رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

فكري صالح يروي ذكرياته عن نصر أكتوبر: دمي سال في سيناء (حوار)

12:12 م | الجمعة 06 أكتوبر 2023
فكري صالح يروي ذكرياته عن نصر أكتوبر: دمي سال في سيناء (حوار)

فكري صالح مدرب حراس مرمى منتخب مصر السابق وأحد أبطال حرب أكتوبر

يعد فكري صالح حارس مرمى الزمالك السابق وعميد مدربي حراس المرمى بالكرة المصرية أحد نجوم الرياضة الذين شاركوا في حرب السادس من أكتوبر 1973، ومثلما ترك بصمات على المستوى الفني بإنجازاته كمدرب لحراس مرمى المنتخبات الوطنية بأعمارها المختلفة، ساهم في بصمة تاريخية بانتصار أكتوبر العظيم، وحاور «الوطن سبورت» الجنرال لاستعادة ذكرياته مع هذا الحث التاريخي، الذي سيظل خالدا في سجلات التاريخ على مر العصور.

في البداية ماذا يعني لك ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر؟

عندما أستعيد ذكريات  نصر أكتوبر المجيد عام 1973، الحرب كانت يوم 10 رمضان، ويوم 1 من نفس الشهر كنت مرتبط بآخر مباراة لي مع فريقي الزمالك وكانت ضد فريق الطيران، واستطعنا الفوز بستة أهداف دون رد، بمسابقة الدوري، وكان هناك 3 عسكريين يتواجدون في تلك المباراة وهم الكابتن حمادة إمام والكابتن عفت كان يتواجد في الكلية الفنية، بالإضافة إلى وجودي في قوات الصاعقة.

وماذا يعني المشروع التعبوي؟

المشروع التعبوي كأنك تستعد للحرب بالفعل، على سبيل المثال بلغة الرياضة عندم يستعد فريقا الأهلي والزمالك، لمباراة القمة ويخوض كل فريق منهم مباراة ودية لتجهيزه بقوة، وتحركت ووجدت الوحدة في حالة حرب، إلا أن الشارع المصري لم يكن يعرف شيء وقتها.

وهل ساهم ذلك في انتصار أكتوبر العظيم؟

بالطبع عنصر المفاجأة كان من أهم العناصر التي فاجأت العدو ومخابراته، لأنه لم يكن يعرف التحضيرات مشروع تعبوي أم الاستعداد للحرب بشكل فعلي، ودائما عنصر خداع العدو قبل الحرب من الأمور المطلوبة، خاصة أن المشروع التعبوي تم عمله 3 مرات من قبل إلا أن تلك المرة كان الاستعداد الفعلي للجيش المصري قبل الانتصار العظيم عام 1973.

وماذا عن يوم الحرب نفسه وأبرز ذكرياته؟

يوم العاشر من رمضان، كان لدينا مهام واضحة منذ بداية اليوم، في القوات الخاصة، من حيث التأكد من أن المواسير مغلقة بشأن النابالم، لأنه لو كان تم فتحه على قناة السويس، لتحولت إلى كتلة من النيران، وكان استحالة أن يعبر أحد، وهذه مهمة الصاعقة البحرية، وكان هناك مجموعة أخرى مهمتها القضاء على المخزون الخاص بالنابالم الذي يأتي على بعد 4 كيلومترات، من غرب القناة، وكانت مهمتي كقوات صاعقة العبور مع سلاح المشاة، حتى نتمكن من وضع السلالم، حتى يتمكن فرد المشاة من عبور الساتر الترابي وبصحبته المدافع والأسلحة.

وكيف كان الاستعداد للحرب؟

بدأ الطيران في التحرك في تمام الواحدة و35 دقيقة، وهتف كل سلاح الله أكبر، بدون أي ترتيب مسبق والطيران كان فوق رأس باقي القوات، حتى يفاجئ العدو في غرب القناة، وبمجرد عبور الطيران فوق الرؤوس تعالي الهتاف الله أكبر، ثم بدأ ضرب المدفعية، ثم بدأ الاستعداد لاستخدام القوارب ونفخها، وهنا أيقن الجميع أنها لحظة الحرب الفعلية وليس مشروع تعبوي فقط.

فكري صالح 

وما هي أبرز اللحظات المميزة التي لا تنساها؟

من أبرز اللحظات التي لا أنساها عندما تم وضع أول علم تم رفعه على خط بارليف بعد 6 ساعات من الحرب، ومعركة تبة الشجرة، ترتبط بذكريات خاصة معي، بعد أن شاء القدر أن أتواجد فيها، وهي منطقة شاهدة على بطولات عسكرية لأنها كانت نقطة حصينة جدا، بها دبابات ومدفعية ثقيلة، وتوجه ضربات لمنطقة الإسماعيلية بالكامل، وكنت شاهدا على خروج معظمهم وهو «مسلم نفسه»، وقليل منهم من كان يضرب الطلقات فتنتهي حياته على يد جنود الجيش المصري، وهي من اللحظات التي أسعدت قلبي، لأنني حضرت الفترة السابقة لحرب 1973، كانت انكسارا لأي فرد ينتمي للمؤسسة العسكرية في الفترة من 1967 حتى 1969، وقت حرب الاستنزاف وكانت القوات الخاصة تقوم بعمليات غرب القناة، لذلك أعتز بيوم النصر في 1973 ولن يمحى من ذاكرتي.

وهل تعرضت للإصابة يوم الحرب؟

أنا من مصابي حرب 1973 بعد تعرضت للإصابة بـ3 طلقات رصاص، والعساكر من حولي يشاهدون الدم يتساقط مني، وتعرضت للإصابة بشظية وأمتلك كارنيه المحاربين القدامي، وأحمد الله أن دمي سال في سيناء، لأن هذا شرف عظيم لأي شخص وكل سنة أحمد الله أنني أعيش ذكريات أجواء نصر أكتوبر، ولا زلت أحتفظ بملابس الحرب حتى الآن، وأحمد الله أنني دافعت عن سمعة مصر واستعادة الكرامة والكبرياء.

فكري صالح مع الجنرال الراحل محمود الجوهري

ماذا أضافت لك روح نصر أكتوبر في مجال كرة القدم؟

وخلال عملي في كرة القدم أعمل بروح أكتوبر العظيم بمعني إذا كان العدو أقوى مننا وقت حرب 73، حتى أنهم قالوا إن خط بارليف لا يمكن تحطيمه إلا أن الروح والعزيمة وأحد المهدنسين من الصعيد، عن طريق خراطيم المياه تم تحطيم ذلك الخط وظهرت إرادة وقوة الجنود المصريين وأتمنى دائما أن تبقى مصر بلد الأمن والأمان.