رئيس مجلس الادارة:

د.محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

"الوطن سبورت" فى معسكر منتخب السيدات قبل انطلاق بطولة أمم إفريقيا بالكاميرون

11:02 ص | السبت 19 نوفمبر 2016
"الوطن سبورت" فى معسكر منتخب السيدات قبل انطلاق بطولة أمم إفريقيا بالكاميرون

منتخب السيدات

سيدات منتخب مصر: هنوصل للمربع الذهبى رغم تجاهل الإعلام لنا

«مها» كانت تقفز من شرفة غرفتها لتلعب الكرة فى الشارع.. وتتمنى أن يكون فتى أحلامها مثل رمضان صبحى.. و«فايزة»: «الحضرى» أكثر لاعبى الكرة تشجيعاً لنا

«أمنية»: أحلم بالاحتراف.. وتحديت الجميع ولعبت فى الدورات الكروية مع الشباب ووالدى ضربنى أكثر من مرة

فايزة «كابتن الفريق» تدرب ١٠٠ فتاة على كرة القدم.. والمدرب: عدم وجود فرق الفتيات فى الأهلى والزمالك سر تأخر الكرة النسائية

«هنفرض سيطرتنا على كرة القدم فى أفريقيا.. وهنوصل للمربع الذهبى ونعمل زى فريق الرجال».. هذا هو الشعار الذى رفعته فتيات المنتخب المصرى لكرة القدم النسائية خلال معسكرهن التدريبى باستاد الدفاع الجوى، الذى اخترقته «الوطن» قبل ساعات من انطلاق فعاليات بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم للنساء، التى تستضيفها الكاميرون؛ على أن يواجه منتخبنا النسائى نظيره الزيمبابوى اليوم، وروت لاعبات المنتخب لـ«الوطن» قصص عشقهن لكرة القدم وتحديهن لنظرة المجتمع والعادات التى ترفض لعب الفتاة للكرة، إضافة لأحلامهن فى البطولة وبعدها.

«مها الدمرداش»، حارس مرمى الفريق، حكت قصتها مع كرة القدم، ومعارضة أهلها لها قائلة: بدأت اللعب فى مركز سمنود بمحافظة الغربية حينما كان عمرى 11 سنة، وواجهت العديد من الصعوبات، فكنت أعشق لعب كرة القدم فى الشارع مع جيرانى وأصحابى الذكور، وهو ما كان يرفضه أخى تماماً، حتى إنه منعنى من النزول للشارع، فكنت أهرب وأقفز من شرفة منزلى لألعب الكرة، وفى عام 2005 رآنى أحد مدربى نادى سماد طلخا وأنا ألعب فى الشارع، فطلب منى الانضمام للنادى، وبعد العديد من المناقشات والمناوشات وافقت أسرتى على أن أنضم لفريق كرة القدم النسائية.

«مها» بدأت كلاعبة فى مركز «باك يمين»، إلا أن المدرب اضطر للاستعانة بها لحراسة المرمى فى مباراة أمام نادى وادى دجلة فى موسم الدورى 2009 -2010، نتيجة تزوج «جونة الفريق» وعدم حضورها، وكانت المباراة مذاعة على الهواء، وكانت المفاجأة أنها أدت بشكل جيد وحافظت على شباكها نظيفة وحصلت على لقب أفضل حارسة مرمى، ما ساعدها على الانضمام إلى فريق وادى دجلة.

تقول «مها»: فى آخر عام لكأس مصر للنساء، فاز فريقى بضربات الترجيح، وحصلت للمرة الثانية على لقب أفضل حارس مرمى بالبطولة، وانضممت إلى المنتخب كحارس مرمى، وفى مباراة ودية بين مصر وزيمبابوى حصلت على لقب أفضل حارس مرمى بعدها رُشحت للإعارة لنادى الطيران.

وانتقدت «حارسة مرمى المنتخب» عدم الاهتمام بالكرة النسائية فى مصر، وقالت إن عدم وجود فرق كرة نسائية فى ناديى القمة الأهلى والزمالك، جعل الإعلام لا يهتم بها بالقدر الكافى، مضيفة: بالرغم من اهتمام وزارة الشباب والرياضة بالفريق ومساندة اتحاد الكرة لنا، إلا أن الرواتب غير مرضية، فالمكافأة التى تحصل عليها اللاعبات فى المباراة الواحدة لا تتعدى 4000 جنيه فقط، وهو ما لا يقارن على الإطلاق مع منتخب الرجال.

وتأمل «مها» أن يكون هناك المزيد من التدريبات على يد كبار المدربين المصرين والأجانب، وقالت إنها حصلت على أول دورة لكرة القدم للفتيات من خلال برنامج المهارات الأولية للفتيات الذى نظمه المركز الثقافى البريطانى، حينما قام مدربون من الدورى الإنجليزى بتدريبهن، وحصلن خلال الدورة على تدريبات على مواد نظرية وتكنيك عملى للعب، أفادها بشكل كبير فيما بعد.

لا تهتم «مها» بمن ينظر لها على أنها ذكر، وترى أن كونها لاعبة كرة قدم لم يؤثر على أنوثتها، فكرة القدم مثلها مثل باقى الرياضات الأخرى، وتتمنى أن تجد فتى أحلامها، وأن يكون من نفس مهنتها لاعب كرة قدم، وقالت إنها تحلم أن يكون رمضان صبحى، وتعشق عصام الحضرى لما يقدمه لهن من دعم ومساندة.

«أمانى عزت»، 19سنة، من مدينة المحلة بمحافظة الغربية، بدأت حياتها الكروية فى الشارع منذ أن كان عمرها 5 سنوات مع ابن خالها، حتى إن رآها مدرب كرة قدم من مركز شباب المحلة، وقرر أن يختبرها، ولكى تسمح لها أسرتها بالاختبار فى مركز شباب المحلة، اصطحبت معها رفيقها ابن خالها، إلا أنها نجحت فى الاختبار وخسر ابن خالها، ما تسبب لها فى مشاكل أسرية جعلت خالها يمنعها من اللعب، خاصة أن والدها متوفى، إلا أن كابتن نادى نصر النيل وقف بجوارها وأقنع والدتها بانضمامها إلى نادى «بلدية المحلة»، وأصبحت البنت الوحيدة فى الفريق، وكانت تلعب مع الرجال ثم فى نادى سماد طلخا؛ وانضمت إلى فريق نادى الطيران ومنه إلى وادى دجلة.

وقالت «أمانى»: لو استطعت أن أحصل على بطولة الأمم الأفريقية أكون حققت أول أمنية لى، وسأهديها إلى والدتى وأسرتى الذين تحديتهم جميعاً من أجل الكرة.

أما «أمنية محمود»، التى تبلغ 22 عاماً من منطقة إمبابة، فرأت فى تحديها للجميع للعب الكرة دليلاً على أن نساء وفتيات إمبابة بمائة رجل، وقالت: بالرغم من الطبيعة الشعبية لمنطقتى إلا أننى تحديت الجميع ولعبت كرة القدم مع أخوتى فى الشارع، وكنت دائماً ما أحجز فى الدورات الكروية مع شباب منطقتى تحت الكوبرى أو فى مركز شباب الجزيرة، وبالرغم من اعتراض والدى وتعرضى للضرب أكثر من مرة إلا أننى أصررت على ممارسة اللعبة، وبدأت من مركز شباب السيدة حتى اختارنى أحد المدربين لألعب فى نادى وادى دجلة.

ترى «أمنية» أنه لا يوجد لاعبة مشهورة فى الكرة النسائية مثل لاعبى كرة القدم، وتتمنى أن تحترف فى إحدى الدول أو تصبح لاعبة فى فريق الكرة النسائية بأحد النوادى الكبرى (الأهلى أو الزمالك)، وتؤكد أنها حصلت على تدريب مكثف فى معسكر مغلق لمدة 6 شهور قبل بطولة الأمم الأفريقية، وتتمنى أن تصل وفريقها إلى المربع الذهبى، ثم الفوز بالبطولة.

أما «سارة عبدالله» 26 سنة، خريجة كلية تجارة عين شمس، فقصتها مع كرة القدم كانت أسهل، فقد حالفها الحظ أن يكون جارها فى بيتها بمنطقة كوبرى القبة مدرب كرة قدم، وحينما شاهدها تلعب مع جيرانها فى الشارع قرر أن يضمها لفريق النساء فى نادى ألماظة، وانتقدت «سارة» عدم وجود اهتمام كافٍ بالكرة النسائية فى مصر، وقالت: «حتى الدورة التدريبية الوحيدة التى حصلت عليها كانت من خلال المركز الثقافى البريطانى، وكنت أول مرة أتعامل مع مدربين أجانب، وأحصل على تدريب مختلف بثقافة مختلفة لتوصيل المعلومة وشكل جديد للعب، وهو ما فرق معى كلاعبة فيما بعد من خلال قراءتى للكرة فى الملعب، والاهتمام بالحالة النفسية للاعبات. «سارة»، لا ترى أن طبيعة اللعبة الذكورية تنعكس على طبيعتها كأنثى، فما زالت تحتفظ بأنوثتها، وفى المناسبات العائلية ترتدى الفساتين وتضع المكياج وترقص وتمارس كل ما تمارسه الفتاة العادية، وفى وقت التمرين ترتدى الشورت والتى شيرت، وقالت إنها تتمنى أن تتزوج وأن يكون لها بيت وأسرة وأولاد، ولا ترى أن هناك تعارضاً بين اللعب والزواج، فأغلب لاعبى كرة القدم الذكور متزوجون دون وجود مشاكل لهم.

أما «فايزة حيدر»، كابتن المنتخب، فتحلم منذ أن كان عمرها 17 سنة، أن تصبح مثل سحر الهوارى، رائدة كرة القدم النسائية المصرية، فهى أول امرأة فى الاتحاد المصرى لكرة القدم، ورئيسة أول دورى كرة قدم عربى للسيدات، وأول حَكَمَة.

وبدأت «فايزة» حياتها الكروية منذ أن كان عمرها 6 سنوات، وبدأت كلاعبة فى مركز شباب حلوان، وفى أحد الأيام أعلن المركز عن اختبار لاختيار عدد من لاعبيه للانضمام لنادى الزمالك، ولم يُسمح لها بالاشتراك لعدم وجود فريق نسائى بالزمالك، تقول كابتن المنتخب: بكيت بحرقة وقتها، وأجريت اتصالاً بسحر الهوارى، التى ضمتنى إلى فريق حلوان العام، ولعبت كمدافع منذ موسم 97-98، وحصلت مع المنتخب على بطولة العرب فى البحرين، ثم وصلنا إلى دورة الألعاب الأفريقية، وبطولة الأمم الأفريقية.

«فايزة» حصلت على بكالوريوس تجارة الأعمال، كما أنها حصلت على عدد من التدريبات فى المركز الثقافى البريطانى، وأصبحت أول مدرب للتدريب فى برنامج المهارات الأساسية، وتعمل الآن على تدريب 100 فتاة من المدارس الحكومية وأطفال الشوارع فى جميع محافظات مصر، مع عدد من المدربين الإنجليز، وقالت «فايزة» إن مهارتها الكروية ترجع إلى تدريبها المستمر، وإنها تستطيع أن تطور المجتمع من خلال كرة القدم خاصة مع المهمشات من الفتيات، وطالبت فتيات المنتخب الإعلام بمساندتهن فى البطولة، وأشارت إلى أن عصام الحضرى، حارس مرمى منتخب مصر، هو أكثر لاعب يدعمهن ويشجعهن.

محمد مصطفى، مدرب فريق الكرة النسائية، أشاد فى حديثه مع «الوطن»، بمستوى الفتيات، وقال: بالطبع هناك اختلافات مهارية بين لاعبى كرة القدم الذكور والإناث، والمجموعة المختارة فى منتخب الفتيات مجتهدة جداً، وبالرغم من الصعوبة الشديدة فى مواجهة الفرق الأفريقية إلا أن لدىّ أملاً أن يصل الفريق إلى المربع الذهبى.

وأكد «مصطفى» أنه لا مجال لنجاح الكرة النسائية فى مصر طالما لا توجد فرق نسائية فى الأهلى والزمالك، وقال إن أغلب النوادى التى تدخل إلى الاتحاد تتخذ من الكرة النسائية خطوة للانضمام فقط، ورأى أن الفرص محدودة فى اختيار لاعبات المنتخب من بين ناديين فقط، مضيفاً أنه يتمنى أن تزداد الفرق حتى يتاح له اختيار أفضل العناصر.

بدورها، قالت «شيماء البنا»، مدير البرامج بالمركز الثقافى البريطانى، إن فرصة التدريب الوحيدة التى حصلت عليها لاعبات المنتخب، كانت لبرنامج «المهارات الأساسية»، الذى جاء كشراكة بين المجلس الثقافى البريطانى والدورى الممتاز الإنجليزى، الذى يعمل فى 25 دولة فى آسيا وأفريقيا والأمريكتين، مضيفة: من حسن حظ لاعبات المنتخب انضمامهن للبرنامج، الذى سيركز هذا العام على العمل بـ٨ دول فقط من ضمنها مصر.

وأضافت «شيماء» أن المركز ركز فى إطار برنامج تمكين المرأة على تطوير الرياضة النسائية كجزء من رؤية المجلس الثقافى البريطانى التى تركز على تمكين النساء والفتيات، مشيرة إلى أن البرنامج «المهارات الأساسية» صُمم لدعم المشاريع المجتمعية ولخلق فرص التدريب الفردية التى توفر للنساء والفتيات فرصاً لممارسة كرة القدم، ورأت أن برنامج «المهارات الأساسية» الذى حصلت عليه لاعبات المنتخب كان أفضل ما حصلن عليه، حيث يجمع بين الشهرة العالمية التى يتمتع بها الدورى الإنجليزى الممتاز وخبرته فى مجال تقديم البرامج المجتمعية فى المملكة المتحدة وشبكة المجلس الثقافى البريطانى العالمية، وسجله الحافل بالبرامج الناجحة والخبرة العالمية فى مجال اللغة الإنجليزية، لافتة إلى أنه من خلال البرنامج يحصل الشباب، بمن فى ذلك الفئات الأكثر ضعفاً والأقل حظاً فى المجتمع، على فرص للاندماج فى مجتمعاتهم المحلية، وتطوير مهاراتهم للحصول على عمل ورفع ثقتهم بأنفسهم، كما يحصل المعلمون ودارسو اللغة الإنجليزية على مواد تعليمية مفيدة ومجانية تستعين بمحتوى يرتبط بكرة القدم من دورى كرة القدم الأشهر فى العالم، وأعربت «شيماء» عن سعادتها بالبرنامج، وقالت إنه نموذج ثبت نجاحه فى التأثير على التوجهات المؤسسية نحو العمل الاجتماعى من خلال كرة القدم، فضلاً عن توفير التدريب المباشر للمدربين والحكام، وقالت إنه منذ بداية تنفيذ البرنامج فى عام 2007، تم تدريب 6300 مدرب وحكم فى 28 دولة، الذين بدورهم استطاعوا الوصول إلى ما يقرب من مليون شاب وفتاة، وشمل مناطق مثل هونج كونج، وهى منطقة فى الصين، وأوضحت أنه منذ عام 2013 تم تنفيذ برنامج مهارات الدورى الممتاز فى 25 دولة.

وقالت إن المجلس الثقافى البريطانى بمصر ينظم تدريبات للمدربين والحكام من خلال الشراكة مع وزارة الدولة لشئون الرياضة، ويقوم بهذه التدريبات مجموعة من أفضل الحكام والمدربين فى الدورى الإنجليزى وأنديته، كما يتم دعم المشتركين فى تطوير مشاريع كرة القدم فى مجتمعاتهم المحلية، ويضم البرنامج مشتركين من الأندية والمدارس والجامعات، ويعطى الأولوية للسيدات والبنات وللناشطات فى مجال المشاركة المجتمعية.

وقال «مارتن ديفيدسون»، الرئيس التنفيذى السابق للمجلس الثقافى البريطانى، إن برنامج «المهارات الأساسية» يسخر عشق كرة القدم للترويج لمهارات التدريب ومهارات اللغة الإنجليزية، مضيفاً: «الهدف هو بناء الروابط بين الناس فى المملكة المتحدة وبين شعوب البلدان الأخرى، وكرة القدم هى وسيلة رائعة للقيام بذلك».