القرار، وفى المباريات الأولى ظهر الآتزورى عقيماً، وكان روسى بدون أنياب حقيقية، وخيل للجميع أن إيطاليا فى طريقها للخروج المبكر، ولكن المنتخب الإيطالى تقدم بشكل بارز فى المراحل التالية حيث أقصى المنتخب البرازيلى الذى كان من المرشحين للفوز باللقب فى الدور الثانى بفضل ثلاثية روسى الذى سجل هدفين فى نصف النهائى أمام بولندا.

 

تاريخ البطولة: 13 يونيو إلى 11 يوليو

الدولة المستضيفة إسبانيا

عدد المنتخبات 24

عدد المدن المستضيفة 14

عدد المباريات 52

عدد الأهداف 146

عدد البطاقات الصفراء 98

عدد البطاقات الحمراء 5

الهداف: باولو روسى «6»

المباراة النهائية:

إيطاليا 3-1 ألمانيا الغربية

الوصيف: ألمانيا الغربية

المركز الثالث: بولندا

المركز الرابع: فرنسا

جائزة اللعب النظيف: البرازيل

أفضل لاعب: باولو روسى «إيطاليا»

أفضل لاعب ناشئ: مانويل أموروس «فرنسا»