البطل محمد السيد
داخل ساحة القتال، كان يجلس، بينما لم يتخطى السادسة من عمره، يتابع والده وهو يمسك بسلاحه، يعُلم الأجيال القادمة كيفية القتال داخل ساحة المبارزة، بينما ينظر إلى والدته وهي تصول وتجول في ملاعب السلاح، يتحسس سلاحها بعد إنتهاءها من كل مباراة، يحلم بتلك اللحظة، التي يقف خلالها يوما على منصة التتويج.
لم يتوقع الكثيرون، أن محمد السيد، صاحب الـ21 عاما، سيكون صاحب ضربة البداية في أولمبياد باريس 2024، بعدما كتب اسمه بأحرف من نور في تاريخ الرياضة المصرية، بعد قص شريط افتتاح ميداليات الفراعنة بالدورة الحالية، عقب تتويجه ببرونزية سلاح المبارزة، في إنجاز تاريخي، كان إيمانه بتحقيقه، هو سلاحه الوحيد نحو منصة التتويج.
«الأب اول قدوة لابنه»، مقولة تحققت داخل ساحة قتال السلاح بأولمبياد باريس 2024، حيث كان السيد سامي، والد البطل محمد، ومدربه الشخصي منذ احترافه لعبة السلاح، هو كلمة السر في وقوف نجله على منصة تتويج البطولة الأكبر على مستوى العالم في كل الرياضات، ناصبا نفسه ضمن عمالقة العالم، ليحمل إلى نهاية عمره لقب «بطل أولمبي».
«أرى الحلم يقترب» جملة عمرها 4 أشهر، كتبها محمد السيد عبر حسابه على «انستجرام» في شهر مايو الماضي، بينما يضع صورته وهو يقف أمام برج إيفل بفرنسا، معلنا عن حلمه الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه في الأولمبياد، ليفي بالوعد ويعود إلى وطنه حاملا ميدالية تاريخية.
«سوبر مو» هكذا يشتهر البطل المصري، الذي يتخذ من البرتغالي كريستيانو رونالدو نموذجا له، والذي لم يكن تتويجه الأولمبي محض صدفة، حيث كانت البداية مع أولمبياد طوكيو 2020، والتي شارك بها البطل وهو في السابعة عشر من عمر، ليصول ويجول ويفجر المفاجأة تلو الأخرى، ويحصد خلالها المركز السادس، ليعود إلى باريٍس، واضعا هدفا وحيدا أمام عينيه، وهو الميدالية الأولمبية، والتي رضخت في النهاية له.
«لمسة ذهبية»، كانت تلك هي اللمسة الحاسمة للبطل الصغير، التي منحته الميدالية التاريخية في مباراة البرونزية، أمام بطل المجر، حيث ظلت تلك اللمسة حائرة بينهما، حتى الثانية الأخيرة، لتكون اللمسة الساحرة، التي أضاءت ألوان علم مصر على منصة التتويج الأولمبية، معلنة اسم بطل أولمبي جديد، يرفع شعار «أنا مصري وأبويا مصري».
تعليقات الفيسبوك