رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

"الوطن سبورت" يحتفى بصناع الإنجاز البارالمبى.. والأبطال يروون قصص المعاناة والتتويج (1-2)

10:02 ص | الأربعاء 26 أكتوبر 2016
"الوطن سبورت" يحتفى بصناع الإنجاز البارالمبى.. والأبطال يروون قصص المعاناة والتتويج (1-2)

أبطال البارالمبية

اللاعبون واللاعبات: «اتبهدلنا» حتى نضع مصر على منصة الإنجازات.. وفرحة الشعب بينا أنستنا كل الهموم

«أمل»: الميدالية الثالثة هى الأصعب.. دخلت المنافسات «منهارة».. و«أمانى»: وفاة والدى منحتنى الدافع للتتويج من أجله.. وميداليتى كانت «مفاجأة»

«عمرو»: المشاركة الأولى بالدورة هى الأصعب.. اكتسبت خبرة من اللاعبين الكبار.. و«رحاب»: زوجى «حلم» بتتويجى بالفضية.. وكنت على وشك الغياب عن الدورة

«فاطمة»: احترفت الرياضة لكى أثبت أن «مفيش حاجة اسمها معاق».. عانيت كثيراً قبل التتويج

«شعبان»: تعرضنا للطرد من المعسكرات.. ولولا الإصابات والتحكيم لحققنا رقماً قياسياً من الميداليات

أصبحوا مثالاً يُحتذى به فى العزيمة والإصرار، وأثبتوا للجميع أن التحدى يصنع المستحيل، وذلك بعد أن حزموا حقائبهم، متوجهين إلى مدينة ريو دى جانيرو، للمشاركة بدورة الألعاب البارالمبية، فى مرة ليست الأولى لمعظمهم، وهناك صنعوا التاريخ، وحققوا أفضل إنجاز للرياضة المصرية هذا العام، بالتتويج بـ12 ميدالية متنوعة بعد سنوات عانوا خلالها من إهمال المسئولين لهم، وعدم الاعتراف بإنجازاتهم. «الوطن» استضافت 9 أبطال من أصحاب إنجاز الدورة البارالمبية، هم أبطال رفع الأثقال محمد الديب، صاحب الميدالية الذهبية، وفاطمة عمر ورحاب أحمد وعمرو مسعد ومحمد السيد، أصحاب الميدالية الفضية، وشعبان الدسوقى وأمل محمود وأمانى الدسوقى، أصحاب الميدالية البرونزية، فضلاً عن صاحب فضية ألعاب القوى مصطفى فتح الله، الذى توج فى منافسات 100 متر عدو، ليتحدثوا خلال الجزء الأول من الندوة عن أصعب المواقف التى واجهتهم خلال الدورة، وطموحاتهم فى الفترة المقبلة، ويكشفوا عن كواليس خاصة فى رحلة التتويج التاريخى.

■ السؤال للجميع.. كيف كان الطريق إلى ريو دى جانيرو؟

- شعبان الدسوقى: بدأنا الاستعداد بعد نهاية دورة ألعاب لندن مباشرةً، ظللنا لمدة أربع سنوات ما بين معسكرات داخلية وخارجية وبطولات مختلفة، واجهتنا العديد من الصعوبات، «بجد عشنا أيام صعبة».. و«اتبهدلنا» حتى نضع مصر على منصة الإنجازات، ولكن فى النهاية تمكنا من تخطيها من أجل تحقيق الهدف الأكبر بالعودة بميداليات بارالمبية ورفع العلم المصرى فى البرازيل.

فاطمة عمر: بعد لندن قررت الابتعاد فترة عن التدريب لأننى كنت أريد الإنجاب مجدداً، ولكن بسبب إهمال اللجنة الطبية لدينا أخذت عقاراً منشطاً به مادة محظورة دون علمى، وشاركت ببطولة العالم وتم إيقافى بسبب إيجابية العينة، ولكنى واجهت ذلك إلى أن شاركت بالدورة التى لم أستعد لها لأكثر من عام بسبب العديد من المشكلات التى واجهتنى.

■ كيف تخطيتِ تلك الأزمة؟

- كان كل هدفى وقت الإيقاف أن أثبت الظلم الذى تعرضت له، خاصةً إنى مش محتاجة آخد منشطات، لأن أرقامى تجعلنى فى المركز الأول بفارق كبير عن أقرب منافسة لى، وده كان فى صالحى وقت الاستئناف، إضافة إنه كانت معى موافقة من الطبيب بأخذ هذا الدواء، ولكنى تعجبت من منحى أقصى عقوبة من الاتحاد الدولى بإيقافى عامين، رغم أنى لم أحصل على هرمون ولكنه مجرد علاج، ولكن وقوف دكتور حسام الدين مصطفى، رئيس اللجنة البارالمبية السابق، ودكتورة حياة خطاب، الرئيسة الحالية، إلى جوارى ورفع قضية فى المحكمة الدولية قدر يخفف العقوبة إلى سنة.

■ وما أصعب العقبات التى واجهتكم قبل الدورة؟

- مصطفى فتح الله: أكبر الصعوبات اللى واجهتنى على المستوى الشخصى كان فى عملى، خاصةً مع الإجازات الكثيرة، فضلاً عن مشاكل الدعم بعدم وجود رعاة لنا، وهى أزمة عامة تواجه الألعاب الفردية فى مصر، فالأسوياء لا يجدون راعياً بسهولة، والرياضيون ذوو القدرات الخاصة يأتون فى المرتبة الثانية بعدهم، ولأن مصدرنا الوحيد هو دعم وزارة الرياضة وهو ما لا يستطيع تغطية تكاليف الإعداد طوال أربع سنوات، وفى كل الأحوال فرحة الشعب بما حققناه أنستنا كل الهموم والمشاكل التى مرت بنا.

«شعبان»: سأحكى موقفاً يلخص الصعوبات التى واجهتنا، والذى حدث معنا قبل الدورة بأقل من عام، حيث كانت مديونية اللجنة الأولمبية تقدر بـ2 مليون جنيه و200 ألف، لنفاجأ خلال أحد معسكراتنا بأحد الفنادق يطردنا ويحجز على أدواتنا بسبب عدم سداد النفقات، لنجد أنفسنا ونحن فريق بارالمبى كامل يعد من أجل المنافسة فى أكبر حدث رياضى فى العالم بلا مكان تدريب أو أدوات، وهذا أدى لفض المعسكر والتدريب كل واحد على حدة، واضطررنا للتدريب بأدوات قديمة، خاصةً أن الأجهزة الخاصة برفع الأثقال مكلفة جداً ويصل بعضها إلى 40 ألف جنيه للجهاز الواحد، خاصةً أنه لا بد من التدريب بنفس الأدوات المعتمدة التى يتم استخدامها فى البطولات الكبرى.

رحاب أحمد: بعد ممارستى الرياضة بفترة قصيرة تزوجت وأنجبت ابنتى الوحيدة «رانسى»، وبالتالى اضطررت للابتعاد عن الملاعب والمشاركة فى البطولات فترة، وهو ما كاد يحرمنى من التأهل لدورة ريو، إلا أن وقوف دكتورة حياة خطاب إلى جوارى وحل مشكلتى مكننى من المشاركة والتأهيل بشكل جيد قبل الدورة.

■ هل من سبب دفعكم لممارسة الرياضة؟

- «فاطمة»: من بداية لعبى منذ أكثر من 20 عاماً، كان هدفى الأساسى أن أثبت إن مفيش حاجة اسمها لاعب سَوى وآخر معاق، كنت عايزة أقول إن اللى بيلعب رياضة يقدر يعمل كل حاجة، وهدفى لم يكن المساواة على المستوى المادى فقط، ولكن على المستوى المعنوى أيضاً، وأن أثبت حقى كرياضية أملك دوراً عظيماً فى رفع علم مصر.

«أمانى»: والدى، رحمه الله، هو من شجعنى على لعب الرياضة، مكنتش متخيلة إن فيه رياضة لذوى الاحتياجات الخاصة، وكنت عاشقة لرفع الأثقال وكنت أتابع الأسوياء، لأفاجأ بأن هناك نشاطاً لرفع الأثقال البارالمبى، وبالفعل انضممت لنادى ياسمينا تحت قيادة كابتن محمد عزت، صاحب الفضل الأول علىّ، وهو الذى علمنى إزاى أمسك الحديد وتنبأ لى بأن أصبح بطلة، من أول يوم كان عندى هدف أن أرفع علم بلدى وأنافس على مستوى العالم، وبالفعل قدرت أحقق عدد كبير من الميداليات ببطولات العالم وميداليتين بارالمبيتين.

■ «أمانى».. على المستوى الشخصى كيف تخطيتِ الظروف العصيبة التى مرت بكِ قبل الدورة بساعات؟

- قبل يومين من الدورة، تلقيت خبر وفاة والدى الذى يعد مثلى الأعلى وسندى فى الحياة، ولكنى قررت السفر من أجل تحقيق أمنيته الوحيدة قبل وفاته، وهو تحقيقى ميدالية أولمبية، ودّعت والدتى وأخواتى عقب العزاء، وتوجهت إلى البرازيل وأنا أملك أكبر حافز للتتويج.

■ هل كان تتويجك مفاجأة؟

- فى الحقيقة لم أتوقع التتويج بميدالية، ولكن إرادتى فاقت كل شىء، حيث إننى كنت أضع والدى أمام عينى طوال فترة البطولة وخلال اللعب، وبالفعل تمكنت من تفجير عدة مفاجآت بتحقيق 3 محاولات ناجحة، ورفع ثقل برقم جديد أحققه لأول مرة، وكان ذلك فى أول أيام عيد الأضحى، وهو ما كان عيداً لى ولوالدى بالفعل.

■ لكل بطل كلمة سر وراء إنجازاته، فما كلمة السر التى صنعت «أمل»؟

- أمل محمود: كابتن محمد عزت مدربى فى النادى هو كلمة السر فى حياتى، هو من صنع منى بطلة، وكان شايف ده من أول يوم، الحمد لله دى تالت ميدالية أولمبية لى، وأعتبرها الأصعب فى مشوارى.

■ لماذا؟

- فى بداية منافسات السيدات، بدأت البطلة نوال الرفاعى، إلا أنها رفعت ثلاث محاولات خاطئة وودعت المنافسات رغم أنها كانت مرشحة للتتويج بميدالية برونزية، كلنا طبعاً كنا فى حالة انهيار إن تعبها لمدة 4 سنين راح فى ثانية، وبعدها كابتن محمد صبحى، صاحب فضية لندن، الذى حدث له نفس السيناريو قبل بداية لعبى بثوانٍ، وكان كل المدربين فى حالة انهيار خلال لعبى، وده خلانى أدخل مرعوبة بعد الصدمة وقررت أرفع أوزان أقل من اللى كنت محدداها، خاصةً إن التحكيم كان صعب جداً علينا، لكن الحمد لله ربنا وفقنى فى النهاية.

■ تعد هذه هى المشاركة الأولى لكما بـ«الدورات البارالمبية»، ما هى كواليس تتويجكما؟

- «رحاب»: من أول ما بدأت احتراف اللعبة عام 2011 وحلمى أروح أولمبياد وأحصد ميدالية، ورغم توترى فى البداية بسبب خروج «نوال»، زميلتى فى الغرفة، التى بدأنا اللعبة معاً خطوة بخطوة من المنافسات، أُصبت بحالة من الإحباط، ولكنها كانت تدعمنى وتؤكد لى أن تتويجى بميدالية يعد تتويجاً لها، وبالفعل دخلت المنافسات ولكنى كنت فى حالة من التوتر، ما جعلنى أفشل فى المحاولة الأولى، ولكنى استعدت تركيزى وقدرت أحقق الميدالية الفضية فى النهاية.

«عمرو»: أعتبر المشاركة الأولى فى الدورات البارالمبية هى الأصعب، خاصةً مع رهبة المنافسات، وضغط الأعصاب ونقص الخبرات، ولكنى استعديت بشكل جيد للدورة، وعاهدت نفسى أن أعود بميدالية، المنافسة كانت صعبة ولكنى كنت أثق فى قدراتى، والحمد لله قدرت أحقق رقمى الذى توجت من خلاله بالميدالية.

■ رغم الإنجاز الكبير.. لماذا لم تتمكن البعثة من معادلة عدد ميداليات دورة لندن؟

- «شعبان»: فى لندن تمكن منتخب رفع الأثقال من تحقيق 12 ميدالية، وهو ما تحقق أقل منه بميداليتين فى دورة ريو، ورغم أن الدورة الأخيرة كان متوقعاً تتويج الرباعين المصريين بـ15 ميدالية على الأقل، إلا أننا تعرضنا لبعض الظروف المعاكسة، ولم يكن التوفيق حليفنا.

■ ما الأسباب؟

- أولاً إصابة بعض الأبطال قبل خوض المنافسات مباشرةً مثل متولى مطحنة وهانى محسن، وهو ما أضاع ميداليتين مضمونتين، وثانياً ظروف بعض المباريات وتأثير التحكيم وعدم الثبات الانفعالى، وكلها عوامل أدت لخروج 3 لاعبين مؤثرين خارج المنافسات لأول مرة فى تاريخنا.

«فاطمة»: بالنسبة لى فالعامل النفسى فى الفريق بالكامل من أول المدرب لحد أصغر لاعب كان له دور رئيسى فى انخفاض المستوى وعدد الميداليات، للأسف كانت هناك طاقة سلبية كبيرة داخل المعسكر، وعدم احتواء، ومشاكل بالجملة أدت إلى انعدام ثقة البعض فى نفسه أو فى مدربه.

■ ما الأسباب وراء ذلك؟

- أعتقد أن السبب الرئيسى هو فصل منتخب الرجال عن منتخب السيدات، وأعتبرها الغلطة الكبرى التى وقعت بها اللجنة البارالمبية قبل الدورة، بفصل الجهازين الفنيين للمنتخبين، فعلى المستوى الشخصى كنت أتمنى فى أوقات كثيرة أن أتدرب مع مدرب الرجال، وأعتبر ذلك أحد أهم الأسباب فى عدم تحقيق الرقم المتوقع من الميداليات إلى جانب الإصابات.

■ «مصطفى».. لماذا لم تحقق ألعاب القوى سوى ميدالية وحيدة فى المنافسات؟

- شاركنا بسبعة لاعبين فى المنافسات المختلفة فى ألعاب القوى، وجاءت مراكزنا ما بين الخامس والثامن، وهى مراكز جيدة، وكنا قريبين من تحقيق عدد ميداليات أكبر ولكن ظروف استبدال اللجنة البارالمبية الدولية لبعض الألعاب بألعاب أخرى، وهو الأمر الذى يحدث كل دورة، أدى إلى غياب العديد من الأبطال مثل إبراهيم عبدالوارث، صاحب فضية لندن فى دفع الجلة، ومطاوع أبوالخير، صاحب برونزية قذف القرص فى نفس الدورة، اللذين لم تشارك لعبتهما فى منافسات ريو بقرار من اللجنة الدولية لمنح الفرصة لألعاب أخرى فى الظهور.

■ هل ساهم تتابع الأجيال الحالى فى المنتخب فى تتويج الشباب بميداليات؟

- «عمرو»: بالطبع اكتسبت خبرة كبيرة من اللاعبين الكبار فى المنتخب، كنت بحرص على مشاهدتهم خلال المنافسات، خاصةً أن لعبى كان فى الأيام الأخيرة للدورة، وده أكسبنى ثقة وخبرة بالتعلم منهم، خاصةً أننى ما زلت 24 عاماً وأسعى للتتويج بأكبر عدد من الميداليات البارالمبية خلال مشوارى.

«رحاب»: أنا أصغر لاعبة فى البعثة أنا ونوال الرفاعى، وبالطبع جميع اللاعبين الكبار يساندوننى وكنا جميعاً نشجع بعض من أجل التتويج، إضافةً إلى تشجيع زوجى المستمر لى وأسرتى.