رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ضربة «بانينكا» القاضية.. حكاية ركلة ترجيح أرسل بها حكيمي المغرب لعالم الأحلام

01:22 م | الخميس 08 ديسمبر 2022
ضربة «بانينكا» القاضية.. حكاية ركلة ترجيح أرسل بها حكيمي المغرب لعالم الأحلام

أشرف حكيمي

ما بين خط منتصف الملعب، ونقطة الجزاء، التي تفصل بين اللاعب وحارس المرمى 11 مترا، كانت الأفكار تراود أشرف حكيمي، الذي كان على بعد ثوان من تسجيل لحظة تاريخية، ستبقى محفورة في أذهان تاريخ كرة القدم على مر العصور، بعدما اختاره القدر ليحمل أحلام 40 مليون مغربي وملايين العرب، ليصبح دوره بين مسددين ركلات الترجيح، هو الحاسم لحجز تذكرة عبور أسود الأطلس إلى ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، على حساب المنتخب الإسباني.

ركلة بانينكا تقود المغرب لإنجاز تاريخي

يبدو أن أشرف حكيمي، الذي كان يعلم جيدا أهمية تلك الركلة التي ستسجل في التاريخ، إذا نجح في إحرازها، اختار ألا تمر تلك اللحظة مرور الكرام، ليسير في الطريق الأسهل نظريا والأصعب عمليا، بتصويب الكرة على طريقة «بانينكا».

أشرف حكيمي يعيد ركلة بانينكا للأضواء بمونديال 2022

46 عاما مرت على تقديم تلك التقنية إلى العالم، بعدما قرر أسطورة تشيكوسلوفاكيا، أنتونين بانينكا، أن يخرج عن المألوف ويحفر اسمه بأحرف من ذهب في كتب تاريخ الساحرة المستديرة، ويسجل واحدة من علاماتها باسمه إلى أبد الأبدين، حينما قرر تسديد الكرة بلمسة خفيفة من الأسفل، إلى الأعلى وسقوطها داخل المرمى، وذلك في مرمى الحارس الألماني سيب ماير، ليمنح منتخب بلاده لقبا تاريخيا، بعدما توج بلقب أمم أوروبا للمرة الوحيدة في تاريخه.

الثورة التي أحدثها بانينكا في تنفيذ ركلات الترجيح، أصبحت نهجا يتبعه النجوم الكبار منذ ذلك الوقت، ورغم أن اختيار تلك الطريقة في الأوقات الحاسمة، يعد سلاحا ذي حدين، إلا أن لمعة دخول التاريخ تغري اللاعب صاحب القرار، لعل أبرزها لحظة تسديد زين الدين زيدان بتلك الطريقة في مرمى الأسطورة الإيطالية جانلويجي بوفون في نهائي كأس العالم 2006.

ورغم خسارة منتخب فرنسا اللقب بركلات الترجيح، وحصول زيدان على بطاقة حمراء بعد «النطحة» الأشهر في تاريخ الساحرة المستديرة، إلا أن ركلة الجزاء ظلت محفورة في أذهان الجماهير على مدار كل السنوات الماضية.

على طريقة «بانينكا» كتب أشرف حكيمي التاريخ، ليس لمنتخب المغرب فقط، بل للعرب جميعا، بتسجيل الركلة الأهم في مشواره الكروي، التي أرسلت ملايين المشجعين إلى عالم الأحلام، بوضع منتخب المغرب ضمن بين الـ8 الكبار في كأس العالم 2022، رافعا سقف الطموحات إلى أقصاه، ويحول الحلم إلى واقع، بعدما نجح في الاختبار الصعب، وتسجيل الركلة «الأخطر» في عالم الساحرة المستديرة.