رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

«ميسي ومارادونا».. حكاية عشق في الحياة ومطاردة بعد الموت

02:27 م | الإثنين 28 نوفمبر 2022
«ميسي ومارادونا».. حكاية عشق في الحياة ومطاردة بعد الموت

ليونيل ميسي ودييجو أرماندو مارادونا

«ليونيل ميسي ودييجو مارادونا»، مترادفان في معجم لغة الكرة، لا يمكن ذكر إنجازات أحدهما دون استدعاء الآخر، وكأن «سيد الساحرة المستديرة» رسم طريق المجد للبرغوث من أجل السير عليه دون أن يلتفت يميناً أو يساراً، لينطلق بثقة خلف أفضل ما أنجبت الكرة الأرجنتينية عبر تاريخها.

حكاية عشق في الحياة ومطاردة بعد الموت

بدأت قصة العشق بين مارادونا وليونيل ميسي مبكرا، ومنذ أن خطت أقدام ليونيل ميسي ملاعب الكرة القدم، وكان التشابه بين الثنائي مدهشا؛ إذ ارتديا الرقم 10 مع منتخب الأرجنتين، وعلقت الجماهير آمالها وأحلامها عليهما، باعتبارهما أفضل ما صنعت كرة القدم الأرجنتينية.

أقدام مارادونا كانت تسبق ليونيل ميسي دائمًا بخطوة، وكأنه يشير إليه بأن يلحق به في كل إنجاز يحققه، لذلك رفع «سيد الساحرة المستديرة» لقب كأس العالم للأرجنتين عام 1986، ليصبح دليل البرغوث في طريقه الدولي أو المحلي، ورغم حصوله على الدعم الكامل من قبل الفتى الذهبي، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، وأخفق نجم باريس سان جيرمان في حصد اللقب الأغلى، قبل إنهاء مسيرته الدولية، المقررة بعد انتهاء النسخة الحالية من المونديال.

ميسي يطارد أرقام مارادونا في كأس العالم

وبدا تأثر ليونيل ميسي بمارادونا جليا طوال مسيرته؛ إذ لم يقتصر التشابه في أرقام قمصان المنتخب لكن وصل إلى تسجيل الأهداف على طريقته، لعل أبرزها عندما سجل البرغوث هدفا في شباك خيتافي بقميص برشلونة، عام 2007، ضمن منافسات كأس إسبانيا، عندما كرر الهدف المارادوني الخالد في تاريخ كرة القدم، بمراوغة 6 لاعبين، بما فيهم حارس المرمى، قبل أن يسكن الكرة في شباك الخصم، في المباراة التي أقيمت ضمن منافسات ربع نهائي كأس العالم 1986، بين الأرجنتين وإنجلترا.

وبعد وفاة مارادونا، تسلم ليونيل ميسي إرثا ثمينا وحصيلة من الإنجازات والألقاب، بات لزاما عليه أن يعادلها أو يحطمها، قبل تسليمها للوريث الشرعي من بعده، الأمر الذي فعله في النسخة الحالية من كأس العالم، التي يأمل أن تكون الختام المثالي لمسيرته الدولية، حال استطاع أن يتوج باللقب الدولي الثاني في مسيرته بعد كوبا أمريكا.

غياب مارادونا القدوة والأب الروحي، منح ليونيل ميسي الفرصة من أجل معادلة الإنجاز المسجل باسمه، كأكثر لاعب أرجنتيني مشاركة في كأس العالم برصيد 21 مباراة، كما أضاف الهدف الثامن في مسيرته بكأس العالم، وهو حصيلة مارادونا طوال تاريخه في المونديال، ويقف على بعد خطوتين من تحقيق رقم جابرييل باتيستوتا، الهداف التاريخي لـ«التانجو» في البطولة.