الجبهة الكروية تحكي قصصا بطولية.. تاريخ يروى للأجيال من رحلات الدراويش لصالح المجهود الحربي

أخبار متعلقة

مدرب الإسماعيلي: سنحلل الإيجابيات والسلبيات وأدعم صالح جمعة

هل يستطيع حمزة الجمل إنقاذ الإسماعيلي؟.. تعرف على مشوار الفريق في باقي مباريات الدوري

أخبار الإسماعيلي: مباراة ودية مع القناة.. وأسامة خليل مستشارا فنيا

الإسماعيلي يخسر من القناة بهدفين دون رد وديا استعدادا لفيوتشر

الرياضة فقط، ففى تاريخ حب الوطن والتضحية من أجله تظهر صفحة النادى مملوءة بدور عظيم فى خدمة المحروسة وتقديم العون لها ولأبناء الوطن خلال الحروب والأزمات التى عانت منها البلاد، راسماً لنفسه صورة تبقى متفرّدة وخالدة، ومثلاً يُحتذى به على مر الأجيال.

الإسماعيلى بعد حدوث حرب 1967، أسهم بدور كبير فى دعم المجهود الحربى لمصر، فكما كان الجنود على الجبهة يقاتلون، كان فريق كرة الدراويش يطوف العالم العربى من أجل مصر والمجهود الحربى، وقام بدوره الوطنى، ناسياً فرحته وقتها بالفوز ببطولة الدورى المصري، حيث سافر سريعاً إلى الشقيقة دولة الكويت يوم 6 يناير 1968 ولعب مع القادسية والعربى ومنتخب يجمعهما، ثم توجّه دون راحة إلى البحرين يوم 15 يناير، وهزم المنتخب البحرينى بهدف لأنوس، والمحرق بأربعة أهداف لهدف، ومن البحرين إلى قطر، لم تتوقف رحلات الدراويش، ولعب هناك مع فريق العروبة ومنتخب قطر وفاز على كليهما بخماسية، فى حضور سيد عبدالرازق وأميرو وريعو، ثم طار إلى العراق يوم 27 يناير ليلعب هناك مع فريق مصلحة الركاب والشرطة فى حضور الرئيس العراقى عبدالسلام عارف.

ومن العراق إلى لبنان، فى 2 فبراير 1968، لعب هناك مع فريق الرياضة والأدب ومنتخب الأندية والشعلة، ومن غرب قارة آسيا إلى شمال شرق أفريقيا، سافر إلى السودان يوم 5 فبراير من العام نفسه ليلعب هناك مع الموردة والمريخ والهلال.

الإسماعيلي يطوف العالم العربي لصالح المجهود الحربي

ودون الشكوى من إرهاق ضغوط المباريات والرحلات كما يحدث حاليا، واصل الإسماعيلى رحلاته الوطنية، وسافر إلى ليبيا ولعب فى يوم 11 مارس مع منتخب بنغازى، وقهر كل الظروف فى مباراة فاز بها 8 - صفر عن طريق على أبوجريشة وسيد عبدالرازق بواقع ثلاثة أهداف لكل منهما، وأحرز فاروق السيد هدفين، ثم لعب مع الهلال والاتحاد ودرنة وأهلى بنغازى فى عدد أيام قياسى لفريق يطوف حول العالم العربى.

الإسماعيلى خلال جولته الوطنية فى العالم العربى دعماً للمجهود الحربى لعب 20 مباراة، وبعيداً عن نتائج المباريات، التى كانت أروع ما يكون بالفوز فى 10 مباريات، والتعادل فى 6 والخسارة فى 4 مباريات فقط، رغم ظروف السفر القاسية، ومعها محصلة مالية عظيمة قُدّرت بنحو 70 ألف جنيه إسترلينى قدّمها لصالح المجهود الحربى، والمعنى هنا ليس الفوز بالمباريات، الرسالة فى الدور والواجب الوطنى الكبير الذى قدره الاتحاد العربى لكرة القدم وقتها لتكريم النادى الإسماعيلى ورئيسه المهندس عثمان أحمد عثمان، حيث سلمه درع العمل الرياضى الوطنى، تقديراً للجهود التى بذلها من أجل المجهود الحربى.

عثمان أحمد عثمان وميدالية الشرف

وحصل المهندس عثمان أحمد عثمان، رئيس النادى وقتها، على ميدالية الشرف التذكارية الذهبية، كما حصل عليها سبعة من أعضاء مجلس الإدارة والإداريين: أحمد محرم، حسين الأسود، حسن مام، محمود عبدالرحيم سليمان، فاروق حمدان، صلاح أبوجريشة، زكى سالم، و26 لاعباً.

وخلال كل الرحلات الوطنية كان يتم استقبال الإسماعيلى استقبال أبطال الحرب من كل رؤساء وزعماء الدول وقتها، ومنهم الشيخ صباح السالم أمير الكويت، وجابر الأحمد، ولى العهد ورئيس الوزراء، والشيخ عيسى بن سلمان، حاكم البحرين، وأحمد بن على حاكم قطر، وعبدالسلام عارف رئيس العراق، وشارل حلو رئيس لبنان، وإسماعيل الأزهرى رئيس مجلس السيادة السودانية، وإدريس السنوسى ملك ليبيا، وغيرهم.

ولم يتوقف الدور الوطنى للنادى، وكرّر الإسماعيلى جولته العربية مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت لصالح المهجّرين من أبناء منطقة القناة، وبدأت الرحلات من يناير عام 1969، واستمرت فى فبراير ومارس وشملت الكويت ودبى والشارقة، وشارك فى هذه الرحلات طه إسماعيل، لاعب الأهلى، وشحتة الإسكندرانى لاعب الاتحاد، ووصل إيراد هذه الرحلة إلى نحو 15 ألف دينار منحها النادى للمهجّرين، إلى جانب مهمة وطنية أخرى فى اليمن، وكانت تحت الاحتلال الإنجليزى، وشهدت واقعة جسّدت بطولة خاصة للمخابرات المصرية خارج البلاد كعادتها دائماً.