عز الدين أوناحي نجم منتخب المغرب خلال مواجهة البرتغال
أصبح عز الدين أوناحي، نجم منتخب المغرب، حديث الجماهير والنقاد، بعد تألقه خلال منافسات كأس العالم 2022 بقطر، خاصة في مواجهتي إسبانيا والبرتغال؛ إذ قاد كتيبة أسود الأطلس لتجاوز تلك العقبات الصعبة، والوصول لنصف نهائي المونديال، في إنجاز تاريخي للمنتخبات العربية بشكل خاص والأفريقية بشكل عام.
قدم عز الدين أوناحي أداءً ملحمياً في مباراة المغرب ضد البرتغال اليوم؛ إذ نثر سحره في أرضية الملعب، ليبهر الجماهير والمدربين؛ إذ قدم 25 تمريرة، بينها 20 صحيحة، بنسبة دقة 80%، ونجح في 3 مراوغات صحيحة، بنسبة نجاح 100%، كما صنع فرصتين لزملائه، إحداهما محققة للتسجيل، ولمس الكرة في 48 مناسبة.
وتفوق «أوناحي» على الصعيد الدفاعي أيضا؛ إذ تفوق في 7 التحامات أرضية ضد لاعبي البرتغال، من أصل 8 صراعات دخل فيها، كما تحصل على 4 أخطاء، ولم يرتكب أي خطأ، كما اعترض تمريرات لاعبي الخصم 3 مرات.
ويعتبر عز الدين أوناحي الجوكر الأبرز في خطط وليد الركراكي، فهو الذي شكل مثلثاً رائعاً مع أشرف حكيمي وحكيم زياش، في الجبهة اليمنى للمنتخب المغربي، استطاع من خلالها أسود الأطلس الخروج بالكرة أكثر من مرة، رغم ضغط المنتخب البرتغالي.
ويستطيع اللاعب الشاب المشاركة في جميع المراكز بخط الوسط، ويمكنه التحول إلى جناح أو صانع لعب أحياناً، بفضل مهاراته الفردية العالية، وقدراته على الاحتفاظ بالكرة.
عز الدين أوناحي عشق كرة القدم منذ صغره؛ إذ ولد في 19 أبريل عام 2000، بمدينة الدار البيضاء، ليتجه إلى مدرسة نادي الرجاء البيضاوي المغرب، لتعلم لعبته المفضلة كرة القدم.
تألق أوناحي لم يكن وليد الصدفة؛ إذ نشأ وترعرع بعد ذلك في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في مدينة سلا بالمغرب، ليشق بعدها طريقه الاحترافي في الأندية الفرنسية، من ستراسبورج إلى أفرانش في دوري الدرجة الثالثة بفرنسا، ومنذ 18 شهرا فقط، بدأت مسيرته مع نادي أنجيه الفرنسي.
لم يكن أوناحي يتوقع أنه سيجد طريقه إلى منتخب المغرب سريعا؛ إذ لعبت الصدفة دورا في ذلك، حينما كان المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش يشاهد أحد مباريات أنجيه لمتابعة سفيان بوفال، الذي كان أحد أسلحته الرئيسية في تشكيل أسود الأطلس، ليلفت أداء أوناحي مدرب المنتخب المغربي، ويدفعه لضمه للقائمة المشاركة في كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون.
لم تنجح المغرب في حصد لقب أمم أفريقيا، لكن ثقة خليلوزيتش في قدرات أوناحي ازدادات بمرور الوقت، ليدفع به في التشكيل الأساسي خلال مواجهة الإياب ضد الكونغو، في المباراة المؤهلة لكأس العالم 2022، بعد التعادل ذهابا بهدف لكل منهما.
رد أوناحي الجميل لمدربه البوسني، وأثبت صحة وجهة نظره؛ إذ قاد أسود الأطلس للتأهل إلى المونديال بأداء لا ينسى، بعدما سجل الهدف الأول والثالث لمنتخب بلاده، بطريقة رائعة، قبل أن يساهم كذلك في الهدف الرابع بتسديدة قوية تصدى لها الحارس بصعوبة ليتابعها أشرف حكيمي في الشباك.
مستوى عز الدين أوناحي المبهر استمر مع ناديه أنجيه خاصة هذا الموسم، الذي شهد تفجر إمكانياته، بعدما أصبح صاحب ثاني عدد من المراوغات الناجحة في الدوري الفرنسي، بعد ليونيل ميسي، نجم باريس سان جيرمان، بفارق 10 مراوغات فقط.
المغربي صاحب الـ22 عاما هو أيضا ثاني لاعب في أوروبا تحت 23 عاما، من حيث عدد التمريرات للأمام خلف الإسباني بيدري، نجم برشلونة.
أوناحي استطاع التفوق على بيدري ذاته، خلال مواجهة المغرب وإسبانيا؛ إذ التهم خط وسط إسبانيا بأداء فردي رائع، وأشاد لويس إنريكي بما قدمه، وأكد أنه كان مستعدا لمواجهة لاعبين مثل حكيمي وزياش وسفيان أمرابط، لكنه علق على مستوى أوناحي في المؤتمر الصحفي قائلا: «لقد فاجأني، يا إلهي من أين أتى هذا الفتى؟، لم يتوقف عن الجري».
وامتلكت إدارة أنجيه الذكاء الكافي، لتجديد عقد أوناحي صاحب الـ22 عاما، قبل انطلاق منافسات كأس العالم، ليمتد إلى عام 2026، رغم اهتمام العديد من الأندية بضمه، وعلى رأسها إشبيلية الإسباني.
وكشفت تقارير صحفية فرنسية، أن قيمة اللاعب المغربي قدرت بـ12 مليون يورو في ذلك الوقت، لكن من المؤكد أن هذا الرقم سيصبح أكبر بكثير، ولن يستمر اللاعب كثيرا في صفوف أنجيه، وسوف تتصارع الأندية الكبرى للظفر بخدماته بعد المونديال.
تعليقات الفيسبوك