رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صنداي أوليسيه: أفريقيا قهرت المستحيل.. والمغرب يمكنها الفوز بالمونديال (حوار)

04:08 م | الإثنين 12 ديسمبر 2022
صنداي أوليسيه: أفريقيا قهرت المستحيل.. والمغرب يمكنها الفوز بالمونديال (حوار)

الوطن تحاور أسطورة نيجيريا

هو واحد من أساطير الكرة الأفريقية، ولمع نجمه مع الجيل الذهبي لمنتخب نيجيريا في فترة التسعينات، وحصل على ذهبية دورة الألعاب الأولمبية مع النسور الخضراء في عام 1996، ومن قبلها ذهبية أمم أفريقيا 1994، والآن هو عضو اللجنة الفنية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، لتقييم مونديال قطر 2022، وأحد فريق أساطير «فيفا»، هو النيجيري صنداي أوليسيه، الذي تحدث لـ«الوطن» عن إنجازات المنتخبات الأفريقية، وتقييمه لمنتخب المغرب الذي وصل لأول مرة في تاريخ المنتخبات الأفريقية والعربية لنصف نهائي كأس العالم، وكشف عن سبب غياب المدربين الأفارقة عن العمل في أوروبا.

المغرب أصبح محبوب الجميع.. وكأس العالم المقبلة ستشهد تطورا أكبر للكرة الأفريقية

* بداية.. كيف ترى مشاركة المنتخبات الأفريقية في كأس العالم ٢٠٢٢؟

- أعتقد أنها أفضل نسخة كأس عالم للمنتخبات الأفريقية على الإطلاق، مع وصول منتخبين إلى الأدوار الإقصائية هما السنغال والمغرب، وامتد الإنجاز ليكون المنتخب المغربي ضمن أفضل 4 منتخبات في العالم، بوصوله للدور نصف النهائي، في مشهد نراه لأول مرة فى التاريخ، وهو أمر جعل قارة أفريقيا بالكامل سعيدة وفخورة بما حققه أسود الأطلس، فى مفاجأة لن ينساها تاريخ كأس العالم، فهم سطروا تاريخا جديدا للكرة الأفريقية كما لم يحدث من قبل.

* هل تعتقد أن نجاح المغرب فى الوصول لهذه المرحلة يفتح المجال لمنتخبات أفريقية أكثر لتحقيق تقدم أكبر فى كأس العالم المقبلة؟

- بالتأكيد، أولاً كأس العالم المقبلة 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة والمكسيك، ستشهد مشاركة 9 منتخبات أفريقية، وهو أقصى ما كنا نحلم به كأفارقة، أن يحصل عدد أكبر من منتخباتنا الوطنية على المشاركة، لأن هناك منتخبات عظيمة تتصارع للمشاركة، وفى النهاية علينا اختيار 5 منتخبات فقط، وهو رقم ضئيل، وأفريقيا تستحق المزيد، ثانياً كل المنتخبات الأفريقية تنظر للمغرب الآن على أنها قهرت المستحيل، وبالتالي في المرات المقبلة ستكون لديهم الثقة في أنفسهم، والإيمان بقدرتهم على تحقيق الانتصار والوصول لنقطة أبعد من تلك التي سيحققها المنتخب المغربي، الذي لديه فرصة كبيرة جدا للفوز ببطولة كأس العالم.

* هل تعتقد أن المغرب قادر على الفوز بكأس العالم؟

- منتخب المغرب قدم مستويات مميزة للغاية، وجعلنا جميعا نحلم بقدرته على الوصول لأبعد نقطة ممكنة، ويستطيع الفوز بكأس العالم أو على الأقل نيل أول ميدالية أفريقية في التاريخ، خصوصا أيضا أن المنتخبات العربية وليست الأفريقية فقط تغلبت على كلمة المستحيل، فانظروا إلى ما فعله منتخب السعودية أمام الأرجنتين، هو أمر لا يصدق، لقد كانوا رائعين.

المدرب الأفريقى مظلوم في أوروبا.. وإنجاز وليد الركراكى جعل حلمنا ممكنا

* فى رأيك كيف فاز منتخب المغرب على منتخبات كبيرة مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال؟

- منتخب المغرب ليس دفاعيا كما يظن البعض، هو يجيد التحول الهجومى بشكل كبير، خاصة أن أهم ميزة لأي فريق بطل هو أن يمتلك تنظيما دفاعيا كبيرا، وهو ما حققه المغرب، بدليل أنه لم يسكن شباكه سوى هدف واحد فقط، وهذا يرجع لوجود حارس مميز هو ياسين بونو، ومنظومة دفاعية مترابطة بين خطوط الفريق ككل، ويلعبون بطريقة المثلثات في وسط الملعب، وهو ما يعطيهم أفضلية كبيرة على أي منافس، بسبب الكثافة التي يخلقها وليد الركراكي، مدرب الفريق، في الوسط.

* ما رأيك فى مستوى ياسين بونو؟

- أنا لست حارس مرمى لأقيمه، ولكن أرقامه تتحدث عنه، فهو لم يتلق إلا هدفاً واحداً خلال 4 مباريات فى المونديال، بالتأكيد وجود حارس مميز مثله في فريقك يعطيك الأمان، وأن تلعب بأريحية.

* ومَن أفضل لاعب في منتخب المغرب من وجهة نظرك؟

- المغرب يلعب بطريقة جماعية، وهناك أكثر من لاعب مميز، لكن لاعب مثل سفيان أمرابط يلعب دورا مهماً للغاية تكتيكياً لربط الخطوط ببعضها، وكذلك أشرف حكيمي وحكيم زياش، كلهم مميزون ضمن المنظومة الجماعية.

* هل ترى أن «الركراكي» فتح الباب لتألق المدربين الأفارقة ويعطي إحساسا بالثقة لأي نادٍ أوروبي للاعتماد على مدرب أفريقي؟

- للأمانة سؤالك مسّ شيئاً ما داخلى، لكنني مضطر للإجابة بدبلوماسية، لأن الأمر يتعلق بالحصول على فرصة وإتاحة للعمل، وهو ما لن يقوم به أي نادٍ في العالم، ولي تجربة شخصية فى ذلك الأمر عندنا توليت تدريب فرق في بلجيكا وهولندا، ولم أجد أحداً صبر على التجربة، ولكن أتمنى أن يكون إنجاز «الركراكي» دافعاً للفرق الأوروبية لنرى مدربا أفريقيا يقود فريقا أوروبيا في المستقبل، كما تألقنا في صفوف تلك الفرق كلاعبين؛ لأن المدرب الأفريقي مظلوم في النهاية.

* في رأيك ما السر وراء إنجاز المغرب؟

- هم وضعوا خطة على مدار 10 سنوات، متكاملة تشتمل على بنية تحتية رائعة وتأسيس لاعبين بشكل جيد، وكذلك تأهيل المدرب بشكل جيد، وها هو المنتخب والأندية يحصدان النتائج.

* كيف تقيم كأس العالم فنيا؟

- هي بطولة معقدة تكتيكياً والفرق تعتمد على طرق لعب مميزة للغاية في التحرك بين الخطوط وفتح المساحات لتسجيل الأهداف، وكذلك عمل التكتلات الدفاعية لمنع تلقي الأهداف، لذلك أراها بطولة معقدة تكتيكياً، وهو أمر أعطاها متعة أكبر، فهناك مثلا منتخبات تضحي بلاعبين من أجل الفريق، والمثال على ذلك «ميسى» مع الأرجنتين و«مودريتش» مع كرواتيا، ففي بعض الأحيان تشعر أنهما يسيران خارج السرب لترك مساحات للفريق؛ لأن المنافسين يركزون معهما بصفتهما من أشهر النجوم في البطولة حاليا، وذلك بتعليمات من المدربين، وهو تحول تكتيكي كبير.

* فى النهاية ما رأيك في التنظيم؟

- على أعلى مستوى، فقطر تقدم نسخة استثنائية من كأس العالم لم نشاهدها من قبل.

على الهامش:

زوجتى سر تشجيعي للمغرب

لدى انحياز لتشجيع المنتخب المغربى خلال بطولة كأس العالم بسبب ارتباط أسري، لأن زوجتي مغربية، وبالتالي أنا مشجع مغربي حتى النخاع، وأتمنى فوز المنتخب المغربي والتأهل للنهائي من أجل زوجتي وأفريقيا أيضا؛ لأنه سيكون حدثاً تاريخياً أن يفوز منتخب عربي وأفريقي بأول بطولة كأس عالم تقام في الشرق الأوسط.