رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

على رأسهم سارة سمير وعلاء أبو القاسم.. أبطال الألعاب الفردية: "شجعونا.. وهنفرحكم"

06:22 ص | السبت 20 يوليو 2019
على رأسهم سارة سمير وعلاء أبو القاسم.. أبطال الألعاب الفردية: "شجعونا.. وهنفرحكم"

أبطال الألعاب الفردية

ميداليات لا حصر لها، وألقاب رفعت اسم مصر فى المحافل الدولية، وأرقام قياسية لا يعلم الكثير عنها شيئاً، حققها أبطال الألعاب الفردية على مدار تاريخهم، تتعاقب الأجيال وتتجدد الأهداف والأحلام ويرتفع سقف طموحاتهم، مع كل بطولة قارية أو دولية، يحاربون حتى النفس الأخير، يحلقون وحدهم دون جمهور يشجع أو يصفق، تغيب عنهم الأضواء وتختفى الدعاية والحديث عن إنجازاتهم فى الوسائل المختلفة.

لكن البوصلة تحولت تدريجياً، واتجهت الأنظار إليهم، خاصة بعد خروج المنتخب الوطنى لكرة القدم من بطولة كأس الأمم الأفريقية، وعلقت الجماهير أحلامها على أبطال آخرين لن يخذلوهم أبداً، الأمر الذى أسعد الكثيرين من أبطال الألعاب الفردية مثل المصارعة والكاراتيه، وتنس الكراسى المتحركة، ورياضة السلاح، ورفع الأثقال وغيرها، وتعاهد هؤلاء على بذل قصارى جهدهم لتحقيق الأوسمة والبطولات، ورفع شعار "ما تزعلوش إحنا هنفرحكم".

"الوطن" تسلط الضوء على بعض هؤلاء الأبطال الذين حصدوا العديد من الألقاب فى الفترة الأخيرة ولم يحظوا بالاهتمام الكافى، وترصد خططهم خلال الأيام المقبلة واستعداداتهم لأولمبياد طوكيو 2020.

سارة سمير.. رفع الأثقال: "نعدكم بحصد البطولات"

استطاعت أن تحقق رقماً قياسياً جديداً فى البطولة الأفريقية فى "الخطف"، بعدما رفعت وزن 112 كجم، وحفرت رقماً جديداً فى "الكلين" برفع 145 كجم، وهى ما زالت على أعتاب العشرين من عمرها، البطلة الأولمبية سارة سمير، التى حصلت على لقب أفضل رباعة فى البطولة الأفريقية فى رفع الأثقال، التى تعد إحدى البطولات المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020.

تحكى ابنة محافظة الإسماعيلية، أنها خضعت لأول بطولة لها فى الحادية عشرة من عمرها وانضمت لفريق المؤسسة العسكرية، وحصلت على ذهبية أولمبياد الشباب بالصين عام 2014 فى وزن 63 كجم، إضافة إلى برونزية أولمبياد البرازيل، كما نجحت الفتاة الصغيرة فى التتويج بالعديد من الذهبيات العربية والأفريقية والمشاركات الدولية والعالمية التى أقيمت داخل مصر وخارجها، وواصلت نجاحها بالتتويج بذهبية بطولة البحر الأبيض المتوسط فى إسبانيا، وخطفت البرونزية فى بطولة العالم الأخيرة بأوزباكستان، واختتمت نجاحها بثلاث ذهبيات فى بطولة أفريقيا التى أقيمت فى استاد القاهرة مؤخراً.

سجل حافل بالبطولات يزين مشوار البطلة المصرية، لكنه لم يكن سهلاً فقد عانت كثيراً حتى وصلت لتلك المكانة، تتذكر مواقف كانت تهدد سلسلة نجاحها كعدم التوفيق بين الدراسة والتمرين والمعسكرات أحياناً، فضلاً عن عدم الاهتمام بالألعاب الفردية وقلة المتابعين لها، الأمر الذى كان يشعرها بالإحباط نوعاً ما.

تعلم أن الساحرة المستديرة صاحبة النصيب الأكبر من الشعبية والتشجيع، لكن هذا لا يمنع تسليط الضوء عليهم عن طريق وسائل الإعلام المختلفة: «إحنا نستحق الدعم والتشجيع لأننا فى النهاية بنرفع اسم مصر فى المحافل الدولية والمساندة بتفرق معانا».

موجهة رسالة لجميع الجماهير الذين لم يفكروا فى التعرف على ألعابهم: "احنا هنفرحكم، تابعونا هنكون عند حسن ظنكم"، مؤكدة أنها كلاعبة تحتاج إلى الاهتمام الإعلامى والدعم النفسى والمعنوى ووجود جماهير تؤازر وتشجع: "كل ده هيزيد من مستوانا"، اختارت هذه اللعبة التى اشتهر بها الرجال بسبب شقيقها الأكبر محمد الذى كانت تذهب معه لتشاهد مباريات رفع الأثقال: "عجبتنى اللعبة جداً وشجعنى أخويا على اللعب ووالدى قبل وفاته".

واجهت الكثير من الصعوبات فى بداية مشوارها، خاصة تعليقات الناس ومفهومهم عن تلك اللعبة بأنها لا تتناسب مع البنات: "كانوا بيقولوا إنها لعبة ولاد لكن قدرت أتغلب عليها"، إضافة إلى عدم توافق امتحاناتها مع البطولات والمعسكرات: "قدرت أوفق بينهم"، بدأت فى التدريبات واللعب وتكثيف جهودها حتى استطاعت الحصول على ميداليات عالمية وأولمبية.

تنسب الفضل لأسرتها التى تشجعها وتساندها وتدعمها على مدار مشوارها، بخاصة شقيقها الأكبر ووالدها قبل رحيله، إضافة إلى الرعاة ووزارة الشباب والرياضة التى تقدم لهم كافة الإمكانيات المتاحة وتذلل العقبات أمامهم، مؤكدة أنها استطاعت المشاركة فى العديد من البطولات العربية والأفريقية والعالمية والأولمبية: "قدرت أحقق ميداليات أولمبية وميداليات ذهبية فى بطولات عالم شباب وكبار، ومؤخراً حققت ذهبية أفريقيا فى مصر".

ترى أن خروج المنتخب الوطنى لكرة القدم من بطولة أمم أفريقيا التى احتضنتها مصر رغم أنه تسبب فى آلام للجميع لكنه لفت نظر المصريين للألعاب الفردية أكثر: "لأنهم فعلاً هم من يرفعون علم مصر فى كل البطولات والعالم"، مؤكدة أنها تستعد لبطولة طوكيو 2020 من خلال معسكر مع منتخب مصر فى أذربيجان: "قدرت أحقق ذهبية أفريقيا، وأستعد حالياً بمعسكر خارجى بصحبة منتخب مصر لدورة الألعاب الأفريقية وبطوله العالم".

علاء أبوالقاسم.. ذهبية السلاح: أستعد لأولمبياد طوكيو من الآن

صاحب الميدالية الفضية فى أولمبياد لندن 2012، بطل السلاح الذى استطاع التغلب على أبطال من مختلف الدول، منها غانا والمغرب والكونغو وتوجو ومالى والجزائر وتونس وغيرها، إنه اللاعب علاء الدين أبوالقاسم، الذى شارك مؤخراً فى بطولة أفريقيا للسلاح التى أقيمت فى العاصمة المالية بماكو فى يونيو الماضى، وهى إحدى البطولات المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020 عن طريق جمع أكبر قدر من النقاط.

يحكى "علاء" أنه بدأ تلك اللعبة منذ أن كان فى الثامنة من عمره، وتألق فى رياضة السلاح فى نادى السلاح السكندرى وحقق العديد من الميداليات الدولية والعالمية، وحصل على تكريمات وجوائز: "فخور إنى أول مصرى عربى أفريقى يحصل على الميدالية الفضية فى أولمبياد لندن 2012"، إضافة إلى ميدالية ذهبية فى بطولة أفريقيا بمالى.

يتحدث عن الصعوبات التى واجهها خلال مشواره، قائلاً: "الإعلام بشكل عام لا يهتم بظهور لاعب الألعاب الفردية بشعارات الرعاة سواء فى البرامج أو شعارات على الملابس"، مؤكداً أن "ذلك يقلل من الدعم المادى الذى يأتى للاعبين من الرعاة وبالتالى يقلل من عدد المعسكرات التى يخضعون لها أثناء فترة الإعداد والتأهيل للبطولات".

يتابع البطل الأولمبى: "لدينا جمهور كبير سواء فى مصر أو الوطن العربى والقارة السمراء لكن لم يظهر ولم يشعر أحد بتأثيره نظراً لانعدام الاهتمام الإعلامى به، وتقصير الإعلام فى دفع الجماهير لمؤازرة الأبطال الذين يمثلون بلدهم فى العديد من المحافل الدولية"، مطالباً الجماهير المصرية التى لم تعرف شيئاً عن تلك الألعاب أن تساندهم فى مشوارهم: "إحنا هنفرحكم"، مؤكداً أنهم سيبذلون قصارى جهدهم من أجل حصد أكبر قدر من الجوائز والميداليات فى طوكيو 2020 لإسعاد الجماهير المصرية وتعويضهم على خروج المنتخب الوطنى لكرة القدم من بطولة أفريقيا، ويأمل "علاء" فى تزويد الجماهير بمعلومات عن أبطال الألعاب الفردية وتشجيعهم لحضور المنافسات التى يشاركون بها وتسليط الضوء أكثر على هذه الألعاب، التى لا تقل أهميتها عن باقى الرياضات الأخرى.

وعن إنفاق بعض اللاعبين على تدريباتهم من جهودهم الذاتية قال: كنا نفعل ذلك قبل وجود رعاية لكن الأمور اختلفت الآن وتحسنت جداً من قبل وزارة الشباب والرياضة متمثلة فى الدكتور أشرف صبحى: "واصل لنا مجهوده المبذول لدعمنا بجانب الرعاة لفريق الفراعنة"، إضافة إلى دعم ومساندة أسرته وأصدقائه له والاتحاد المصرى للسلاح: "حالياً فيه جهات كتير بتوفر لنا الدعم المادى والمعنوى وده بيشجعنا أكتر، ناقص مساندة جمهورنا".

يستعد "علاء" لبطولة أفريقيا وأولمبياد طوكيو 2020 من الآن عن طريق معسكر تدريبى فى المركز الأولمبى، والمشاركة فى عدة بطولات للتأهيل للبطولة الكبرى: "حققت الميدالية الذهبية فى الفردى والفرق ببطولة أفريقية واقتربنا من التأهل لطوكيو 2020 فى الفرق"، مؤكداً أنه يستعد حالياً للمشاركة فى بطولة العالم بالمجر ويطمح لتحقيق أعلى النتائج التى تقربه من حلمه الكبير.

محمد صبحى.. تنس الكراسى المتحركة: "مفيش لعبة واخدة حقها غير كرة القدم"

خطأ طبى حكم عليه بقضاء بقية عمره على كرسى متحرك، لكن ذلك لم يكن عائقاً أمام تحقيق حلمه، فتربع على عرش بطولات لعبة التنس للكراسى المتحركة.

محمد صبحى، لاعب من طراز خاص، واجه صعوبات بعدد أنفاسه تجاوزها حتى حصد جميع البطولات المحلية والمشاركة فى الدولية: "فضلت سنتين بلعب وأخسر بس"، لم ييأس وكثف مرانه على مدار 3 سنوات منذ عام 2010: "بقيت رقم واحد فى مصر"، شارك فى بطولة أفريقيا عام 2018 وحصل على المركز الثانى، إضافة إلى مشاركته فى بطولات دولية لكسب نقاط تؤهله للمشاركة فى الأولمبياد.

يحكى أنه بعد وعكته الصحية التى كانت بسبب جرعة علاج خطأ أثرت على عضلات الساق والعصب، حرمته من ممارسة حياته بشكل طبيعى، لكن حبه وشغفه بالرياضة جعله يبحث عن مخرج وتعرف على لعبة التنس للكراسى المتحركة بالصدفة وبدأ يتمرن عليها حتى أحبها: "نزلت مصر فى 2012 بس".

يتذكر أول مباراة له قبل 9 سنوات، حين خسر فيها نتيجة عدم إلمامه بكل قوانين اللعبة، ذهب لمركز تدريب وخضع لمران مكثف كان ينتهى فى منتصف الليل وتدرب سباحة لتقوية عضلاته وتعلم السيرك على الكرسى باحترافية والتحكم فى الكرة: "كنت بشتغل وبتمرن ومن يومها مخسرتش".

شارك فى نحو 30 بطولة، وحصل على المركز الأول زوجى فى بطولة نيروبى، ووصل لنصف النهائى فى بطولة كينيا وفاز فى ثلاث مباريات فى بلجيكا: "كنت هوصل للنهائى لولا اتصبت"، وفى بطولة المجر قدم نتائج جيدة، يفتقد الشاب العشرينى الدعم والاهتمام من الاتحاد الذى لم يضع له خطة ليسير عليها على مدار العام، حسب قوله، ما يعرقل مشواره تجاه الأولمبياد: "ما بيهتمش خالص وفيه بطولات محتاج أشارك فيها عشان أجمع نقط"، يحكى أن رقمه فى التصنيف الدولى 300 وأفضل رقم وصل له هو 125، وفى طوكيو 2020 يحتاج أن يكون ضمن 40 لاعباً.

يؤكد أن لا يزال لديه فرصة لتحسين ترتيبه على مستوى العالم، ولكن فى حالة دعم الاتحاد له وإتاحة الفرصة أمامه للمشاركة فى البطولات الكبرى، لافتاً إلى أنه ينفق على معظم سفرياته والبطولات التى تتم دعوته إليها، لكنه لم يتمكن من تلبية الدعوات فى جميع الأوقات لعدم قدرته على تحمل تكاليفها، مؤكداً أن تلقى دعوات لبطولة فى المجر فى أغسطس المقبل، وبطولة فى تشيك سبتمبر المقبل، وبطولتين فى رومانيا وأخرى فى أمريكا فى شهر أكتوبر: "محتاج تذاكر الطيران والإقامة وهى مش مبالغ كبيرة"، مضيفاً أن الاشتراك فى أى بطولة يحتاج إلى 300 يورو بما يعادل 6 آلاف جنيه مصرى بجانب تذاكر الطيران: "أوقات بطلع على حسابى بس مش هقدر أعمل ده كتير".

يرى أن جميع الألعاب فى مصر لم تأخذ حقها عدا كرة القدم، لافتاً إلى أنه فى نفس يوم خروج المنتخب الوطنى من بطولة كأس الأمم الأفريقية حصل لاعب مصرى على ميدالية ذهبية فى كأس العالم بكندا فى لعبة المصارعة الرومانى: "رفع علم مصر".

جيانا فاروق: وفقت بين التدريب والدراسة

مارست رياضة السباحة فى عمر السادسة، وفى أحد الأيام، بعد انتهاء مرانها، مرت بالصدفة أمام صالة الكاراتيه، وشاهدت أقرانها من الصغار وهم يمارسون اللعبة، تابعت باهتمام وازدادت نظرات الإعجاب معها فقررت أن تنتقل إلى ممارسة الكاراتيه، وحصلت على لقب بطلة الجمهورية، ومن هنا بدأ مشوار جيانا فاروق، بطلة مصر فى تلك اللعبة، التى لم تتعاف من الإصابات التى كانت تلاحقها أثناء التدريبات واللعب، لكنها لم تقف عائقاً أمامها وواصلت نجاحها وتحقيق أرقام قياسية: "قدرت أوفق بين التمرين والبطولات وأحافظ على وزنى".

كانت تواجه مشكلة كبرى وهى عدم التوفيق بين الدراسة والتمرين والمعسكرات التى كانت تخضع لها للتأهيل قبل البطولات، إضافة إلى مشكلة ضعف الاهتمام وقلة المتابعين للألعاب الفردية، الأمر الذى كان ولا يزال يؤرقها، متمنية أن تنعم بجمهور يساندها ويدعمها كباقى الألعاب التى تحظى بشعبية جماهيرية وعلى رأسها كرة القدم.

تحكى "جيانا" أن اللعبة لها جمهور كبير ولكن تراجع اهتمام الإعلام بتلك الألعاب أدى إلى انصرافه عن متابعتها: "وده بيأثر على عدم وجود متابعين لينا"، مؤكدة أنها ستبذل كل ما فى وسعها لتحقيق ألقاب لمصر ورفع اسمها وإسعاد الجمهور الذى بدأ ينظر لهم ويتعرف عليهم عن قرب ويدعمهم، بعد فشل الألعاب الجماهيرية فى تحقيق ألقاب قارية: "المؤازرة الجماهيرية والإعلامية بتدينا طاقة معنوية كبيرة جداً فى الفوز والاستمرارية".

بعيداً عن كونها بطلة كاراتيه وتصدرت التصنيف العالمى ونجحت فى الفوز ببطولة العالم 5 مرات متتالية، إلا أنها طبيبة صيدلانية ناجحة استطاعت أن تجمع بين دراستها ولعبتها المفضلة والتفوق فى المجالين، كما حصلت على 7 ميداليات ذهبية فى بطولات العالم، و13 ذهبية فى البطولات الدولية الأخرى، إضافة إلى 15 ميدالية فضية، وتم اختيارها ضمن صفوف المنتخب الوطنى فى عام 2009 بعد حصولها على لقب بطولة الجمهورية، وشاركت من بعدها فى البطولات الدولية وأحرزت أول ألقابها العالمية، وحققت فى هذا العام المركز الأول على مستوى أفريقيا، ودول البحر المتوسط وتعد بجانب أول كأس العالم للناشئين والخامس على مستوى العالم للكبار.

ترى الفتاة العشرينية أن أسرتها هى العامل الرئيسى فى دعمها ثم الاتحاد المصرى برئاسة محمد الدهراوى ووزارة الشباب والرياضة بقيادة الدكتور أشرف صبحى، والرعاة الذين يساندونها فى مشوارها، مؤكدة أنها استطاعت المشاركة فى الكثير من البطولات العربية والأفريقية والإقليمية والدولية والعالمية، وحصلت على 11 ميدالية عالمية كأول مصرية عربية أفريقية تحصل على ذهبية العالم عام 2014 بألمانيا: "الحمد لله حصلت على الميدالية الذهبية فى أفريقيا من بتسوانا 2019".

وتستعد "جيانا" حالياً لدورة الألعاب الأفريقية فى الأيام المقبلة، التى تؤهلها للمشاركة فى أولمبياد طوكيو 2020، مؤكدة أن خروج المنتخب الوطنى لكرة القدم من بطولة كأس الأمم الأفريقية أصابهم بشعور سيئ وإحباط، لكن تولد بعده شعور جيد لها كلاعبة تنتمى للألعاب الفردية بسبب تسليط جزء من الضوء والاهتمام بهم من قبل الإعلام: "حققت ذهبية أفريقيا فى نفس الفترة عشان أفرح مصر".

سمر حمزة: مش هتنازل عن حلمى فى البطولة.. وعندى إصرار أبقى أقوى

كانت مشاهدتها لمباراة مصارعة عبر التليفزيون كفيلة بتركها لعبة الكاراتيه واحتراف المصارعة، بعدما نالت إعجابها ووقعت فى غرامها، فأصبحت سمر حمزة بطلة مصر للمصارعة منذ عام 2012، سلكت طريقاً جديداً محملاً بالمتاعب والصعوبات فى بدايته، وكان من أبرز المعوقات التى تواجهها التأشيرات المطلوبة من قبل بعض دول العالم المختلفة فى أوقات يكثر فيها التشديدات والإجراءات، ما كان يحرمها من السفر والمشاركة فى معسكرات إعداد البطولات.

شاركت فى العديد من البطولات، منها أفريقيا والبحر المتوسط وبطولة العالم والأولمبياد، كما حققت العديد من النتائج فى الفترة الماضية تعد مرضية بالنسبة لها، منها لقب أول فتاة مصرية تلعب فى النصف النهائى ببطولات العالم للكبار وتحصل على المركز الخامس، ما جعلها تحصل على الميدالية البرونزية: "تعتبر جائزة كبرى حققتها خلال الفترة الحالية".

تعانى من قلة دعم الجمهور ومساندتهم فى مشوارهم الملىء بالمتاعب، نتيجة انصراف الإعلام عن الحديث عنهم وتسليط الضوء على بطولاتهم: "محدش بيتابعنا غير رواد اللعبة والمهتمين فقط"، تتعهد بتحقيق أكبر قدر من البطولات لإسعاد الجماهير المصرية، لكنها تطلب مساندتهم ودعمهم وتشجيعهم خلال الفترة المقبلة والتعرف على الألعاب الفردية عن قرب ومتابعتها: "هنفرحكم بجد"، تحتاج لاهتمام من قبل الشركات الاستثمارية والمؤسسات بلاعبى مصر وأبطالها للحفاظ عليهم وعلى الأجيال المقبلة.

تحكى أنها كانت تضطر للإنفاق على لعبتها من جهودها الذاتية قبل التعاقد مع رعاة أصبحوا يتحملون هذا العبء ويوفرون لهم المعسكرات والمشاركات فى البطولات المختلفة، مؤكدة أنها ظلت لفترات طويلة تواجه بعض العقبات بمفردها، التى تتلخص فى نظرة الناس إليها باعتبارها لاعبة مصارعة، فى ظل عدم وجود لاعبات فى نفس المستوى وبعد مكان التدريب عن بيتها: "الناس شيفاها لعبة رجالة وبس".

تتذكر "سمر" أصعب فترات حياتها التى مرت بها خلال مشوارها، ومنها شعورها فى وقت ما بعدم استطاعتها أداء التمرين ولعب المصارعة، لكنها ظلت صامدة واستطاعت التغلب على تلك اللحظات القاسية: "كان عندى إصرار أعدى وأكون أقوى وأفضل من الأول"، استطاعت بعدها تحقيق ميداليات كثيرة وزاد طموحها وهدفها فى تحقيق ميدالية أولمبية فى طوكيو 2020: "مش هتنازل عن حلمى ده".

تحلم باليوم الذى تحظى فيه الألعاب الفردية بنفس اهتمام وشعبية كرة القدم وحرص الجماهير على حضور مبارياتها ومتابعتها والتعرف على أبطالها عن قرب: "إحنا مظلومين ومحتاجين تساندونا"،

استعداد خاص لبطولة أولمبياد طوكيو 2020، تخوضه حالياً بطلة المصارعة، بدأ بحصولها على الميدالية الذهبية فى بطولة أفريقيا ومشاركتها فى معسكر لمدة أسبوعين فى أوكرانيا مع بطلة العالم لمنتخب أوكرانيا، وبعدها شاركت فى بطولة الجائزة الكبرى بإسبانيا وحققت الميدالية البرونزية، إضافة إلى استعدادها للمشاركة فى بطولة بيلاروسيا للمصارعة، وهى إحدى البطولات الهامة فى التصنيف العالمى ثم دورة الألعاب الأفريقية التى ستقام بالمغرب فى شهر أغسطس المقبل وبعدها بطولة العالم فى سبتمبر: "كل ده استعداد لطوكيو 2020 والحمد لله أنا من أبرز 5 مرشحات لميدالية عالمية وأولمبية".